الحزم لا يتناقض مع العدل
هوية بريس – الشيخ حسن عباس
هناك فرق بين الحزم والأخذ بأسباب الحيطة والنصر من جهة وبين الظلم والطغيان من جهة أخرى..
إذ لا يقطع دابر الفتنة في وقت الهرج والمرج إلا القيادة الحازمة المتيقظة وتصفية العدو والتنكيل به ﴿فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِم مَّنْ خَلْفَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ﴾ [الأنفال:57].
أما وقت الراحة والطمأنينة فتستمر اليقظة والحزم ويغلب جانب التسامح والتصالح وتوفير كل أسباب السلم المجتمعي..
ولنا في التاريخ عبر..
عندما حرر الفرنسيون بلادهم من المحتل الألماني أول ماقامت به المقاومة:
– أعدمت بالميدان 9 آلاف فرنسي خائن.
– اعتقلت 120 ألف فرنسي لتعاونهم مع العدو.
فاستقرت لهم الأوضاع بعد أن قاموا بتصفية من أجرم من الخصوم لردع من تحدثه نفسه ولم يجرم بعد.
ليست فرنسا قدوة ولكن الاستقرار يصنعه الحزم والأخذ بكامل أسباب الحيطة.
وللتاريخ أيضا:
تساهل الجيش الاسلامي بقيادة عقبة بن نافع مع كسيلة البربري وكان قائدا في قومه وأخذتهم به الرحمة بعد أن ظفروا به، فلما عادوا بعد أن بلغت فتوحاتهم المحيط الأطلسي أبادهم على بكرة أبيهم في كمين لا ينساه التاريخ.
فأدرك الناس أن التساهل مع العدو حماقة خطرها محقق وهو ما يتنافى مع القيادة الحازمة.
وللتاريخ أيضا:
تساهلت النهضة التونسية لما حكمت مع جميع من أجرم في حق الناس أيام بن علي وقالت اذهبوا انتم الطلقاء..
رغم منادات كل الشعب الثائر بمحاكماتهم في وقت أتاح الفرصة كاملة. ومع التهاون كانوا سببا في إسقاطها وفي انتصار الثورة المضادة.
وأدرك أهل تونس أن التساهل مع الأعداء مذلة وعواقبه وخيمة.
فلا تلوموا أردوغان من الأخذ بأسباب الحزم لتنقية مستقبل تركيا.
———
. أمين عام رابطة علماء المغرب العربي