الحركة الانتقالية وتعميق الأزمة
هوية بريس – ذ. أنس بوابرين
على إثر الانتكاسة المريعة التي أسفرت عنها النتائج المجحفة للحركة التعليمية الانتقالية، تداعت فئات عريضة من نساء ورجال التعليم في جميع ربوع الوطن محتجة على الجور اللامسبوق في تاريخ الحركة الانتقالية، منددة بالانتهاك الصارخ للمذكرة الإطار المنظمة للحركة، ما أسفر عن اضطراب صارخ تجليه اللوائح المعلن عنها من قبل وزارة حصاد، تلك اللوائح التي تلخص نهجا خداجا بلا نظام، وخطة بتراء عن غير تمام، ألقت بأماني كثير من نساء ورجال التعليم ذوي الاستحقاق إلى حيث يقتلهم الأسف أن أعدمت طموحاتهم التي أفرط السابقون في تقزيمها، وأوعب اللاحقون في تمزيقها، توصية بلا ضمير، لتصافح يد الظلم أكفهم بعد عطاء مشهود عقابا على جميل الصبر، وتعزيرا على طول المكث بين جبال وأوتاد، وسل تلك الوجوه الشاحبة، والشخوص البالية، تحدثك مليا كم سطرت بمداد الصدق من البذل، عطاء غير مجذوذ.
وقد كتب على دواب الأرض أن تهاجر في كل عام مرة، وقضى الوزير ألا يهاجر رجل التعليم في العمر إلا مرة، يوم يحمل على النعش مودعا الوزير ووزارته، وتلك حركته الحقة التي يتخفف فيها من بطر السابق واللاحق، ويخرج بها من الفعل السخيف إلى الجد الشريف، ومن الجور الشنيع إلى حيث لا يشقى ولا يضيع، والآثار شواهد، والأجيال شهود.
أيها السيد الوزير إن هذه النخبة زرعوا دموعهم في الوديان والجبال فأنبتت عزما، وإنهم لا يستدعون بدموعهم رحمة العالمين، ولكنهم يرغبون إلى الحق أن يكون حليفهم، فإنه لا معنى لقرار غير موثوق بعاقبته ومرجوعه، وما يقوى به الواحد منهم من اليقين والطمأنينة في حقه وكرامته أكثر مما يضعف به من الشك في بوار قضيته ومطلبه، برغم رُزوح الحال، وفقد النّصر. وإن (حركتك) إذ تعصف بهم وديان الأسى، وتباريح الألم، لا تثنيهم أن يرفعوا أصواتهم -لا تهديدا- ولكن كي تبدئ وتعيد، لاسيما وقد زعمت تجويد القطاع، وأنى لذاك أن يكون والنخبة -كان الله لهم- هرموا من طول الانتظار، وإنما تروض مهارة الخيل لا ما هرم منها.
إن نتائج هذه الخطة لا تحوج المستبصر إلى كثير نظر، فإنها لأول الوهلة تصدت لما لا تفي به، ولا تتسع له، ولا تتمكن منه، ولذا لم تستدر -في الغالب- حقا ولم تبعث على تنويله، ولا أعطت مستحقا للأكثر ولا سعت إلى تخويله، اللهم إلا لمن تحقق حلمهم بغير استحقاق، فلا غرابة في إعادتهم للشكر وإبدائه، وتنميق الثناء وإفشائه، وإنّ عيناً ترقد على الضّيم لَلعمى أحسن بها، وإن نفساً تقِرُّ على الحيف لَلذل أولى بها، وليس ذاك من خيم الحُرّ الآنف.
ايها السيد الوزير، إن ضياع التأميل أمضّ من الموت، ولقد يعلم كل أحد أن رجل التعليم العمود الذي عليه المعول، فلئن أعدمت آماله بمرارة الملال، رأت العامة في المردود كل معرة، فلا وكس على تقصير بلائمة، إذ الأسباب متاحة مواتية..
اقترح على الجميع ان تصبح الحركة الانتقالية كالحركة الادارية بها اماكن شاغرة و اخرى محتملة الشغور . انها طريقة ستجنب القطاع الكثير من المشاكل و ستعمل على ارضاء الطرفين ادارة و موظفين . و لن نجد متذمرين و لا مشككين و لا متلاعبين .