تمكنت القوات التركية المسلحة والفصائل السورية الموالية لها الأحد، من دخول مدينة عفرين ذات الغالبية الكردية في شمال سوريا، والسيطرة على أحياء منها.
وفي هذا الإطار، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأحد، إن “وسط مدينة عفرين بات تحت السيطرة تماما، وإن الأعلام التركية رفعت في المدينة الواقعة في شمال سوريا”.
وأكد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن أن “اشتباكات تدور حاليا في المدينة التي سيطرت القوات التركية والفصائل الموالية لها على أحياء منها”.
ووفق عربي21 قال الضابط في الجيش السوري الحر محمد الحمدين إن “القوات الكردية انسحبت من عفرين، وإن الجيش الحر يمشط الشوارع في شمال وشرق وغرب المدينة”، لافتا إلى أن مقاتلي المعارضة دخلوا عفرين مع بزوغ فجر الأحد، وسيطروا على أجزاء من المدينة بعد انسحاب مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية السورية.
وتابع بأن مقاتلي الجيش السوري الحر لم يواجهوا أي مقاومة حتى الآن.
وعثرت القوات المشاركة في العملية على مستودع ذخائر ضخم تحت الأرض، مكوّن من 12 غرفة، بداخله آلاف القطع من الأسلحة والذخائر.
وجاء دخول الجيش التركي والفصائل السورية الموالية لها لمركز عفرين والسيطرة على المدينة بعد معارك استمرت منذ 20 يناير الماضي؛ وبالتزامن مع معركة جناق قلعة التاريخية التي انتصرت فيها الدولة العثمانية على الحلفاء.
لم يكن للدولة العثمانية فعل شيء إلا خوض هذه المعركة أمام الاتفاقيات التي عقدتها الدولتان الكبريان المتحالفتان (إنجلترا وفرنسا) واللتان كانتا تنويان الاستيلاء على إسطنبول، فاتحة بذلك الطريق أمام روسيا لإمدادها بالمساعدات العسكرية والغذائية في حربها ضد ألمانيا، حيث كانت روسيا بالكاد تنتج ثلث حاجتها من المعدات العسكرية، بالإضافة إلى المعاناة التي كانت تعيشها روسيا جراء قطع علاقاتها التجارية مع العالم.
وحاك القدر الظروف لتبدأ معركة جناق قلعة بشن أسطول مؤلف من سفن إنجليزية وفرنسية هجوما واسعا بلغ ذروته في 18 مارس 1915، إلا أن هذا الهجوم باء بالفشل ليعدل أسطول التحالف عن الهجوم البحري ويعمد إلى الهجوم البري والاستيلاء على المواقع الدفاعية الساحلية.
فدخلت القوات الإنجليزية والفرنسية لتتمركز في خمس مناطق جنوب شبه جزيرة غاليبولي في 25 أبريل من نفس العام واستطاعت في البداية إحراز تقدم سرعان ما قابلته إرادة الجنود العثمانيين، مجبرة إياهم على التراجع لتفشل مخطط استيلائهم على غاليبولي، على الرغم من وصول قوات الإمداد.
وقام مصطفى كمال أتاتورك الذي شارك في هذه الحرب كنقيب بإجبار الفرقة الإضافية التي أرسلت دعما للقوات الإنجليزية على التراجع إلى خط الصفر على البحر، كما أنه صد في اليوم التالي هجوم وحدات الأنزاك الأسترالية والنيوزيلاندية.
وسقط في أرض هذه المعركة 56 ألف قتيل، في حين لاقى 21 ألفا مصرعهم في المستشفيات، وفقد 11 ألف جندي وجرح 97 ألف جندي، وبقي 64 ألفا بفي حالة مرض خارج الحرب، أي ما مجموعه 250 ألفا من الأتراك، في حين سقط 252 ألف قتيل من القوات المتحالفة.
وتذكر الإحصائيات أن عددا من المؤسسات التعليمية في ذلك الوقت لم تخرج طلابا لأنهم استشهدوا جميعا في المعركة.