الخبير التربوي خالد الصمدي يكتب: التعليم الأصيل الجديد خيار تربوي رشيد
هوية بريس – الدكتور خالد الصمدي
يعتبر التعليم الأصيل بتاريخه ومؤسساته أصل المدرسة المغربية وجذرها العميق، به عبر المغاربة عن تشبثهم بأصالتهم، واعتبروه منذ مرحلة الاستعمار نموذجهم التعليمي الذي يشبههم وينسجم مع هويتهم، ومنه تخرج أطر الدولة والمجتمع الذين أسهموا في تلبية حاجيات المغرب في مختلف مجالات التنمية بعد الحصول على الاستقلال.
ثم أتى عليه حين من الدهر تراجعت فيه هذه الأدوار حين تعرض للتهميش في غياب إرادة حقيقية لتجديده وتطويره، بل سعى البعض في غير ما محطة من محطات إصلاح المنظومة التربوية إلى إماتته وإقباره، لكنه في كل مرة كان عصيا على الانقلاع لعمق جذوره بفضل الله ثم بجهود الخلص من أبناء هذا الوطن الذين حملوا مشعل تجديده وتطويره، ومد جسوره مع باقي مكونات التعلم المدرسي والجامعي المغربي.
وأصبح منذ الميثاق الوطني للتربية والتكوين إلى القانون الإطار 17-51 جزءا لا بتحزأ من المنظومة التربوية المغربية، فانبعثت شتائل التعليم الأصيل الجديد في مختلف ربوع الوطن بمبادرات تحتاج الى دعم وسقي حتى تنبت وتزهر، وأقبلت عدد من مؤسسات التعليم الخاص في كبريات المدن المغربية على اختيار هذا النموذج الناجح لبناء مشروعها التربوي الذي يضمن إلى جانب جميع مواد التعليم العام الأدبية والعلمية واللغات الأجنبية تكوينا جيدا في اللغة العربية، والقرآن الكريم والمواد المرتبطة به.
فأصبح “التعليم الأصيل الجديد” بهذه التسمية الجميلة نموذجا لخيار تربوي ضمن المسار المتنوع للمنظومة التربوية المغربية يجمع بين الهوية والتنمية، جيل جديد من مؤسسات التعليم الأصيل ينفتح على جميع التخصصات الأدبية والعلمية والتقنية ما بعد التعليم الإلزامي،
إنه نموذج تربوي متميز يحتاج الى أن يعرف به وبخصوصياته المنهجية والبيداغوجية والقيمية بين الآباء والأمهات خاصة ونحن على أبواب الدخول المدرسي الجديد، وأن يمنح من الوزارة الوصية حقه الذي ينص عليه القانون من البنية التحتية والتجهيزات وتكوين الأطر المتخصصة، وأن يوضع في بؤرة اهتمامها على مستوى خارطة طريق الإصلاح، فمنظومتنا التربوية بتنويع العرض التربوي فيها قادرة على ربح رهان الأصالة والانفتاح، في مدرسة الانصاف وتكافؤ الفرص والجودة للجميع.