الحالة الشيعية بالمغرب استراتيجية الاختراق ومظاهر التغلغل
هوية بريس – إعداد: إبراهيم الصغير
لماذا اخترنا الملف؟ (أسبوعية السبيل؛ ع:218)
إن انحسار المشروع الصفوي الإيراني بالمناطق التي انطلق منها وما جاورها، نتيجة افتضاح نواياه وسياساته الطائفية التخريبية، التي أغرقت تلك الدول في الحروب والدماء.
جعل إيران الراعية الرسمية للتشيع، تبحث عن بدائل تصدر إليها مبادئ ثورتها السياسية، والوجهة المقبلة كانت القارة السمراء ودول شمال إفريقيا.
حيث البيئة مواتية لمشروعها، والفرصة سانحة لزرع خلايا شيعية، وكيانات طائفية، تتحرك بأمرها، وتسهر على تنفيذ أجندتها، في تلك الدول بما فيها المغرب.
والذي بدأ يشهد تحركات مشبوهة، يحاول من خلالها المتشيعون المغاربة الانتقال بمشروعهم من العشوائية إلى التنظيم، ومن الفردية إلى العمل المؤسساتي، في خطوة تنذر بخطر كبير، إذا علم أنها تأتي في إطار زيادة في التفاعل الإيراني مع ملف الشيعة، والتشيع في المغرب دعما ومساندة.
تحركات تشكل في حد ذاتها تقسيما للمجتمع المغربي المسلم، الموحد، السني، الذي اختار أهله ما كانت عليه مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم علما (قراءةً وفِقْها) وعملا وسلوكا.
وضربا لوحدته الدينية والمجتمعية من خلال الترويج لأفكار دخيلة، والتبشير بعقائد وافدة، تتعارض ومقومات الهوية الإسلامية المغربية.
والعمل على تنفيذ أجندات خارجية للإضرار بسمعة المغرب، من خلال رفع تقارير مغلوطة لجهات خارجية، والقابلية للاستخدام كوسائل ضغط على المغرب.
ومن أجل تنوير الرأي العام، وإطلاعه على مستجدات ملف الشيعة والشيع في المغرب، ومسايرة لتطوراته، ارتأينا فتح هذا الملف.
هؤلاء هم الممثلون للمكون الشيعي بالمغرب
يتقاسم الحالة الشيعية بالمغرب -بصورة علنية- تنظيمان شيعيان، هما: «التيار الشيرازي» المتطرف و«الخط الرسالي» الذي يصفه البعض تجاوزا بـ(المعتدل)، وطبعا هناك قلة -غير مؤثرة- تشتغل خارج هذين الإطارين.
التيار الشيرازي: نسبة إلى المرجع الشيعي محمد الحسيني الشيرازي العراقي، المعروف بغلوه وتطرفه، ومواقفه العدائية اتجاه الصحابة الميامين وأمهات المؤمنين، والقول بتحريف القرآن الكريم.
يرتبط أتباع هذا التنظيم بمشروع الكويتي ياسر الحبيب، الوجه الحقيقي للتشيع والرفض من دون تقية. ويتمركز أغلبهم في مدن الشمال وخاصة مدينة طنجة، حيث يؤدون شعائرهم بشكل عادي في بيوت مخصصة لذلك حسب بعض التقارير.
من أهم رموزه: إدريس هاني، ياسر الحراق، أعضاء هيئة شيعة طنجة، الحبيب بن يحيى، هشام الأشقر وهشام الزواوي، رضا الرياحي، وغيرهم.
وهؤلاء خطرهم واضح وضوح معالم التشيع الشيرازي المتطرف، الغالي في التكفير، والمعروف بتبني خطاب الكراهية والعنف، والطائفية في أمقت صورها.
حيث يكفرون جميع المسلمين من المخالفين ممن يسمونهم (البكرية) أو (العمرية)، نسبة إلى أبي بكر الصديق وعمر الفاروق رضي الله عنهما، وينعتونهم بأتباع دين السقيفة، ويكفرون من لا يزال يعمل بالتقية من الشيعة أنفسهم ممن يسمونهم (البترية).
وهذا التنظيم لا يؤمن بإمارة المؤمنين، ويجاهر بسب ولعن المغرب ملكا وحكومة وشعبا1، ويسعى جهد المستطاع لتخريبه، حتى يتحقق له حلم إقامة دولة شيعية بالمغرب في أقرب وقت، بخلاف غيره ممن يؤخر هذا الحلم ويشتغل في تحقيقه على أجندة بعيدة المدى.
الخط الرسالي:
نسبة إلى الحركة الرسالية الشيعية التي ظهرت في العراق وبلجيكا وغيرها، والتي استوحى منها عصام احميدان الحسني اسم «الخط الرسالي» لتنظيمه الشيعي الذي أسسه سنة 2012، وجعله تابعا للمرجع اللبناني محمد حسين فضل الله ظاهرا، وباقي ملالي الشيعة باطنا.
وغطى على تحركاته بعقيدة التقية، حتى خفي حاله على كثير من الناس زمنا يسيرا، إلى حين قراره الخروج بمشروعه إلى العلن، ليفتضح هو رفاقه وتسقط شعارات الوسطية الاعتدال التي ظل يستتر بها.
وهذا التنظيم له أتباع لا بأس بهم، يتوزعون في كثير من مدن المملكة المغربية: كطنجة، والرباط، وفاس، ومكناس، وشفشاون، ووزان، والبيضاء، وواد زم، والصويرة، ومراكش، وبني ملال، وحتى في جنوب المغرب.
من رموزه: عصام احميدان، خالد بنتحايكت، محسن البقالي، عبد الحفيظ بلقاضي، عبدو الشكراني، سليمان الهواري، نور الدين أبو ريحانة، محمد محمدي الحموشي، الحبيب الغيثي، عبد الحكيم علي الوراكلي، عبد الرحمن بنحساين، ياسين الخدري، يوسف بن صديق، عبد الرحمن بوزكري، فؤاد شكراني، جمال السايح، عبد الرحيم النكاز، عبد الله الحمزاوي، وغيرهم من مناديب الخط الرسالي بباقي المدن المغربية ومن أقنعوهم بالدخول في التشيع، من أصدقائهم.
