الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه

04 سبتمبر 2024 22:05

هوية بريس – أم سليم (زوجة جمال بنعكراش رحمه الله)

سيد الرجال سيدي جمال بن عكراش

لعل من أجَلِّ صفاته وأعظمها وأزكها، و أعتقد أنها هي السر المكنون لهذا الرجل العظيم رحمة الله عليه ألا وهي: ( مخموم القلب)

فمن خلال معاشرتي له حينا من الزمن، بالضبط (خمسة عشر عام وبضع شهور) لاحظت أنه والله أعلى وأعلم به وبنا ولا نزكي على الله أحدا، سبحانه.

يَصْدُقُ فيه الحديث الشريف

قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم:

أي الناس أفضل؟ قال: “كل مخموم القلب صدوق اللسان”. قالوا صدوق اللسان نعرفه، فما مخموم القلب؟ قال: هو التقي، النقي، لا إثم فيه، ولا بغي، ولا غل، ولا حسد.

فعلا ورب الكعبة نحسبه كان ذو قلب صفي نقي لا إثم ولا حسد والله حسيبه.

ما أظنُّه عانَ أحدا أبدا (من العين) ولا حسدَ أحدا على نعمة، ولا حمَلَ غِلًّا أو ظغينة على أحدا،

بل بالعكس تماما كان يبتغي الخير للجميع من القلب قولا وفعلا، قلبه كبير يسع الجميع.

لا يبخس الناس حقوقهم ولاينقص من قيمتهم أو يُهينُهم كيفما كان وضعهم.

الكل عنده سواسية.

النفاق و النميمة والكذب وذم الآخرين وذو الوجهين… وشتى أمراض القلوب المتفشية في زماننا والعياذ بالله كان لا يعرف لها سبيلا بفضل الله عليه وتوفيقه. بل كان صدوقا صريحا صارما في مواقفه لا يخشى لومة لائم.

ولا يخفى على شريف علمكم أن أعمال القلوب قد تفوق أعمال الجوارح لأنها تابعة لها.
فإنما الأعمال بالنيات.

وأنّ القلوب بيد الله بين أصبعيه يقلبها ويصرفها كيف شاء، وأن كل نعمة من الله وحده، هو سبحانه يتولى السرائر. القلوب له مفضية والسر عنده علانية.

اللهم أصلح قلوبنا وزكها أنت خير من زكاها وارزقنا القلب السليم حُسْنَ الطَّوِيَّة

وهذا غيض من فيض.

ــــــــــــــــــــــــــــ

الحمد لله الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا

الحمد لله محي العظام بعد موتها، جابر كسر القلوب ومثبتها.

الحمد لله حمدا أبديا سرمدا مادامت الحياة والموت.

ثم الصلاة والسلام على الرسول الكريم طبِّ القلوب ودوائها عافية الأبدان وشفائها القائم بأمر الله ماضاق أمر إلا فرجه الله.

أصعب شعور…..

أن تفقد زوجا عظيما كريما شهما، حنونا رحيما.

يحمل همك، يُراعي وِدّك، يجبر بخاطرك، يقف بجانبك، يملأ عليك حياتك فرحا وحبورا……..

تشعر معه بالأمن والأمان والاطمئنان والظَّهْرَ و السَّنَدَ بعد الله الرحمن الرحيم ذو القوة المتين.

هو شعورٌ صعب مرير يعجز اللسان عن وصفه……

شعور كشعورِ الرضيعِ حين فِطامِه..

شعور كشعور الأم حين رحيل فلذة كبدها….

شعور كشعور الأب حين فقدان ابنه…

شعور كشعور الأخ حين رحيل أخيه…

هي مشاعر كثيرة مختلطة، ليست تلك التي تربط الزوج بأهله فحسب، لا لا بل هي أغلى وأسمى.

لأنه رحمة الله عليه كان بالنسبة لي زوجا وأبا وأخا ومعلما،

أرجع إليه في جميع أموري صغيرها وكبيرها….

