الجمعيات الإسلامية ببريطانيا.. إنجازات رغم التضييق
هوية بريس – الجزيرة
الأربعاء 09 دجنبر 2015
بينما تواصل بعض وسائل الإعلام اليمينية هجومها على المؤسسات الخيرية الإسلامية في بريطانيا، تقوم روابط ومنظمات رسمية بتكريم كثير منها وتشجعها على الاستمرار في العمل الإغاثي الإنساني.
رابطة المديرين التنفيذيين البريطانيين للمنظمات التطوعية (أسيفو) التي تمثل المديرين التنفيذيين للمنظمات الإغاثية على مستوى بريطانيا، اختارت مديرا مسلما لتكريمه على إنجازاته في العمل الإغاثي، في الوقت الذي كان ذات المدير ومؤسسته يتعرضان لهجمة شرسة من بعض وسائل الإعلام اليمينية.
وتستفيد وسائل الإعلام اليمينية في هجمتها على المؤسسات الخيرية من بعض التصريحات والتهديدات الحكومية بتشديد الرقابة على المؤسسات الخيرية، وملاحقة أي مؤسسة تثار الشكوك حول عملها، إلا أن ثمة قانونا يحفظ للمؤسسات الخيرية حقوقها ويحميها كما يقول المدير التنفيذي لهيئة الأعمال الخيرية في بريطانيا (هيومن أبيل) عثمان مقبل الذي فاز بجائرة الرابطة البريطانية المعنية بمديري المؤسسات الخيرية.
إنجازات ونجاحات
وتعد مؤسسة “أسيفو” أكبر شبكة للمنظمات الإغاثية المؤثرة في بريطانيا، وتضم في عضويتها أكثر من 1600 مدير تنفيذي لكبرى المؤسسات الخيرية البريطانية.
وفي كل عام يجري تكريم مجموعة من المديرين التنفيذيين للمؤسسات الخيرية البريطانية الذين قدموا إنجازات متميزة، وتختار لجنة التحكيم الفائزين وفقا لإنجازاتهم في ميدان العمل الإغاثي.
وتم هذا العام ترشيح ستين شخصية كان مقبل المسلم الوحيد من بينها، وفاز ضمن خمسة من كبار المديرين التنفيذيين البريطانيين.
وتكمن أهمية هذه الجائزة -حسب مقبل- في أنها تأتي بوقت تشن فيه بعض وسائل الإعلام اليمينية هجمات على المؤسسات الخيرية الإسلامية وتكيل لها الاتهامات، وهو الأمر الذي يرفضه رئيس الرابطة السير ستيفن بوب الذي يدافع دوما على المنظمات الإسلامية ويدعمها ويشجعها على مزيد من البذل والعطاء.
وقال مقبل في حديثه للجزيرة نت إن هذا التكريم هو الرد الحقيقي والموضوعي على الحملات الإعلامية التي تستهدف مؤسسته وغيرها من المؤسسات الخيرية، معتبرا أن هجوم بعض الصحف عليه وعلى مؤسسته يرتبط “بوجود أجندات لدى بعض وسائل الإعلام”.
مخاوف وهواجس
وفي مقابل هذا التكريم، فإن قلق العاملين في العمل الخيري يتواصل في ظل استمرار التصريحات الحكومية التي تشير إلى قرب إقرار مشاريع قوانين جديدة لتشديد الرقابة على المؤسسات الخيرية، حيث تخشى بعض المؤسسات تغولا قانونيا في ظل الحرب على ما يسمى الإرهاب.
وحول هذه المخاوف، يقول الخبير القانوني علي القدومي للجزيرة نت إن بريطانيا تتجه إلى تشديد القوانين المتعلقة بتمويل الجماعات الإرهابية من خلال وقف استخدام الجمعيات الخيرية كواجهة لجمع الأموال لهذه الجماعات، خاصة عقب هجمات باريس الأخيرة.
ويضيف القدومي أن الحكومة البريطانية أعلنت قبل عدة أشهر تخصيص تمويل إضافي يقدر بثمانية ملايين جنيه إسترليني (12 مليون دولار) على مدى السنوات الثلاث القادمة للهيئة المشرفة على الجمعيات الخيرية في البلاد لزيادة قدرتها على التصدي لأي انتهاكات للقانون، وذلك عبر زيادة عمليات المراقبة والمتابعة لأنشطة هذه الجمعيات الخيرية، خاصة فيما يتعلق بتمويل أي أنشطة إرهابية أو متطرفة.
ويواصل القدومي حديثه بالقول إن هذا التمويل الإضافي سيطرح ضمن مشروع قانون ينص على اتخاذ إجراءات جديدة لمنع أي انتهاكات من قبل الجمعيات الخيرية في البلاد، ومنح صلاحيات أكبر للهيئة المشرفة تتضمن منع كل من أدين بارتكاب أعمال إجرامية كالإرهاب أو غسل الأموال من عضوية هذه الجمعيات، فضلا عن فصل من تراه غير أهل للعضوية من منصبه.
وكانت “لجنة الجمعيات الخيرية” -وهي جهة رسمية- طلبت من الحكومة مزيدا من الصلاحيات والتمويل لمواجهة هذه الانتهاكات.