“الحوت الأزرق” ليست وحدها المشكلة.. السعودية تحظر 47 لعبة إلكترونية بعد حوادث انتحار الأطفال

21 يوليو 2018 21:53
الحوت الأزرق يودي بطفل في الدار البيضاء

هوية بريس – وكالات

منذ أن أعلنت هيئة الإعلام المرئي والمسموع السعودية خبر حظر 47 لعبة إلكترونية الأسبوع الماضي، حتى انتشرت التقارير والتقارير المضادة عن سبب المنع، موجِّهة أصابع الاتهام تارة إلى لعبة الحوت الأزرق، وتارة أخرى للمحتوى الجنسي والعنيف بعد حوداث انتحار لأطفال. ربطٌ مثير للقلق توصلت إليه وكالة «أسوشييتد برس» الأميركية بين حادثتي انتحار فتاة وصبي، الأمر الذي أثار الجدل بين السعوديين خاصة، والعرب بشكل عام.

ومنذ أيام، أعلنت السلطات السعودية عن حالة انتحار طفل ثالث يُدعى جبير تركي المطيري (عمره 13 عاماً)، والتي سبقها انتحار طفلين خلال الشهرين الماضيين؛ أحدهما طفلة تبلغ من العمر 13 عاماً، في إحدى قرى «المدينة المنورة»، والآخر طفل يبلغ 12 عاماً بمدينة أبها، ولكنها حوادث تم ربطها باللعبة الخطيرة «الحوت الأزرق».
هل هناك علاقة بين منع الألعاب وحالات الانتحار؟
في الخبر الذي نشرته وكالة «أسوشييتد برس» عن الحظر، ربطت بينه وبين حالات الانتحار، دون ذكرٍ لأي تصريح من قِبل الهيئة بهذا الربط. الأمر نفسه تكرر في بيان الهيئة الرسمي، دون أي إشارة مباشرة إلى أسباب المنع، ليبدو الأمر كأنه استنتاج توصلت إليه الوكالة وتناقلته وسائل الإعلام.

منصة الألعاب الإلكترونية الشهيرة «IGN» وشريكتها «IGN الشرق الأوسط»، نشرتا أن والد الطفل المنتحر قال في بدء التحقيقات، إنَّ لعبة الحوت الأزرق هي السبب في انتحار ابنه، ولكنه سرعان ما تراجع عن هذا التصريح، ما أبقى السبب الرسمي للانتحار مجهولاً.

وذكرت «IGN» أيضاً أن خبر منع 47 لعبة من التداول في الأسواق السعودية، سبق حدوثَ حالة الانتحار وتم نشره بتاريخ 2 يوليوز 2018، وأن أسباب المنع رقابية بحتة؛ نظراً إلى ما تحتويه تلك الألعاب من عنف دموي، أو محتوى جنسي غير لائق.
اللاعبون السعوديون غير راضين ويطالبون بتوضيحات
وتعليقاً على الأحداث، نشر موقع «سعودي جيمر«، الشهير في أوساط ممارسي الألعاب الالكترونية بالمملكة، تقريراً أبدى فيه استياءً واضحاً جرّاء تناول الإعلام الغربي الخبر. وذكر أن منصة Games industry كررت الأمر، ولكنها تراجعت وسحبت مقالها بعد أقل من 24 ساعة.

واقتبس «سعودي جيمر» تغريدات أطلقها مسؤول تسويق كبرى شركات الألعاب في الشرق الأوسط -وهي شركة Ubisoft- «مالك تفاحة»، ردَّ فيها على ربط الحدثين قائلاً: «أُعيد وأُكرر، نحن هنا لتوضيح هذه الأمور، وتفادي مثل هذه اللخبطة والأخبار غير الصحيحة؛ والسعودية تقدمت كثيراً في السنوات الأخيرة فيما يتعلق بكيفية طرح الألعاب وشرح أسباب المنع لشركات الألعاب، وهذا ينعكس على عدم منع أي لعبة من Ubisoft بعد إطلاق Watch Dogs 2 (باستثناء South Park)».