تتفاوت مواقف أعضاء هذا التيار بين اللين والشدة والتطرف والاعتدال، حسب القدرة على مطاوعة التقية، التي لم تستطع كبح جماحهم في بعض الأحيان ليصرحوا بتشيعهم القبيح، كما فعلوا في تحدي الدولة المغربية وإعلان العداء لها وإلحاقها بالصهاينة عقب موافقة المغرب على تصنيف حزب الله منظمة إرهابية، وكذا في إعدام السلطات السعودية للمعمم نمر باقر النمر، الذي أخرج بعض مكنونات صدورهم الحاقدة على الإسلام والمسلمين.
المواطن الرسالي:
في محاولة تبادل للأدوار، ولفت الانتباه إليهم، وتشتيت التركيز على مشروعهم، أسس كمال الغزالي ومحمد الوالي من مدينة وجدة تيار «المواطن الرسالي» وأطلقا له موقعا رسميا بنفس الإسم يبين أدبيات وتوجهات هذا التيار، تحت مسمى «مشروع المواطن الرسالي»، وجريدة ورقية باسم «صوت المواطن» ناطقة باسم شيعة المغرب عموما.
يضم هذا التيار -المعتدل نوعا ما- منشقين عن الخط الرسالي، ممن رفضوا زعامة عصام احميدان وعلاقاته بالخارج، على حد تعبير بعضهم.
مؤسسة المواطن الرسالي للدراسات والأبحاث العقائدية بالمغرب:
تتبع هذه المؤسسة التي تنشط في العالم الافتراضي لشخص مقيم في الخارج اسمه أبو الفضل المغربي الحسيني، كان قد ظهر في بعض المقاطع مستنجدا بالأمازيغ لمناصرته، بعد توضيح منهجه وتوجهات مؤسسته، وهو شيرازي متطرف من الغلاة.
يتخذون من مدينة تطوان (العاصمة المهدوية) كما يسمونها مقرا لهم، تحت إشراف شخص اسمه الشريف الصديقي، في حين تصدر بياناتها عبر المكتب الإعلامي للمؤسسة، بمدينة مراكش. وقد أعلنت في وقت سابق عن قرب افتتاح فروع لها بباقي مدن المملكة.
هذه بعض مكونات الجماعات الوظيفية الشيعية بالمغرب، تيارات تختلف في المرجعيات والولاءات والارتباطات بالخارج، وتتفق في الهدف الأسمى ألا وهو نشر التشيع والتبشير به على أمل إقامة دولة شيعية بالمغرب.
الشيعة المغاربة في الواجهة السياسية
من أساليب الاختراق التي دأب عليها الشيعة في جميع البلدان التي استهدفوها بمشروعهم التوسعي التبشيري، التدرج في الخروج إلى العلن، وتمرير المشروع بقدر حتى يؤلف ويعتاد الناس عليه، والانتقال بين مراحل الاختراق بسلاسة وتؤدة تناسب ظروف البلد المستهدف، ولا تصطدم به مباشرة.
المشروع الكيدي ضد الأمة الإسلامية، الساعي للانحراف بها عن مسارها الحضاري، بضرب وحدتها وتفكيك لحمتها، ليسهل إعادة بنائها والرؤية الشيعية التي تريدها إيران الدولة المركزية الراعية للتشيع، أو بالأحرى المتقية بالتشيع على مشروع سياسي طائفي ينطلق من أحقاد تاريخية.
المشروع الذي اصطدم في المغرب، البلد السني المحافظ، الذي لا يقبل بمثل هذه العقائد الوافدة، ويمنع العمل الحزبي السياسي ذا التوجه الطائفي.
فقد جاء في المادة الرابعة (4) من القانون التنظيمي رقم (29.11) المتعلق بتأسيس الأحزاب السياسية بالمغرب، ما نصه: «يعتبر باطلا كل تأسيس لحزب سياسي يرتكز على أساس ديني أو لغوي أو عرقي أو جهوي، أو بصفة عامة على أي أساس من التميز أو المخالفة لحقوق الإنسان، ويعتبر أيضا باطلا كل تأسيس لحزب سياسي يهدف إلى المساس بالدين الإسلامي أو بالنظام الملكي أو المبادئ الدستورية أو الأسس الديمقراطية أو الوحدة الوطنية أو الترابية للمملكة».
والتشيع تجتمع فيه هذه المحاذير كلها، ولهذا استعصى على الشيعة المغاربة اختراق المجال السياسي المغربي بطريقة مباشرة.
وفي نفس السياق اعتبر وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية في لقاء تلفزيوني على القناة الأولى، بتاريخ 15/06/2010، أن التشيع السياسي مشكل كبير، وأكد رفض الدولة توظيف التشيع لأغراض سياسية.
فهل للشيعة المغاربة أطماع سياسية، أم أن التشيع في المغرب فعلا غير سياسي؟
لقد ظل الشيعة في المغرب في منأى -على الأقل علانية- عن الشأن السياسي، واكتفوا بالتغلغل الناعم والسري في أحزاب يسارية وغيرها، ومع مرور الوقت بدؤوا يظهرون جانبا من أطماعهم السياسية، في محاولة للانضمام إلى بعض الأحزاب المغربية قبل أن يهددوا بإنشاء حزب سياسي شيعي مستقل.
فقد دون عصام احميدان على صفحته الرسمية على الفايسبوك، في 07/03/2015، قائلا: «إننا مستعدون للانضمام إلى أي فريق سياسي نراه مقنعا، وقريبا من توجهاتنا الفكرية والسياسية..».
