الجزائر والسعودية تحتويان أزمة نشبت جراء صورة “مسيئة” للملك سلمان
هوية بريس – وكالات
احتوت الجزائر والمملكة العربية السعودية، أزمة متصاعدة بسبب صورة اعتبرت “مسيئة” للملك سلمان بن عبد العزيز، رفعتها قبل أيام جماهير رياضية بملعب شرقي البلاد، في إطار فعاليات للتضامن مع القدس.
وتضامنًا مع القدس، رفع مشجعون بمدينة “عين مليلة” (شرق)، خلال مباراة جمعت فريقهم مع نادي “غالي معسكر” (غرب) السبت الماضي، لافتة كبيرة، حملت صورة وجه واحد؛ نصفه للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والثاني للملك سلمان.
وإلى جانب الصورة ظهر مجسم للمسجد الأقصى بالقدس، وعبارة “وجهان لعملة واحدة”، ما أثار الكثير من ردود الفعل الغاضبة في الجزائر والسعودية تجلى عبر شبكات التواصل الاجتماعي فيما التزم الرسميون في البلدين خطاب التهدئة.
واستقبل الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، مساء اليوم الأربعاء، رئيس مجلس الشورى السعودي عبد الله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ، في ختام زيارة إلى البلاد دامت أربعة أيام.
ومنذ تعرضه لوعكة صحية في 2013، لا يستقبل بوتفليقة سوى الضيوف الأجانب الذين هم في مصاف رؤساء الدول أو الذين يحملون ملفات هامة في العلاقات مع بلاده.
وصرح المسؤول السعودي عقب اللقاء مع بوتفليقة، أن “التعاون بين الجزائر والمملكة سيتجدد ويزداد في المستقبل”.
وأوضح للتلفزيون الحكومي الجزائري: “نقلت للرئيس بوتفليقة، تحيات خادم الحرمين الشريفين (الملك سلمان) وولي العهد (محمد بن سلمان)، والنتائج التي تمخضت عنها زيارتي للجزائر”.
وأمس الثلاثاء، أعلن وزير العدل الجزائري، الطيب لوح، أن النائب العام أمر بفتح تحقيق في واقعة رفع اللافتة المسيئة للعاهل السعودي.
وأوضح الوزير أن “نتائج التحقيق الأولية أثبتت أن الفعل كان فرديًا”.
من جهته، أعلن سامي الصالح، سفير الرياض بالجزائر، أن رئيس الوزراء الجزائري، أحمد أويحي، قدم اعتذارًا عن الواقعة لرئيس مجلس الشورى السعودي، الذي يزور البلاد.
ونشر الصالح، تغريدة على موقع “تويتر” أمس جاء فيها: “قدم دولة رئيس الوزراء الجزائري، بعد لقائه اليوم (الثلاثاء)، لمعالي رئيس مجلس الشورى في المملكة اعتذار الجزائر قيادة وحكومة وشعبًا عما بدر من تصرفات غير مسؤولة في إحدى الملاعب، والتي لا تنم عن أخلاق الشعب الجزائري الأصيل، وجاري اتخاذ اللازم تجاه من قام بذلك وضمان عدم تكراره”.
واعتبر مراقبون أن لقاء المسؤول السعودي بالمسؤولين الجزائريين رفيعي المستوى، يعد مؤشرا على احتواء الأزمة.
واليوم الأربعاء، نقلت وسائل إعلام جزائرية، أن السلطات أنهت مهام مسؤول الأمن بمحافظة أم البواقي، التي يتبع لها إقليم عين مليلة، الذي شهد الحادثة.
فيما ذكرت إذاعة ولاية “أم البواقي” (حكومية)، أنه “تم اليوم تنصيب العميد الأول للشرطة عبد القادر ربيعي، رئيسًا لأمن ولاية أم البواقي، خلفًا لعبد السلام بوصوف”، من دون تفاصيل إضافية، وفقا للأناضول.