وأضاف التقرير أنه كان ينبغي لهيئة الإعلام أن تردَّ بتعليق رسمي على مثل هذا الربط، ولكنها حتى الآن لم تصدر أية بيانات أو تعليقات رسمية عن أسباب المنع.
والجدير بالذكر أن هيئة الإعلام المرئي والمسموع سبق أن حددت قائمة مماثلة عام 2015، منعت فيها بعض الألعاب التي تخالف شروطها؛ مثل المحتوى العنيف، والجنسي والمصطلحات النابية. تنطبق هذه الشروط تقريباً على الألعاب الـ47 الممنوعة مؤخراً:

Agents of Mayhem

Assassins Creed 2

Attack on Titan 2

Bayonetta 2

Clash of the Titans

Dante’s Inferno

Dead Rising 3 Apocalypse Edition

Deadpool

Deception IV: The Nightmare Princess

Deus Ex Mankind Divided

Devil’s Third

DmC: Definitive Edition

Dragon Age: Inquisition

Dragon’s Dogma: Dark Arisen

Draw to Death

Final Fantasy Dissidia

Fist of the North Star: Ken’s Rage 2

God of War 1

God of War 2

God of War 3

Grand Theft Auto V

Heavy Rain

Hitman: Absolution (2012)

Life is Strange

Mafia 2

Mafia 3

Metro Redux

Okami

One Piece Burning Blood

Past Cure

Prison Architect

Resident Evil 5

Resident Evil 6

Saints Row IV

SplatterHouse

Street Fighter V

Street Fighter 30th Anniversary

The Order 1886

The Saboteur

The Witcher 3

The Nonary Game

Thief

Vampyr

Watch Dogs

Wolfenstein 2

Wolfenstein: The New Order

YO-KAI WATCH

فالسعودية سوق ضخمة بمئات الملايين من الدولارات
الجدير بالذكر أن السوق السعودية للألعاب الإلكترونية تُعد إحدى كبرى أسواق الألعاب ربحاً في الشرق الأوسط. كما تستضيف وجوداً إقليمياً للعديد من شركات إنتاج الألعاب العالمية الكبرى. أما أرباح الألعاب فتشهد خطاً بيانياً متصاعداً، أشارت إليه دراسة نشرتها جريدة «فوربس الشرق الأوسط«، توضح أن 89% من الإناث و93% من الذكور محل الدراسة يمارسون الألعاب على هواتفهم.

وأشارت إحصائيات سوق الألعاب في السعودية لعام 2016 إلى أرباح تم تقديرها بنحو 104 ملايين دولار. وعام 2017، ارتفعت الأرباح إلى 118 مليون دولار، ووصلت العام الحالي (2018) إلى 133 مليون دولار، ومن المتوقع لها أن تنمو لتصل إلى 181 مليون دولار عام 2022.
لعبة «الحوت الأزرق» قاتلة، ولكنها ليست السبب الوحيد
وكان والد الطفل المنتحر، جبير تركي المطير، قال: «لا أعرف لماذا شنق ابني نفسه، ولا أتهم أحداً ولا أعرف السبب، وهل هناك ألعاب مؤثرة على الأطفال، وما هي اللعبة. تم إبلاغي فجر تلك الليلة، ولم نجد أي معلومات عن لعبة استهدفت ابني بالانتحار، فقد كان طفلاً صغيراً يلعب مع الصغار، يلعب الكرة والبلاي ستيشن ويتابع أفلام الأطفال، فحاله حال أي طفل».

وسبق حالةَ انتحار جبير المؤسفة حادثةُ انتحار الطفل عبد الرحمن بخميس مشيط، أواخر يونيو 2018. ونفى والده وقتها أن تكون اللعبة الشهيرة هي السبب في انتحار ابنه، ولكنه ذكر أن هناك لعبة أخرى هي التي وجدها على حاسوب ابنه المتوفى، ورجح أن تكون هي السبب، وهي لعبة شهيرة من ألعاب «ديزني» باسم «مملكة ديزني السحرية».

قال الوالد إنها مليئة بـ”السحر والشعوذات» وقد تؤثر على الطفل، ولكن في تعليق من قِبل منصة «سعودي جيمر»، دحضت فيه هذا التلميح، ونفت أن تكون لعبة «ديزني» المصرح بها قانوناً ومسموح بها للفئات العمرية بداية من سن 3 سنوات، أن تكون سبباً في دفع أي طفل للانتحار، وأن «السحر والشعوذة» بها جزء من القصص الخيالي لمغامرات ديزني، مثلها مثل أي قصص خيالية تستخدم تلك المصطلحات.