تدوينة فتحت شهية الشيعة المغاربة، ودفعتهم للانخراط في المجال السياسي علانية، وبالفعل بدأ التحرك في هذا الاتجاه، فبعد فشل الاتفاق مع حزب الديمقراطيين الجدد، ظهر إدريس هاني في مؤتمر حزب «النخلة»: الحركة الديمقراطية الاجتماعية، في محاولة اندساس فاشلة أيضا.
الاندساس والتغلغل الذي أخبر به عبدو الشكراني صراحة عندما قال: «الشيعة أصلا لا يحتاجون خطب ود السياسة لأن أغلب كوادرهم متغلغلين فعلا في الأحزاب المغربية… فقط مسألة تجميع الجهود لا غير… للتوضيح».
نفس الكلام أكده زميله في الخط الرسالي الشيعي بالمغرب عصام احميدان عندما صرح يومه 15-08-2015، لموقع بديل، بأن الشيعة يوجدون داخل جميع الأحزاب المغربية بما فيها أحزاب «النهج الديمقراطي» و«الحزب الاشتراكي الموحد» الذي دخلوا غمار السياسة من بوابته.
لكن طبيعة تلك الأحزاب والنفور الذي يعانيه الشيعة في المغرب، حالا دون تحقيق أهداف من هذا الاختراق، لينتقل الشيعة المغاربة إلى التفكير في تأسيس أحزاب سياسية شيعية مستقلة.
يدون محمد الحموشي أحد أعضاء الخط والمعروف في وسائل التواصل بـ«abouaya» بتاريخ07/08/2015 قائلا: «بل إننا في حالة لم نتوصل إلى قناعة تامة بحزب يمكن الاندماج فيه… فإننا مستعدون للتقدم للإعلان عن تأسيس حزب».
ويضيف احميدان، في نفس اليوم: «في حالة لم نجد الحزب المناسب للانخراط فيه، سنكون مضطرين لإعلان تأسيس حزب وطني والذي نتوقع أنه سيمنع، غير أن ذلك سيفتح حتما أفقا سياسيا أيضا للنضال من أجل دولة الإنسان».
ألا يكفي هذا للحكم بانتقال التشيع في المغرب إلى تشيع سياسي؟ أوليس هذا توظيفا للعقائد لأغراض سياسية؟
الاختراق الشيعي عن طريق بوابة الجمعيات الحقوقية العلمانية
من القواعد الكبرى التي بني عليها التشيع، الانتصار لمظلومية أهل البيت، لتتحول الفكرة مع السطوة الفارسية على التشيع، وصبغتها الباطنية التي ألبستها إياه، إلى عقيدة راسخة عند القوم، ووسيلة فعالة لكسب ود وتعاطف الناس قبل التمكين والاختراق.
ومنه أولى الشيعة المغاربة المسألة الحقوقية مكانة كبيرة في مشروعهم، فتظاهروا منذ قدومهم بالمطالبة بحقوق الأقليات، وحرية المعتقد، وتجريم التمييز على أساس المعتقد، وزعموا أنهم في صف المظلومين، وأنهم على خط للدفاع عنهم.
حتى اخترقوا هيئات حقوقية كبيرة في المغرب، وحولوها إلى أبواق دعاية لمشروع تجهل تفاصيله، وتخوض من أجله حربا بالوكالة، رافعة نفس شعاراتهم الرنانة، ملبسة الحالة الحقوقية في المغرب لباس الطائفية من حيث تشعر أولا تشعر، من خلال تبني ملف الشيعة، وتوفير مقراتها لاجتماعاتهم، والمطالبة بحقهم في نشر التشيع تحت مسمى حرية المعتقد والفكر والتعبير، وما شابه ذلك.
لكنها خدمات على جلالة قدرها، وكبير أثرها، لم تقنع الشيعة المغاربة ولم ترق إلى مستوى طموحاتهم الكبيرة، مما جعلهم يؤسسون المرصد الرسالي لحقوق الإنسان سنة 2015.
الذي نفذوا عبره إلى المنظمات والهيئات الحقوقية العالمية، التي بدأت تتاجر بملفهم وتستفز المغرب بقضيتهم، بإصدار تقارير ملغومة ظاهرها الدفاع عن حقوق الشيعة وباطنها ضغوطات لمآرب سياسية. بناء على ما يرفعه لها الشيعة المغاربة من تقارير، كما حدث في دجنبر الماضي، عندما قدم قياديين شيعيين للسفارة الأمريكية بالرباط تقارير عما يعتبرونه انتهاكات تطالهم، واضطهادا يتعرضون له، ستصدر تفاصيلها في تقرير هذه السنة.
وهي خطوة تأتي بعدما هدد الشيعة المغاربة في أكثر من مناسبة بالتوجه لهذه الهيئات والمنظمات، والاستنجاد بها.
الشيعة المغاربة والعمل الجمعوي
لقد انخرط المتشيعون المغاربة في العديد من الجمعيات، لكن اختصاصات تلك الجمعيات، ويقظة السلطات المختصة، صعّبتا المهمة عليهم مما دفعهم إلى التفكير في إنشاء جمعيات خاصة للتبشير بالتشيع وتنفيذ أجندتهم الطائفية.
فحاولوا منذ سنة 2000، مع مشروع “جمعية الغدير” بمدينة مكناس، وبعدها مع جمعية “أنوار المودة” بمدينة طنجة، سنة 2008.
وأعادوا المحاولة في السنوات الأخيرة وبالضبط في 26-09-2013 بطلب تأسيس جمعية شيعية ثقافية باسم “رساليون تقدميون”، لكن السلطات منعتها أيضا.
وفي ظل الواقع الذي يشهد العديد من المتغيرات الدولية، والمستجدات الداخلية المغربية، رجع الشيعة المغاربة للمحاولة من جديد، لجمعية شيعية بنفس اسم المحاولة السابقة، “رساليون تقدميون”، التي عقدوا جمعها التأسيسي بمدينة تطوان في 16-04-2016، والتي لم يحصلوا لها على ترخيص هي الأخرى.
