الحرب الكلامية بين إلياس العماري ومايسة سلامة.. والأسرار ومصالح الوطن
هوية بريس – عبد الله المصمودي
لم تمر تدوينات الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة عن صديقه الصحافي الذي يملك إمبراطورية إعلامية وما وجهه له من نقد وتهكم وتهم، دون أن يذكر اسمه أو مؤسسته الإعلامية أو حتى صديقه المخبر، غير أنه أشار لمشاركة صدقه ذاك في خرجات لها تعلق بالقضية الصحراوية.. وهو ما جعل الكاتبة المثيرة للجدل مايسة سلامة ناجي تسل قلمها لمواجهة العماري، وذلك من خلال مقال عنونته بـ”إلياس العماري يتشبّط بعد أن وجد نفسه في مزبلة التاريخ”.
ومما جاء فيه:
“لم يفهم عدد من المتتبعين شيئا وهم يقرؤون لإلياس العماري صاحب العبارة الخالدة “المغرب جبلوووووم” تدوينات غريبة يبتز بها أحد الصحافيين المغاربة “وصفه بصاحب الإمبراطورية الإعلامية” يكشف الستار عن سفرياته وعلاقاته.
هذا الصحافي المعروف بأنه سخر حياته المهنية لخدمة القضية الوطنية والدفاع بما أوتي من علاقات عن مغربية الصحرا، يهدد بكشفه في وقت أكثر ما يحتاج إليه المغرب اليوم هو إلتئام الكل لإنهاء هذا العبث الذي نعيشه، بين الملك الذي يجوب الدول الإفريقية صارفا الأموال الطائلة على بنيتهم التحتية وتطبيبهم وتعليمهم والمغاربة في أشد الحاجة إلى ذلك لأجل الصحرا وعيون الصحرا، وبين الديبلوماسية التي تركض بين البلدان أيضا بالأموال والهدايا وتبذل الجهد الجهيد لكسب الصداقات والدعم لأجل الصحرا وعيون الصحرا، بين أزمة الكركرات وانسحاب المغرب الذي حوله البوليزاريو إلى انتصار في حين نحن المواطنون لم نفهم من الأمر شيئا ولا نجرؤ على السؤال والانتقاد لأجل الصحرا وعيون الصحرا، والشعب المغربي الساكت الصابر على مصابه تجنبا للفتنة لأجل الصحرا وعيون الصحرا…
في وقت يجب أن تتجند كل القوى الحية وأن يساند العماري ومن معه شباط ولشكر وكل من اقتات من فلوس المغرب وصنع به بطنا ومنزلا ليدعموا بعضهم ويقرروا خطة موحدة لإنهاء هذه القضية التي طالت أكثر من اللازم وضاعت فيها أعمار وأموال المغاربة المساكين، حتى يعود النظام للاهتمام بهذا الشعب حقوقه ومعيشته وكرامته..
في وقت نحتاج العماري وشباط ولشكر وقيادات أحزاب المرقة والزرقة والسرقة لأن تكون في الصفوف الأولى للدفاع عن البلد ومؤسساته وشخوصه وصحافييه وحتى مخبريه نجدهم أول الخونة، أول من يهدد بفضح بعضهم، أول من يهدد بنشر الغسيل، أول من يهدد بفضح البلد وأسراره حين يحسون أن….. أن المخزن استغنى عن خدماتهم. يعني أن البلد وصحراؤه لا يساوون عندهم إلى أن تقعد مؤخراتهم على كراسي السلطة!! خونة”.
لم تكد تمر 24 ساعة حتى سارع العماري للرد على مقال مايسة، بتدوينة صباح اليوم جاء فيها:
“صباح الخير سيدتي مايسة
قرأت تدوينتك باهتمام شديد، خاصة وأنني شخص لا يجيد مثلك كتابة ما بين السطور، فأنا عندما تحدثت عن المخبر والصحفي و”القضية” لم أكن أقصد قضية الصحراء فقط، ففي بلدنا ولله الحمد الكثير من القضايا المصيرية، كما أن في بلدنا أيضا العديد من الصحافيين والصحافيات ممن يمتلكون امبراطوريات اعلامية.
دعيني سيدتي، أبدأ حديثي معك بحياتي المهنية والسياسية، فأنا لأول مرة في حياتي أصبح منتخبا وأتولى منصبا عموميا، وإلى حدود الساعة، لم أتقاض تعويض رئيس الجهة ولم أستعمل سيارة رئيس الجهة ولم أستفد من التعويضات المتعلقة بهذه المسؤولية، ولست عضوا في أية لجنة من اللجان المشتغلة على الصفقات بالجهة.
