“الحجاب والكفاءة”.. النقاش الذي انكشفت فيه عورة “الحداثوية”..

هوية بريس- محمد زاوي

غريب ما تستبطنه بعض العقول من “جهل”، وغريب ما يعتمل في بعض القلوب من “حقد”.

وحيث أن المعيار في سياسة اعتدناها، وكاد التاريخ أن يقنعنا ب”حتميتها”، هو: لمصلحة مَن أنت تشتغل؟ فقد أبت جريدة “كود الإلكترونية” إلا أن تسقط في جهلين:

• جهل الحديث عن الكفاءة في نتائج صراع سياسي نعلم ما يحكمه.
• جهل الربط بين الكفاءة ونزع الحجاب ربطا لا يحترم عقول المغاربة ولا مرجعيتهم.

شاركت “كود”  صورة، أدرجت فيها صور النسوة الست اللواتي عُيّنَّ وزيرات في حكومة أخنوش، تعلوهن عبارة “وزيرات قاريات وكادات وبلا زيف”.

فإذا كانت “كود” تدافع عن مصالح المغاربة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، فلتعلم بأن المغاربة في حاجة إلى لقمة العيش، لا إلى اصطناع صراع بين طرفين: طرف يدافع عن الحجاب، وآخر يرفضه.

أما إذا كانت تستهدف بعبارتها “الحجاب”؛

فلتعلم أن “الحداثة” لا تعني “نزع الحجاب”، بل تعني: التصنيع الذي لا تعرف عنه “كود” إلا “يجب أن نصنّع”، والديمقراطية التي تحرص عليها “كود” بالاحتفاء المبالغ فيه بالحكومة الجديدة (ويا للعجب)، والعلم الدقيق وامتلاك قدرة تكنولوجية وطنية المهمّشيْن في حسابات “كود”.

ولتعلم أن المغاربة في حاجة إلى من يربطهم بأصولهم، ويعزز ثقتهم بتراثهم على النقيض من “استعمار جديد” يأكل الأخضر واليابس، ويستهدف كل صلب متماسك بالتفكيك، وينزع إلى جعل الذاكرة والتراث رمادا لا تخرج منه “عنقاء”.

ولتعلم أيضا أن “الرؤية الغربية في الحريات” لم تنتج إلا الدمار، ذلك لأنها في جوهرها الفوقي ليبيرالية أنتجها جوهر تحتي هو “فساد النظام الرأسمالي العالمي”.

في سياق متصل، عثرنا على صورة ليست ل”كود”، ولم نعلم من أعدها. صورة تمتح من مرجعية “النور والظلام”، وتميز بين وزيرات “العدالة والتنمية” ووزيرات الحكومة الجديدة على هذا الأساس، وتحت شعار فاصل “la nuit et le jour”/ “الليل والنهار”. ونحن نقول: “لا نور إلا نور من يتقدم إلى الأمام في منحى التاريخ، أما من يعود إلى الوراء فيه فلا تنفعه الأصباغ التي يستر بها عيبه، كما “تستر الشوهاء عيبها بالأصباغ”، بتعبير أحمد أمين”.