معطيات تؤكد أن المغرب مستهدف من قبل المشروع الصفوي الفارسي الإيراني، وأن هناك أجندات طائفية خارجية تحاك ضد هذا البلد، تستهدف أمنه واستقراره، ووحدته الدينية والمجتمعية، يسهر على تنفيذها متشيعون مغاربة مدعومون من الخارج.
مما يحتم على المغرب ضرورة التصدي، وحتمية المواجهة، قبل أن يتقدم المتشيعون في تغلغلهم، ويقطعوا أشواطا في مشروعهم، ويشكلوا خطرا كبيرا على البلاد والعباد.
فضائيات ومنابر إلكترونية وورقية تروج للتشيع في المغرب
لقد أخذ الإعلام حيزا كبيرا في مشروع المد الشيعي بالمغرب، كبديل عن الدعوة المباشرة، وتماشيا مع الثورة الإعلامية المشهودة، فكان أول باب من أبواب الترويج لتشيعهم وعقائدهم الدينية، ومواقفهم وآرائهم السياسية.
حيث اتجه بعضهم إلى الفضائيات، كهيئة شيعة طنجة، التي يتصل أتباعها ومن أقنعوهم بالتشيع بالقنوات الشيعية الراعية لهم، كقناة “أهل البيت” و”فدك” و”صوت العترة” مثلا، ويعملون من خلالها على زعزعة عقيدة المغاربة عن طريق الترويج للشبه، واللعب ببعض المعطيات الدينية والتاريخية وتزييفها وقلب حقائقها تلبيسا على الناس.
واتجه آخرون إلى الشبكة العنكبوتية، فأنشأوا المواقع، كموقع “هيئة الإمام محمد الشيرازي”، و”شبكة زاوية المعلوماتية” (زاوية نيوز)، وموقع “الخط الرسالي” وموقع “المواطن الرسالي”، وأحدثوا العديد من المنتديات كمنتدى “العترة الطاهرة” و”غرفة الغدير المباركة” و”واحة شيعة المغرب العربي والتمهيد المهدوي”. بالإضافة إلى العديد من الحسابات والمجموعات المغلقة والمفتوحة في أغلب مواقع التواصل الاجتماعي.
وعملوا على استقطاب كتاب ومفكرين في هيئات تحرير بعض المواقع الإخبارية المعروفة.
وتمكنوا في محاولة جديدة من إصدار جريدة شيعية خاصة بهم، باسم “صوت المواطن”، بعدما منعت جريدتهم الأولى “رؤى معاصرة”.
الكنبوري*: إيران تعتقد أنه بعد الربيع العربي باتت الفرصة سانحة أمامها لنشر التشيع، في ظل الفوضى التي شهدتها المنطقة
بالنسبة لإدريس فإن نشر المذهب الشيعي بالنسبة لإيران يشكل خيارا استراتيجيا منذ قيام الثورة الخمينية عام 1979، فإيران -بالنسبة له- دولة فارسية غير عربية في محيط عربي غالبيته سنية ترى أن التشيع هو الخيار الوحيد للتمدد ومحاربة العزلة الإقليمية، ليس بالمعنى السياسي ولكن بالمعنى الديني والثقافي.
من أجل ذلك أشار الكنبوري الباحث في الشأن الديني والفكر الإسلامي أن علينا أن ندرك بأن إيران دولة ترتكز على هويتين، هوية قومية هي الفارسية، وهوية مذهبية هي التشيع، والهويتان معا معزولتان في المنطقة، لذلك فإن إيران تعتبر أن نشر المذهب الشيعي الإثني عشري هو ما يفتح أمامها المجال الحيوي.
وأنه خلال مرحلة الثمانينات، عملت إيران على نشر التشيع في محيطها الإقليمي القريب، وقامت هذه الاستراتيجية على آليتين: الأولى هي المطالبة بحقوق تاريخية مفترضة في بعض البلدان القريبة مثل العراق، من أجل استعادة النجف مهد التشيع داخل العراق، والثانية هي توظيف الشيعة المتواجدين في بلدان الخليج. ولكن هذه الاستراتيجية اصطدمت بحاجز السلفية، التي لديها موقف تاريخي قديم متجذر من التشيع ومن الرافضة، يرجع إلى أدبيات محمد بن عبد الوهاب ومحمد رشيد رضا. ولذلك رغم وجود امتداد شيعي داخل هذه البلدان إلا أن وجود السلفية شكل حاجزا قويا أمامها.
من هنا فإن التركيز -وفق الكنبوري دوما- على منطقة شمال إفريقيا والمغرب العربي جاء انطلاقا من أن هذه المنطقة لا تشهد وجود تيارات دينية متشددة إزاء التشيع، بالشكل الذي هو عليه الأمر في الخليج، وينتشر فيها المذهب المالكي الذي يعد مذهبا متسامحا مقارنة مع المذهب الحنبلي، ولديها تاريخ قديم مع الشيعة بحكم أنها شهدت قيام أنظمة حكم تنتسب إلى آل البيت، كالدولة الفاطمية مثلا.
وبعد حرب الخليج التي انتهت عام 1988 وانكشاف مخطط نشر التشيع انتقلت إيران للمراهنة على المهاجرين المغاربيين في أوروبا، بحكم أن المجال الأوروبي يمنح فرصا أوسع لنشر المذاهب ويوفر حرية التحرك، وتشير تقارير إلى وجود عدد كبير من الذين تحولوا إلى المذهب الشيعي من المغاربة والجزائريين والتونسيين، خاصة في بلجيكا وهولندا، غير أنه بحكم أن الشيعة يلجؤون إلى التقية، نظرا لحساسية الموقف، يظل من الصعب التعرف على العدد الحقيقي لهؤلاء.