كل عملي منذ ثمانينات القرن الماضي كان في القطاع الخاص سيدتي، لذلك فما أملكه أعلنه أمام العموم، وما ليس عندي أتمنى أن يكون عندي يوما، مع الحرص على الحصول عليه بنفس النزاهة والجدية التي اشتغلت بهما لتحقيق ما أنا عليه اليوم، وتأكدي سيدتي أنني لم أستفد يوما من أرض أو منصب أو مأذونية أو ترخيص صادر عن مؤسسة عمومية
وفيما يتعلق بعلاقتي بالدولة (المخزن) فيجب أن تعرفي أنني مواطن مغربي أشتغل لفائدة بلدي وشعبي، قد أصيب وقد أخطأ، وفي الحالتين معا، لا أنتظر مقابلا لهذا العمل منصبا أو حظوة.
بكتابة تدوينات على جداري الشخصي بالفيسبوك، أمارس نفس الحق الذي تمارسينه ويمارسه آخرون، لا أبتز من خلالها أيا كان وليست موجهة لفضح أحد.
كل ما في الأمر، أنني عشت تجربة لها ما لها وعليها ما عليها، هي ملكي اليوم وأرغب في مشاركة البعض منها مع الآخرين”.
وبعد ثلاث ساعات ردت مايسة مرة أخرى على العماري، بتدوينة في صفحتها على “فيسبوك”، جاء فيها:
“صباح النور سي العماري. بلعكس أنا أكثر وحدة واضحة في كتاباتي ولا أترك شيئا بين السطور. قلت لك في مقالي بالواضح أنك استهدفت أحمد الشرعي ونشرت عنه بخبث ما نشره قبلك كريس كولمان ولم يزده ذاك إلا تقديرا واحترام، إعلامي يخدم بسفرياته وعلاقاته قضية الصحرا كما يجب.. لماذا تظن أنت أو غيرك أن معرفة هذا ستضره؟؟!! غريب.. بل بالعكس، هذا يرفع من شأنه!! رغم أنني انتقدته وانتقدت الديبلوماسية المغربية جملة وتفصيلا، ووصفتها مرارا بديبلوماسية اللوز وكعب غزال والرشاوي وانتقدت مرارا سياسات استجداء الغرب وأمريكا للتدخل ومساعدة المغرب ومساعدة إفريقيا في وقت يصرخ الملك في خطاباته أنه أصبح ضد التبعية وضد الاستعلاء الغربي ومازال ما بغاش تدخل لصحافيينا وديبلوماسيينا فالراس. انتقدت حتى حجم المساعدات الملكية في إفريقيا التي كنا نتمنى أن نفتخر بها لو لم يكن مغاربة داخل المغرب أكثر حاجة إليها… ولكن لم أتجرأ ولم يتجرأ أحد يوما أن يبتز صحفيا أو ديبلوماسيا يخدم المغرب بفضحه.. أو يفرح بصديق جزائري (من بلد غير صديق) يشمت في صحفي مغربي يلعب دورا ديبلوماسيا وينشر أخبار بلده فلاماب!! يال الخبث! استهدفته لأنه نشر في “إمبراطوريته الإعلامية” حوارا مع بنشماش فأحسست أنه حان وقت تغييرك، لا فقط من الحزب إنما من المشهد السياسي، كما فعل شباط وكما يفعل زيان وكما يفعل كل من أحس أن دوره انتهى مع المخزن. قلت في مقالي أن هذا الأسلوب دناءة لأن الوطن لا يحتمل اليوم هذه التجاذبات وسط الاحتقان في الحسيمة، الاحتقان في الكركرات، الاحتقان في كل فئة مجتمعية بسبب سياسات الحكومة، بل الاحتقان في الرأي العام الذي لا يفهم السياسات الملكية في إفريقيا. وفي وقت يلزم على أمناء الأحزاب لعب دورهم لتخفيف الأزمات الداخلية تجدهم يتفاضحون لأجل السلطة. ما يجعل منهم خونة مرتين: خونة الشعب، وخونة الوطن.
أنتم ترفعون في حزبكم شعار “الوضوح”. واش كاين شي وضوح قد هادا.. واش تقدر تكون واضح بحالي؟ اكتب تلك المقالات التي تنوي كتابتها. لكن أتحداك أن تكتبها بالأسماء والأماكن والتواريخ.. اجمعها في كتاب وأقسم لك أني سأشتريه وسأحضر حفل توقيعك. أما كتابات: “واحد الصحافي ما غنقولش سميتو سافر لواحد البلاصة ما غنقولش سميتها ودار شي حاجة ماغاديش نقولها ليكوم” ليس إلا خبث تصفية الحسابات الشخصية. جمعة مباركة ـ مايسة”.