الحويني والقرضاوي رحمهما الله.. عجبًا لأمر القدر!

هوية بريس – د.محمد بورباب
عجبًا لأمر القدر! فاليوم تفوز قطر بجثمان الشيخ الحويني كما فازت من قبل بجثمان الشيخ القرضاوي رحمهما الله..
كان لكل منهما مدرسة فكرية وفقهية مختلفة؛ ولطالما اختلفت آراؤهم اختلافًا شديدًا في الفتاوى والأحكام الشرعية، ولكنهم لم يكونوا صبية صغارًا يريدون الانتصار لرأيهم فحسب، بل كانوا علماءً كبارًا يعرفون أدب الخلاف، ويعلمون أن العلم رحم بين أهله، وأن اختلاف علماء الأمة رحمة لعوامها..
فحين أجريت للشيخ الحويني عملية جراحية زاره الشيخ القرضاوي؛ وقال: الشيخ الحويني عمود من أعمدة العلم في هذا الزمن أسأل الله أن يبقيه مرتفعًا. وحين مات الشيخ القرضاوي صلى عليه الشيخ الحويني وقال: مات اليوم رجل من العلماء العاملين أسأل الله أن يجمعني به في الفردوس الأعلى.
وكما دفن الشيخ القرضاوي في مقابر قطر سيجاوره اليوم الشيخ الحويني فيها؛ وكما مات القرضاوي وهو مطاردٌ بسبب مواقفه مات الحويني وهو في غربته يدفع ثمن كلمة حق قالها؛ وكما مات القرضاوي وهو يشتاق لرؤية ابنته المسجونة في مصر انتقامًا منه، كذلك يموت الحويني وهو يشاتق لابنه المسجون فيها انتقامًا منه أيضًا..
اختلفا طوال حياتهما في الفقه والرأي، ولكن تشابها في الظروف والخاتمة، واتفقا على كلمة الحق، ولم ينصرا ظلمًا، ولم يتكلما بباطل، ولم ينافقا حاكمًا ولا سلطانًا..
حرمت مصر منهما، وفازت قطر بهما..
رحم الله الشيخين، ونفعنا بعلمهما، وأدبنا بأدبهما، ورزق الأمة بأمثالهما.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* رئيس الهيئة العالمية لعلماء الإعجاز في القرآن والسنة.