أما بخصوص التحالف مع الجزائر لاختراق المغرب ونشر المذهب الشيعي، فيعتقد الكنبوري أن إيران منذ أن قطع المغرب علاقاته الديبلوماسية معها عام 2009 على خلفية اتهامها بنشر التشيع وهي تسعى إلى إيجاد وسائل جديدة لاختراق المغرب.
وقال: صحيح أن المغرب أعاد علاقاته مع إيران، ولكن من الناحية السياسية فقط، بينما بقي موقفه من التشيع هو نفس الموقف، وهو التحفظ، لأن المغرب ميز بين البعد السياسي والبعد المذهبي في هذه العلاقات. وانخراط المغرب في الحرب السعودية مع إيران ضد الحوثيين في اليمن، ودخوله في التحالف الإسلامي العسكري، جعل إيران تفهم أن المغرب التحق بالاستراتيجية الخليجية في محاربة التمدد الشيعي الإيراني، لكن الجزائر بقيت حليفا موضوعيا لإيران، فهي لم تلتحق بهذا التحالف، كما أنها تعد حليفا قديما لإيران، إذ لا يجب أن ننسى بأن الجزائر أيدت الثورة الخمينية عام 1979 في الوقت الذي وقف المغرب ضدها واستقبل الشاه المطاح به رضا بهلوي.
وختم الكنبوري تصريحه بأن إيران مهتمة جيدا بنشر التشيع في المنطقة، وهذا أمر ليس جديدا، فقد سبق للكثير من علماء السنة أن حذروا من التمدد الإيراني في المغرب العربي، منهم يوسف القرضاوي عام 2008، وقد أشار الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في تقرير أعده قبل بضع سنوات إلى النوايا الإيرانية في المنطقة وفي إفريقيا بشكل عام، فإيران تعتقد بأنه بعد الربيع العربي باتت الفرصة سانحة أمامها لنشر التشيع، في ظل الفوضى التي شهدتها المنطقة، وما حصل في مصر في عهد الإخوان المسلمين دليل على ذلك، بل إن إيران اعتبرت أن الربيع العربي نسخة جديدة سنية من الثورة الشيعية، إلى حد أن الأزهر خرج بشكل علني يحذر من التمدد الإيراني، ورفض اقتراحا من طهران بتشجيع السياحة الدينية والسماح بالسفر إلى إيران.
ــــــــــــــــــ
* الباحث في الشأن الديني والفكر الإسلامي.
شيعة مغاربة يتهمون الدولة ويقررون مقاضاة بنكيران وحصاد
منذ اعتقال السلطات المغربية للناشط الشيعي عبدو الشكراني، الرئيس المفترض لجمعية “رساليون تقدميون” التي يعتزم الشيعة المغاربة تأسيسها، في 27-05-2016، للاشتباه بتورطه في قضية اختلاس أموال عمومية، أثناء عمله بوكالة بريد المغرب التي كان يديرها بتاونات، حسب بلاغ المديرية العامة للأمن الوطني، والشيعة المغاربة يخرجون بعضا من مكنونات صدورهم اتجاه الدولة المغربية ونظامها.
فبعد الترويج بأن الأمر يتعلق باختطاف، ومحاولة تسييس الملف، واتهام الدولة صراحة بفبركة الملف ضد الشكراني للحد من نشاطاته في ملف الشيعة والتشيع في المغرب على حد تعبيرهم.
انتقل الشيعة المغاربة إلى خطوة تصعيدية أخرى، تنفيذا لوعود سابقة على صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، بمقاضاة رئيس الحكومة المغربية، ووزير الداخلية.
فقد دون المتشيع المغربي عصام احميدان الناطق الرسمي باسم جمعية “رساليون تقدميون” على حسابه الرسمي على الفايس بوك، بأن جمعيته رفعت دعوى قضائية إدارية ضد كل من “عبد الإله بنكيران” رئيس الحكومة المغربية، و”محمد حصاد” وزير الداخلية.
في بيان نشر على صفحته، بعنوان “إحاطة بعلم”، في معرض حديثه عن مستجدات ملف الشكراني، جاء فيه:
“…قامت الجمعية الوطنية “رساليون تقدميون” برفع دعوى إدارية على كل من رئيس الحكومة ووزير الداخلية وتسجيلها رسميا وتبليغ المدعى عليهم لإلزام الإدارة بالمتعين قانونا بعد أن سلكت الجمعية كل السبل القانونية في تأسيس الجمعيات.
يشار إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يتحدى فيها الشيعة المغاربة الدولة وقوانينها التنظيمية، ويكيلون لها الاتهامات.
فبعد موافقة المغرب على قرار تصنيف حزب الله منظمة إرهابية، أعلن الشيعة المغاربة وقتها العداء للنظام وألحقوا المغرب بالصهاينة.
جرأة تطرح العديد من التساؤلات، حول حجم هؤلاء الشيعة؟واستراتيجية الدولة للتصدي لهم قبل أن يتمكنوا وتهددوا أركانها؟
الشيعة المغاربة ينتفضون في وجه الدولة جراء تضامنها مع مملكة البحرين
لم تمض إلا لحظات يسيرة، على إعلان وزارة الخارجية المغربية تضامن المغرب المطلق ودعمه الكامل لكافة الإجراءات التي أقدمت عليها مملكة البحرين لصون وحدتها الوطنية وحماية أمنها واستقرارها ضد المشروع الإيراني التخريبي، حتى خرج الشيعة المغاربة من جحورهم بتصريحات استفزازية يتهمون فيها النظام ببيع المغرب للخليج مقابل دراهم معدودة، والتبعية للسعودية، وتوجيه سيل من الاتهامات والطعون للنظام المغربي، كما جاء في صفحاتهم، يومه 24-06-2016.
وصف عصام احميدان البلاغ بأنه: (خارج التغطية قانونيا وحقوقيا وينتمي للعصر الحجري).
ولمز المغرب في قوله: (ويأتي المتزلفون ليحدثوك عن شرعية هذا العمل لحماية سيادة دولة شقيقة).
