«الحركة الإسلامية» في الداخل الفلسطيني
هوية بريس – متابعة
الأربعاء 18 نونبر 2015
قرر المجلس الوزاري الصهيوني المصغر للشؤون الأمنية والسياسية، “الكابينت”، “إعلان الفرع الشمالي للحركة الإسلامية في إسرائيل تنظيما محظوراً”.
وداهمت الشرطة الصهيونية، 17 جمعية ومؤسسة، تابعة للحركة الاسلامية في القرى والمدن العربية في “إسرائيل”، بالتزامن مع إعلان حظر نشاطها، وقامت بإغلاقها.
وتعد الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني، بقيادة الشيخ رائد صلاح، من أبرز الحركات السياسية، التي تتولى الدفاع عن المسجد الأقصى.
ويتهم الصهاينة «الحركة الإسلامية» في الداخل الفلسطيني (أراضي 48)، بـ”الوقوف وراء الأحداث الدائرة في الأراضي الفلسطينية”.
وأعلن رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو، منتصف الشهر الماضي تقديم مقترح قانون للكنيست (البرلمان) الصهيوني، يقضي بإخراج الحركة الإسلامية بقيادة الشيخ رائد صلاح عن القانون.
وتشهد الأراضي الفلسطينية وبلدات عربية في “إسرائيل”، منذ الأول من أكتوبر الماضي، مواجهات بين شبان فلسطينيين وقوات صهيونية، اندلعت بسبب إصرار مستوطنين يهود متشددين على مواصلة اقتحام ساحات المسجد الأقصى، تحت حراسة قوات الجيش والشرطة الصهيونية.
وفازت الحركة الإسلامية (شاركت عام 1989) برئاسة العديد من المدن والبلدات في الداخل الفلسطيني، وعلى رأسها مدينة أم الفحم، التي تعد ثاني أكبر مدينة يقطنها فلسطينيو الداخل.
وتأسست الحركة الإسلامية في فلسطين 48، عام 1971 على يد الشيخ عبد الله نمر درويش، ونشطت بين المسلمين من عرب 48 (الذين يحملون الجنسية “الإسرائيلية”)، وهي قريبة فكريًا من الإخوان المسلمين، غير أن قادتها يقولون إنهم يعملون في إطار القانون الصهيوني.
وانشقت الحركة الإسلامية داخل الخط الأخضر، عام 1996 إلى جناحين، يعرفان إعلاميا بـ(الشمالي والجنوبي)، على خلفية رفض قسم منها المشاركة في انتخابات الكنيست الصهيوني “البرلمان”.
ويقود الجناح الجنوبي عضو الكنيست “إبراهيم صرصور”، فيما يقود الجناح الشمالي الرافض لدخول البرلمان الصهيوني، الشيخ رائد صلاح.
وتعتبر الحكومة الصهيونية، الشيخ صلاح، الذي يلقبه الفلسطينيون بـ”شيخ الأقصى”، أحد الزعماء العرب “المحرضين على العنف”، من وجهة نظرها، نظرا لجهوده الكبيرة في “حماية المسجد الأقصى”، والتصدي للمحاولات الصهيونية الساعية لـ”تهويده”.
وقضت المحكمة المركزية الصهيونية، في مدينة القدس في 27 أكتوبر الماضي، بالسجن الفعلي لمدة 11 شهرًا على صلاح، بعد أن وجّهت له النيابة العامة تهمة “التحريض على العنف”.
وفي عام 2013 وجهت النيابة العامة الصهيونية لصلاح تهمتي “التحريض على العنف، والكراهية”، وأدانته محكمة الصلح الصهيونية بالتحريض على العنف، وأسقطت عنه تهمة التحريض على الكراهية، وحكمت عليه بالسجن 8 أشهر.
وبرز اسم الشيخ صلاح، لأول مرة، عندما نجح بأغلبية كبيرة على منافسيه في الانتخابات لرئاسة بلدية أم الفحم عام 1989، وذلك لـ3 مرات متتالية إلى أن استقال عام 2001 ليتفرغ لشؤون المسجد الأقصى.
وكان الشيخ صلاح، وهو أب لـ8 أبناء وبنات، من مؤسسي الحركة الإسلامية داخل الخط الأخضر (أراضي 48)، في بداية السبعينيات من القرن الماضي.
وكان الشيخ صلاح قد نجح قبل ذلك وتحديداً عام 1996 في قيادة جهد الحركة الإسلامية لترميم المصلى المرواني، داخل المسجد الأقصى، في غفلة من السلطات الصهيونية إلى أن تم افتتاح بوابات المصلى الكبيرة أمام المصلين في العام 2000.
وكانت هذه بداية المواجهة بينه وبين السلطات الصهيونية، التي تردد آنذاك أنها تريد تحويل المصلى المرواني، الذي تطلق عليه اسم “اسطبلات سليمان”، لكنيس يهودي.
وتوالت المواجهات بعد ذلك، ففي عام 2000 أنشأ صلاح مؤسسة “الأقصى لإعمار المقدسات”، وهي مؤسسة تعنى بالدفاع عن المقدسات الإسلامية داخل الخط الأخضر، وعلى رأسها المسجد الأقصى.
وعلى مدى سنوات، وحتى الآن، نشطت المؤسسة في كشف المخططات الصهيونية، داخل وحول المسجد، مستندة إلى تقارير عبرية تترجم إلى اللغة العربية، فضلا عن جولات ميدانية لطواقمها في مناطق الحفريات الصهيونية.
كما أطلقت الحركة الإسلامية، ما يعرف بـ”برنامج مسيرة البيارق”، الذي يجلب، في حافلات مجانية، شهريًا، عشرات الآلاف من العرب من القرى والمدن الفلسطينية في الداخل، إلى المسجد الأقصى لإعماره بالمصلين، عقب منع الصهاينة غالبية فلسطينيي الضفة وقطاع غزة من الوصول إليه.
وقال المجلس الوزاري الصهيوني المصغر للشؤون الأمنية والسياسية “الكابينت” إن من ينتمي إلى الحركة الإسلامية سيواجه عقوبة السجن.
من جهته رفض الشيخ صلاح، قرار السلطات الصهيونية حظر الحركة و17 من مؤسساتها.
وقال صلاح في بيان وصل الأناضول نسخة منه “إثر كل هذه الإجراءات التعسفية الظالمة، فإنني أؤكد ما يلي، أولًا: كل هذه الإجراءات التي قامت بها المؤسسة الإسرائيلية، ظالمة ومرفوضة”.
وأضاف “ستبقى الحركة الإسلامية قائمة ودائمة برسالتها تنتصر لكل الثوابت التي قامت لأجلها، وفي مقدمتها القدس والأقصى المباركين”.
وأكد صلاح “يشرفني أن أبقى رئيسًا للحركة الإسلامية أنتصر لاسمها، وأنتصر لكل ثوابتها وفي مقدمتها القدس والمسجد الأقصى المباركين، وأسعى بكل الوسائل المشروعة المحلية والدولية لرفع هذا الظلم الصارخ عنها”.