الحقوقي زهاري بعد اعتقال هاجر الريسوني: المقاربة الأمنية البنعلية تطبق في المغرب باحترافية أكبر
هوية بريس – عبد الله المصمودي
اعتبر الحقوقي محمد زهاري طريقة اعتقال الصحافية هاجر الريسوني مؤشرا قويا على اعتماد الدولة المغربية المقاربة الأمنية ونموذج الدولة البنعلية بل تطبيق ذلك باحترافية أكبر ومنهجية أدق.
حيث كتب الرئيس السابق للعصبة المغربية لحقوق الإنسان، في حسابه على فيسبوك “وأنا أتابع ما ينشر حول اعتقال الصحافية هاجر الريسوني بعد أدائي لمناسك الحج وعودتي إلى الوطن مع بداية الشهر الجاري، ازددت يقينا وقناعة بأن نموذج الدولة البنعلية أخذ طريقه إلى التطبيق باحترافية أكبر وبمنهجية أدق من التي كانت تشرف عليها الأجهزة السرية والعلنية لنظام زين العابدين بنعلي عندما تم احتواء العديد من المنابر الإعلامية وبسط السيطرة والنفوذ على الإعلام السمعي والبصري ، فالتجأت الأجهزة إلى التشهير بالمعارضين السياسيين والنقابين والحقوقيين والصحفيين من حرائر وأحرار تونس.
في المغرب اليوم وبعد التطور التكنولوجي والسرعة في نشر وإذاعة المعلومة عن طريق اتساع دائرة التواصل بشبكات التواصل الاجتماعي والرقمنة وهيمنة الصحافة الإلكترونية سهل على الأجهزة المغربية تنفيذ مخططات التشهير بالمعارضين لفرض هيبة الدولة وسن سياسة الردع العام .
قضية الصحافية هاجر تكشف عن المتابعة الدقيقة لتحركات المعارضين الذين يختلفون مع طريقة تدبير الشأن العام والمنتقدين لها، والفاضحين للفساد الحقيقي وللوبيات التي تنهب ثرواث الوطن وتتمتع بحماية فوق العادة من المساءلة والملاحقة.
أعرف جيدا الصحافية هاجر البسيطة المتواضعة، انتخبت عضوا في مكتب فرع الرباط للعصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان عندما كنت رئيسا لهذه المنظمة، وتابعت تجربتها الإعلامية حتى أصبحت إسما متميزا مزعجا للفاسدين وناهبي المال العام، وفاضحة للمؤامرات التي تنسج وتحاك ضد الأصوات الممانعة في الوطن.
هذه القضية / اللغز تؤكد أن تحركات كل من يرفض الانخراط في جوقة المطبلين والمنوهين والمتملقين تبقى تحت الرقابة في الحياة الخاصة والمهنية، فكيف يمكن أن نتصور أن تعتقل مواطنة مغربية بالشارع العام بعد مغادرتها لعيادة طبية رفقة خطيبها؟ وكيف يتم اعتقال الطبيب صاحب العيادة ومساعديه بتهم لم يبلغ عنها أحد، ولم يشتكي منها متضرر؟ بل كيف يتحرك كومندو أمني من ستة عناصر لتنفيذ المخطط الذي انتهى بوضع الصحافية رهن الاعتقال؟ مع العلم أن الواقع يؤكد إجراء عشرات عمليات الإجهاض يوميا في عدة مصحات خاصة بالمدن المغربية.
اليوم أصبحنا أمام اعتقال تعسفي لمواطنة مغربية بعد ان اقرت الخبرة الطبية عدم اجراء الصحافية هاجر لأي عملية إجهاض وبعد نفي كل الأطراف المعتقلة لهذه الواقعة ، وبعد تأكيد هاجر ورفعت الأمين واقعة الخطوبة بينهما ، وعزمهما إقامة حفل الزفاف يوم 14 شتنبر الجاري.
طبعا هذه القضية هي رسالة مشفرة إلى كل المعارضين والمعارضات اللواتي والذين يوجدون في اللوائح المنتقاة في انتظار صدور نتائج المختبرات التي ستحدد الوصفة التي تليق بهم بعد رصد خطواتهم، والتنصت على مكالماتهم الهاتفية واقتحام حياتهم الخاصة، وتعقبهم في انتظار وقوعهم في الكمين المعد والمخطط لهم سلفا.
في انتظار الفرج كل التضامن معك الصحفية هاجر في هذه المحنة والإدانة لكل الأساليب المخزنية البائدة التي تريد كتم الأصوات المعارضة والممانعة”.