وأضاف متهكما في معرض السؤال: (إذا استيقظت يوما ووجدت نفسي منزوع الجنسية وأصدرت دول خليجية بلاغات تضامنية مع المغرب الشقيق دفاعا عن سيادته وتأييدا لسحب جنسيتي… فهل هذا الأمر شرعي ومشروع؟).
وردت عليه المتشيعة المغربية صاحبة الحساب (Latifa Idrissi Hachem)، بعد أن نعتت المتحكمين في بلدانا بالصهاينة: (…نكتة من يقول أنه من آل البيت يكره من يوالون آل البيت، من يصدق أنه من آل البيت فهو أكيد مجنون) في طعن مباشر للنسب العلوي الشريف للملك محمد السادس.
وكتب الناشط الشيعي محمد الحموشي، معلقا على الخبر (هنيئا للمخزن على اصطفافه إلى جانب الاستبداد وقمع الحريات… هنيئا للمخزن لانخراطه في تسعير أتون الطائفية… وهنيئا لأدواة (يقصد أدوات) المخزن من بعض مرتزقة الإعلام… ولأصحاب الفكر البدوي… على علو زمانهم الطائفي… ولكن مهما علا كعبكم… فحتما أنتم إلى مزبلة التاريخ).
و أضاف الحموشي: (ولا زال المخزن يتبع خطوات كيان آل سلول خطوة.. خطوةً.. شبرا شبرا.. حتى إذا دخل أتون النار تبعه).
وعاد الحموشي وانتقد من وصفهم بحكام العهر الذين ارتموا في حضن الصهيونية على حد قوله، ليطالب بحراك للإطاحة بهم قائلا: (بعد خمس سنوات من الحراك السلمي للمطالبة بالحقوق.. لم تزد حكام البحرين إلا تجبرا واستبدادا… اعتقد أنه قد جاء الوقت للحراك بكل الأشكال المتاحة لإزالة هؤلاء الطواغيت من فوق عروشهم).
في إشارة إلى عقيدة الشيعة في حكام المسلمين الذين يعتبرونهم حكاما غير شرعيين، تجوز موالاتهم تقية فقط.
تدوينات وكلمات تكشف التغير الجذري في نبرة خطاب الشيعة المغاربة اتجاه الدولة المغربية ونظامها، وتحوله إلى العداء والاصطدام.
يشار إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي ينتقد فيها الشيعة المغاربة النظام المغربي بهذه الطريقة، حيث شنوا عليه حملة عدائية وألحقوه بالصهاينة، يوم وافق المغرب على القرار الخليجي بتصنيف حزب الله منظمة إرهابية.
تبني الشيعة المغاربة للطرح الانفصالي للبوليساريو
لقد أضحت مشكلة الصحراء المغربية ونزاعها المفتعل مقياسا وميزانا لمعرفة أعداء المملكة المغربية من أصدقائها، حيث اصطف العقلاء والمنصفون إلى جانب المغرب، وتكالب الأدعياء والمغرضون ضد قراراته في هذا الشأن التي شهد بنضجها وواقعيتها الأعداء قبل الأصدقاء.
ولعل من أكبر أولئك الأدعياء: دولة إيران، التي لا تتردد في التهجم على المغرب، والطعن في ثوابته ومقدساته، منذ زمن بعيد، ومن ورائها عملاؤها داخل المغرب.
ولنرجع أيها القراء الكرام قليلا إلى الوراء، قبيل سنة 2009، تاريخ قطع العلاقات بين البلدين، بعدما عبر المغرب كباقي الدول العربية والإسلامية عن موقفه من التدخل الإيراني السافر في مملكة البحرين، لتختار إيران المغرب وحده من بين تلك الدول وتنتفض في وجه، وتكيل له الاتهامات والأباطيل بعبارات غير مقبولة بتاتا في أبجديات التعامل السياسي بين الدول.
ونتذكر وقتها إذ ردت الخارجية المغربية في بلاغ قوي أشارت فيه إلى أن “هذا الموقف المرفوض والموجه حصرا ضد المغرب، انضاف إلى نشاطات ثابتة للسلطات الإيرانية وبخاصة من طرف البعثة الدبلوماسية بالرباط تستهدف الإساءة للمقومات الدينية الجوهرية للمملكة والمس بالهوية الراسخة للشعب المغربي ووحدة عقيدته ومذهبه السني المالكي”.
فإيران دأبت على الإساءة للمقومات الدينية والوطنية الجوهرية للمملكة، متى سنحت لها فرصة الحديث عن المغرب.
واليوم سنقف على إساءة شنيعة من تلكم الإساءات، وهي المتعلقة بملف الصحراء المغربية، قضية جميع المغاربة.
حيث نجد إيران ما تفتأ تذكر الصحراء المغربية بسوء عن طريق إعلامها وعملائها وفي المغرب وخارجه.
وإليكم بعضا من تلكم الإساءات:
بثت القناة الرسمية الإيرانية “بريس تي في(Press TV)”، يومه 18-08-2015، فيلما وثائقيا قصيرا، بعنوان “نحن متمردون في الصحراء الغربية”، تم تصويره من داخل مخيمات تندوف، ويتضمن شهادات لصحراويين ينددون بما سموه احتلال المغرب للصحراء.
التقرير الذي تعمد الإساءة للمغرب، في تحديده لموقع الصحراء والمغالطة بخصوص تاريخها، حيث جاء فيه: “الصحراء على الحدود مع المغرب، والجزائر، وموريتانيا، والمحيط الأطلسي، هي آخر مستعمرة في إفريقيا تناضل من أجل استقلالها”.
وأضاف أن: “الشعب الصحراوي محروم اليوم من الحق في الحصول على أرض يعيش فيها بسلام وحرية” على حد تعبيرها.