وحين مرضه كنت أشعر به وكأنه ابني أخاف عليه، يؤلمني ألمه، نسعى كلنا جاهدين لمراعاته وقضاء حاجاته قبل أن يَنْبِس بِبِنْتِ شفه،

أمور شتى قد لا يستوعبها الكثير وقد تبدو للبعض مبالغة أو أو… لكن حقا هكذا ما كنت أشعربه.

مشاعر دقيقة رقيقة متبادلة، يفهمها ويشرب من مَعينِها من هو فقط على شاكِلَتِها.

الاسرة كلها بصغيرها وكبيرها كان يسعى لخدمته بل يتفانى في تلبية حاجاته دون أدنى تأفف مطلقا مطلقا..

….حقا كان نعم الزوج والرفيق.

كان رحمة الله عليه رجلا فاضلا، حكيما حليما، صادقا ودودا، ذو قلبٍ نقي صفي، صابرا محتسبا لربه، حَباهُ الله زِين‌َ الصفات ودماثة الأخلاق.

كان مولعا بإقامة المصليات وإكرام أهل القرآن وَلَعاً شديدا، لايهدأ له بال ولا يغفو له جفن بأريحية حتى تمر الامور كما أراد وشاء بإذن الله الموفقُ والمسدد لكل خير قِبَلا سبحانه.

كان رجلا بأُمَّـة حقا وصدقا جمع الله له من صفات الخير ما لا يُعَّدُّ ويحصى.

الكل يهواه ويتمنى لقائه والجلوس معه…

ربنا الرحيم الودود سبحانه حبَّبَ فيه جميع خلقه… ولعلها عاجل بشرى المؤمن.

يحبه القاصي والداني الصغير والكبير…. والله لأمره عَجَبٌ يحيِّر العقول.

وكأنه رجل ليس من أهل زماننا…..

وهذا غيض من فيض.

سبحان الله واهب النعم مؤلف القلوب والأرواح….

فقدانه خسارة كبرى ولو أنه ليس بخاسرة على الرفيق الاعلى جل في علاه

ستظل ذكراه راسخة في القلب والبال، لأنه كان كالنسمة الرقيقة والوردة الندية، والجبل الشامخ في مواقفه، جمع بين الشدة واللين، عنده بُعْدُ نظرٍ عجيب، وفراسة المؤمن القوي، حلَّال العُقَدِ والمشاكل، بفضل الله عليه. كنت أثق في قراراته الصائبة….

أشياء كثيرة يصعب العد ما شاء الله لا قوة إلا بالله.

وهذا غيض من فيض.

نسأل الله أن يتقبل أعماله في الصالحين ويثقل بها ميزان الحسنات ويحقق فيه شهود الخير في الدنيا والآخرة.

نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحدا.

رحيله ترك في القلب حسرة لا و لن تزول أبدا أبدا إلا بلقائه في الجنة بفضل الله ورحمته.

إنه زوجــي سيِّــدُ الرجــال سيـدي جمال بن عكراش طـاب حيَّـا ومَيِّتا.

والله إن العين لتبكي والقلب مكلوم ولا نقول ما يغضب الرب سبحانه…

وإنا لفراقك يا زوجي لمحزونون.

َنَحزن فنتذكر أن وليّ حُزْننا هو الله…

تضيق الأمور… وسرعان ما نتذكر مدبر الأمور هو الله.

نحمل الهم فننسى أن واسع الفضل هو الله.

فاللهم ياصاحب الفضل والكرم والجود أنزل على قبر أبي وقبر زوجي وجميع موتى المسلمين النور والضياء والنور والسرور واجعل قبورهم روضة من رياض الجنة، واغمرهم بأوسع رحماتك يامن رحمته وسعت كل شيء، وألحقنا بهم مومنين غير خزايا ولا مفتونين،واربط على قلب أهله وأبنائه وذويه وجميع مُحِبِّيه كما ربطت على أم موسى وهارون أنت الرؤوف الشكور مجيب الدعوات.

رحم الله كل من قال آمين آمين آمين.

يُتْبَع

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M