الخارجية الكويتية تتابع قضية توقيف مُقرئ القرآن في تونس
هوية بريس – وكالات
تتابع وزارة الخارجية الكويتية قضية توقيف الشيخ المقرئ محمود الرفاعي أثناء مشاركته في تنظيم مسابقة للأطفال لتحفيظ القرآن الكريم في تونس، وذلك للتحقيق معه بتهمة تعاطي نشاط ديني دون ترخيص، بحسب وسائل إعلام.
والخميس 29 ديسبمر 2022، ألقت السلطات التونسية القبض على الرفاعي أثناء مشاركته في تنظيم مسابقة للأطفال لتحفيظ القرآن الكريم في ولاية قفصة جنوبي غربي تونس، وأحيل إلى القضاء.
صحيفة “الراي” الكويتية نقلت عن وزير الخارجية الشيخ سالم العبد الله الصباح قوله “أتابع شخصيا هذا الأمر، وسفارتنا في تونس ومحامي السفارة يتابعان القضية أولا بأول”، وهو ما أكده النائب في مجلس الأمة الكويتي الدكتور حمد المطر في تغريدة على تويتر.
واعتاد الشيخ الرفاعي الذهاب إلى تونس منذ 6 سنوات لإعطاء دورات في حفظ القرآن الكريم والتجويد بالمركز الكويتي، الذي أسسه بيت الزكاة الكويتي في ولاية قفصة في تونس، وفق المطر.
وفي عام 2016 تم تدشين مركز أولاد زيد للتأهيل والتدريب بتمويل كويتي، حسب ما غرد البرلماني السابق الدكتور وليد الطبطبائي.
وبينما لم يصدر على الفور أي تصريح رسمي من السلطات في تونس، أشارت المحامية التونسية حنان الخميري إلى أن النيابة العامة في قفصة أحالت الشيخ الرفاعي مع 5 أشخاص آخرين إلى القطب القضائي لمكافحة الإرهاب بتهم “إرهابية”.
وأوضحت الخميري أن موكليها، وهم منظمو المسابقة، أخبروا السلطات المحلية المعنية بتنظيم حفل لتكريم الأطفال الفائزين في المسابقة، لكنهم فوجئوا باقتحام الأمن القاعة، والقبض عليهم.
يذكر أن وزارة الداخلية التونسية كانت قد أغلقت مدرسة قرآنية في مدينة الرقاب بمحافظة سيدي بوزيد (وسط غرب) في فبراير 2019، بدعوى “ممارستها نشاطا مشبوها وممارسة العنف ضد أطفال، وتلقينهم أفكارا متشددة”.
معهد زيد بن ثابت لعلوم القرآن
وتأسس معهد زيد بن ثابت لعلوم القرآن بتونس يوم 22 فبراير 2013، ويسعى المعهد إلى إعداد جيل قرآني فاعل يحيي سنة الإقراء ويقرن بين العلم والعمل.
ويهدف المعهد إلى تعليم أحكام التجويد وقواعد التلاوة لكافة فئات المجتمع، وتأهيل معلمي ومعلمات القرآن الكريم، وإعدادهم إعدادا علميا وتربويا ومهاريا.
كما يهدف إلى إحياء سنة الإقراء وتخريج الحفاظ المجازين في القراءات مع الإسناد المتصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإحياء سنة الحفظ مع التفسير، ونشر البحوث والدراسات القرآنية لتطوير مناهج وأساليب تعلم وتعليم القرآن الكريم.
وفي تونس مدينة تلقب بـ”مدينة حفظة القرآن” هي بني خداش الواقعة في أعالي جبال الجنوب الشرقي التونسي، حيث تخرج قرابة 500 حافظ لكتاب الله بين نساء ورجال وأطفال، ويتوزع أكثر من 400 إمام من أهل المنطقة على كامل محافظات تونس.
تحفيظ القرآن في مدارس تونس
وفي أبريل 2016، صدر قرار مشترك من وزارتي الشؤون الدينية والتربية في تونس بتحفيظ القرآن في المدارس خلال الصيف.
القرار أثار في حينها جدلا واسعا في الأوساط الثقافية والسياسية، وصل حد اتهام الوزارتين بالانحراف بدور المدرسة، وبتعليم الأطفال ما وصف بالفكر المتطرف.
ووفق مختصين في الشأن الديني في تونس، فإنه منذ عهد الاحتلال الفرنسي لتونس (1881ـ1956) إلى اليوم لم ينقطع تحفيظ القرآن، وإن تعثر في بعض المراحل السياسية.
المصدر: الجزيرة.