هذا الشعب الذي صورته القناة الإيرانية أنه يعيش في ظل الاحتلال، والمنفى، وأنه مصر على استرداد حريته بالقوة كما انتزعت بالقوة حسب شهادات صحراويين كما تقول القناة الإيرانية.
وهو تقرير منحاز جملة وتفصيلا، ينبئ عن سوء نية الجهات التي تقف وراءه، والتي لم تكلف نفسها عناء الاستماع للطرف المغربي حتى يدلي برأيه في الموضوع.
وقد سبقتها قناة الميادين، إلى الطعن في الوحدة الترابية والتهجم على المغرب، تحديدا في 01-12-2013، عندما بثت تقريرا مسيئا للوحدة الترابية للمغرب، الذي اتهمته باحتلال ما أسمته الصحراء الغربية، بتغطية مغرضة تفوح منها رائحة التحامل والانحياز.
وفي إساءة أخرى أكثر رسمية هذه المرة، استفز سفير إيران بالجزائر رضا عامري المغرب بشكل كبير، في 17-02-2015، عندما أبدى تأييد بلده لموقف الجزائر من قضية الصحراء، وأشاد بـ”المواقف الثابتة للجزائر تجاه القضايا العادلة ومنها قضية الصحراء، لدعم الحلول السلمية لكثير من الأزمات”.
وإذا علم أن الموقف الجزائري الثابت هو نفسه موقف جبهة البوليساريو، اتضحت نوايا عامري الاستفزازية، التي فرضها التقارب بين البلدين، ورضا إيران عن الجزائر.
وفي تطور آخر، وبالضبط في 02-03-2016، أصدرت منظمة “شيعة رايتس ووتش”، التي يوجد مقرها بواشنطن، تقريرها السنوي حول ما تعتبره انتهاكات حقوقية تطال الشيعة في عدد من البلدان، من بينها المغرب.
فقد اتهمت في تقريرها الأخير، الذي يوثق للحالة الشيعية في سنة 2014، والمعنون ب”الشيعة في مواجهة العنف” المغرب باضطهاد الشيعة والتضييق عليهم.
وتعمدت إيراد خريطة المملكة من دون صحرائها في أكثر من مناسبة، في هذا التقرير.
مواقف وآراء زاد من زخمها التغطية الإعلامية الشيعة لها، فجميع قنوات الشيعة تردد نفس الكلمات والإساءات، كقناة “فدك” مثلا من خلال خدمتها الإخبارية التي يقدما المتشيع المغربي هشام الأشقر، والذي تقيأ بعضا من غله، خلال تصريحات بان كي مون الأخيرة.
إساءات شيعة المغرب للوحدة الترابية:
في نفس سياق التقسيم، وتكوين كيانات طائفية، يأتي دور بعض الشيعة المغاربة، للنفخ في رماد النزعات الانفصالية، عبر دعم الحركات الداعية للتقسيم، سواء في الريف أو في الصحراء.
فما حدود العلاقة بين الشيعة المغاربة وانفصاليي الصحراء؟
أولا: وقفة مع موقع زاوية بريس الشيعي:
لا يمل موقع (زاوية بريس)، أو (زاوية نيوز)، الذي كان اسمه “شبكة زاوية المعلوماتية”، من الطعن في النظام المغربي، عبر بث رسوم كاركاتورية مسيئة لملك البلاد، والثوابت الدينية والوطنية للمملكة المغربية.
حيث يصف القائمون عليه النظام المغربي بـ(المخزني)، والمغاربة بـ(العياشة)، والعقيدة السنية بـ(الديانة المالكية)، التي دوما يتهمونها بالداعشية، على حد زعمهم.
وينقل بين الفينة والأخرى نفس الإساءات من قناة “فدك” التابعة لياسر الحبيب، ومن ذلك تغطيتها لقضية الصحراء، حيث يردد الموقع نفس المغالطات، متهما المغرب باحتلال الصحراء، في مناسبات متعددة، لعل آخرها ما سوده أحد كتابها يرمز له بـ(Member)، في 13-03-2016، في خبر بعنوان: “كي مون يتحدث عن الاحتلال المغربي للصحراء والمغرب يتفاعل”.
ثانيا: هناك شيعة مغاربة متعاطفون مع انفصاليي البوليساريو، ومنهم موالون لهم، حيث تنتشر في مواقع التواصل الاجتماعي العديد من الحسابات، من قبيل “صحراوي شيعي” أو “صحراوية رافضية”، “موساوي صحراوي” أو شعارات “يا حسين” وما شابهها.
أول ما يثير انتباهك قبل مطالعة الصفحة العنوان عن يمينها حيث تجد فيه الصحراء الغربية (western sahara) هكذا.
كما أن محتويات هذه الصفحات كلها ترويج لفكر التمرد والانفصال، وطعن في الثوابت الدينية والوطنية للمغرب والمغاربة، من خلال التدوين حول قضايا متعددة تتعلق بالملف، كان آخرها مثلا وفاة محمد عبد العزيز المراكشي، الزعيم المفترض للجمهورية الوهمية، حيث سودوا صورهم، حدادا وحزنا عليه.
وإليكم بعضا من تدويناتهم:
يقول المتشيع (ح-غ)، أحد مناديب الخط الرسالي بمدينة واد زم، في تدوينة له على صفحته الرسمية، بتاريخ 09-11-2015: “مشكلة الصحراويين مع النظام الملكي هي أصل الصراع، ومطلب الاستقلال نتيجة وتحصيل حاصل، وهو يدخل فيما لا يتم الواجب إلا به”.
وتدون الرافضية المغربية (ح-م) في 05-05-2016، قائلة: “المغاربة إخواني والنظام عدوي… منذ احتلال المغرب للصحراء لم نسمع يوما أن هناك صحراوي واحد اقتحم بين مستوطن مغربي، أو فجر نفسه في حافلة بها مستوطنون مغاربة مع العلم أنه في قضايا الاحتلال كل الوسائل مباحة…”.