ولكنَّ كل هذا لا ينفي خطورة لعبة التحديات الشهيرة «الحوت الأزرق»، وتأثيرها الكبير على لاعبيها، خاصة بعد ثبوت ربطها بحالات انتحار فعلية في عدد من الدول، ومنها دول عربية. ونجحت الشرطة السعودية ببلدة «بريدة» في إنقاذ فتاة من إكمال تحدٍّ قاتل وقعت ضحيته في أثناء ممارستها لعبة الحوت الأزرق في أبريل 2018.
«طفلي يمارس الألعاب.. هل يجب أن أقلق؟»
نعم، والإلمام بمعلومات عن ألعاب الفيديو وحده يجعل الأمر غير مُقلق. تعد التصنيفات العمرية واحدة من أكثر الأدوات المعرفية المفيدة في حالات مراقبة الألعاب، فمثلاً الألعاب الخاصة بأجهزة اللعب التي يتم توصيلها بالتلفاز عادة ما تأتي في أشكال أسطوانات مدمجة، بحافظة بلاستيكية مطبوعة عليها الفئات العمرية المسموح للأطفال فيها بممارسة تلك اللعبة.

وإن لم تحتوِ على تصنيف عمري، فمجرد اطلاع الأهل على نشاط اللعبة يتيح معرفة إذا ما كانت مناسبة للطفل أو لا. والنصائح المتخصصة في علم النفس والطب جميعها في هذا الصدد تحذر من الإفراط في ممارسة الألعاب التي تحتوي على العنف المبالَغ فيه، والمشاهد الدموية التي يمكنها علمياً أن تؤذي المخ وتسهم في حدوث اكتئاب، وانفصام الشخصية، ومتلازمة ما بعد الصدمة وحتى المساهمة في الإصابة بمرض الألزهايمر، بحسب مجلة Fortune.

أما الألعاب التي يتم تحميلها على الهواتف والأجهزة اللوحية، فلا بد من مراقبتها من كثب؛ لأن التطبيقات والتحديات الخطرة تتوافر للتحميل من روابط خارجية ومواقع غير رسمية. على سبيل المثال، لا تملك لعبة الحوت الأزرق موقعاً رسمياً، ولا تتوافر بمتاجر التطبيقات الرسمية، ولا بد من بحثٍ حثيث للعثور على رابط لها، وإن كان غير مستحيل. ولن يجدي حيال ذلك أي حجب أو منع لمواقع بعينها؛ لنجاح مطوريها في تخطي الحواجز والمحظورات.
هل هناك أخطار أخرى خارج عالم الألعاب الإلكترونية؟
من المؤسف أن الإجابة هي: نعم، الأخطار الأخرى قد توجد ببساطة في رسالة على موقع تواصل اجتماعي، فالعديد من «التحديات الخطيرة» التي انتشرت في الفترات الأخيرة هي وليدة مواقع التواصل الاجتماعي، يقرأ عنها المستخدمون، أو يرشحها صديق على سبيل التحدي. وتعتبر هذه التحديات «اختبار شجاعة وقدرات» على خوض المخاطر، يقع في فخها صغار السن.

وانتشرت العديد من التحديات الخطيرة والمؤذية على مواقع التواصل الاجتماعي، مثل تحدي جنية النار faire fairy، الذي تسبب في العديد من حالات الحروق الخطرة بين الشباب وصغار السن. ينص التحدي على أن يستيقظ الشخص في منتصف الليل بعد نوم الجميع، ويدور في أنحاء الغرفة ثم يذهب إلى المطبخ ويشغل جميع فتحات غاز الموقد دون إشعاله، مع نطق بعض الكلمات.

وفي اليوم التالي، من المفترض أن تتحول إلى «جنية النار»، ما يعني ترك الغاز يتسرب ليلاً، أو قد يشتعل الموقد بالخطأ في أية لحظة. وقبلها مثلاً، انتشر تحدي تناول ملعقة من مسحوق القرفة في حالته الجافة، وسكب الكحول في العينين، والإمساك بجليد ومِلح، والعديد من الأفكار المؤذية الأخرى.

المصدر: “عربي بوست”.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M