وتقول أخرى (تستعمل اسما مستعارا)، في 03-06-2016، قائلة: “نحن أبناء الفضيلة، أخونا السلاح، وأختنا البندقية، ونحن ومن خلفنا الشهيد محمد عبد العزيز لكي نحرر الصحراء الغربية”.
وتضيف: “لنا الفخر بأن نكون من أحفاد الشهداء الذين كافحوا من أجل تأسيس دولة حرة مستقلة”.
وقبلهم كبيرهم المتشيع (ل-غ)، الذي لا يمل أن يردد نفس الخطاب وبنبرة أقوى.
تدوينات وكلمات ومواقف، إذا ما أضفنا إليها ما رشح من معطيات عن وجود مخطط إيراني يعمل على زرع خلايا شيعية بالمغرب انطلاقا من الجزائر عبر الحدود الجنوبية، فإنه يبعث العديد من الرسائل المقلقة بشأن هذا المشكل الذي يزيد من خطورته دخول مشكل التشيع على الخط.
تطور خطير… لقاء سري بين شيعة مغاربة ومسؤولين في السفارة الأمريكية بالرباط
ذكرت أسبوعية “الأيام” في عددها (711)، خبرا خطيرا يتعلق بلقاء امتد لساعات طوال جمع قياديين من تنظيم الخط الرسالي الشيعي بالمغرب بمسؤولين من السفارة الأمريكية بالرباط.
وحسب الأسبوعية، فقد تسلمت السفارة الأمريكية تقريرا من قيادات الشيعة خلال اللقاء الذي انعقد في دجنبر الماضي، ورغم أنه لم يعرف الكثير عمّا حمله التقرير من معطيات، إلا أن الأنباء تحدثت، عن تقرير رصد فيه شيعة المغرب ما يعتبرونه انتهاكات يتعرضون لها، وتمييز في حقهم.
اللقاء الذي اعتبره البعض مؤشرا خطيرا لا يبعث على التفاؤل، في حين رأى فيه آخرون تعرية لعلاقة حميمية بين إيران (محور الشر) وأمريكا (الشيطان الأكبر)، وكون التشيع أضحى مؤامرة عالمية، متسائلا: فهل أصبح الشيطان الأكبر حليفا للمتشيعين المغاربة ضد سمعة ومصالح المغرب؟
واعتبره آخرون استقواء على الدولة المغربية بالخارج، وبالتحديد أمريكا التي تريد المتاجرة بقضيتهم لاستفزاز المغرب، والضغط عليه.
التطور الذي يطرح العديد من الأسئلة حول حقيقة شعارات المقاومة والممانعة التي يتبجح بها الشيعة المغاربة؟ وعن موقف الدولة من هذه اللقاءات السرية؟
ضباط إيرانيون كبار في الجزائر لزرع خلايا شيعية في المغرب
كشفت مقتطفات من تقرير حول مضامين تعاون جزائري إيراني تم التوصل إليه مؤخرا، عن جهود لبناء منظومة أمنية بين البلدين تغطي المغرب، بما في ذلك أقاليمه الجنوبية.
وبحسب “المساء” فإن المقتطفات تشير إلى أن إيران استفادت من هذا التحالف وبدأت التخطيط لزرع خلايا يقودها متشيعون جزائريون في المغرب، كما كشفت المقتطفات ذاتها، أن زيارات سرية قام بها ضباط إيرانيون كبار إلى الجزائر أسفرت عن تحضيرات أولية لبناء وتكوين ما سمي منظومة أمنية تشمل تغطية عدد من بلدان المنطقة المغاربية وعلى رأسها المغرب.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- أنظر -غير مأمور- حلقة بعنوان: “دهاء النظام المغربي في محاربة التشيع” على المقطع التالي:
لعنة الله على الكاذبين. كفى.
يا من يفتخر بانتمائه لدين يعتبر النفاق تسعة أعشاره، لعنة الله على من لعن أبا بكر و عمر و عائشة و الصحابة رضي الله عنهم.
تم الشراء…
ملف العدد مهم للغاية، فهؤلاء الشيعة هم أخطر سرطان في جسد الأمة الآن و للأسف كثير من الناس لم يعرفوا بعد بشكل واضح أي نوع من الناس هؤلاء المنافقين الذين يدعون مناصرة أهل البيت و دينهم شرك أسوأ من شرك أبي جهل، بسبب الدعاء للأئمة من دون الله و الطواف حولهم و السجود لهم و اعتقاد أنهم يعلمون الغيب و يتصرفون في الكون و العياذ بالله، بل ادعوا أن القرآن محرف و مبدل و اتهموا الله تعالى بالخطأ في قضية البداء الذي هو من أركان الإيمان لديهم… و بعد كل هذا يأتي من يقول نحن أمة واحدة و اختلافنا في الفروع و علينا التقارب و التوحد!!!!
أما في الجانب السياسي و مآمراتهم ضد أمة الإسلام فهذا هو العجب العجاب، و في نظري لا عذر لأحد اليوم أن ينكر هذا بعد ما نراه منهم يوميا و نسمعه من قتل و تعذيب و اغتصاب و تدمير للمساجد و تهديد باحتلال أرض الإسلام بل و الحرمين…
و في نظري أكبر خبير في هؤلاء المجوس من الناحية السياسية و الإستراتيجية و العسكرية و التاريخية هو البروفيسور العظيم عبد الله النفيسي الذي هضم حقه إعلاميا رغم قيمته العلمية التي تعتبر ثروة للمسلمين، و لا يليق أن يذكر هذا الملف دون ذكر اسمه، أدعو كل الإخوة إلى مشاهدة محاضراته القيمة. و لو كان فيهم خير لما غير الدكتور النفيسي و غيره نظرته لهم 180 درجة و صار من أقوى معارضيهم.
أما من الناحية الدينية فالشيخ خالد الوصابي من أقوى الشخصيات حجة في مناظرتهم و الله أعلم.