الخصومة مع إيران تخيم على قمة الظهران بالسعودية
هوية بريس – الجزيرة
تتركز أعمال القمة العربية التي تستضيفها السعودية الأحد حول ثلاثة مواضيع رئيسية، هي الحرب في سوريا، ومستقبل القدس قبل شهر من نقل السفارة الأميركية إليها، والتصعيد في اليمن.
غير أن الرياض ستسعى خلال القمة الـ29 في مدينة الظهران بالمنطقة الشرقية إلى التعبئة ضد إيران خصمها الأكبر، وذلك قبل أسابيع من قرار أميركي مرتقب قد يؤدي إلى انسحاب واشنطن من الاتفاق الدولي بشأن البرنامج النووي الإيراني، بحسب ما يرى محللون.
النفوذ الإيراني
ويقول المحلل في معهد الدراسات الدولية والشؤون الإستراتيجية كريم بيطار إن السعودية “ستدفع باتجاه موقف أكثر حزما ضد إيران، ليس بالضرورة حول الملف النووي، لكن أيضا بشأن النفوذ الإيراني في دول عربية، خصوصا العراق وسوريا ولبنان واليمن”.
وتتمتع إيران بنفوذ كبير في الشرق الأوسط وتدعم مجموعات شيعية مسلحة موالية لها في عدد من دول المنطقة، على رأسها حزب الله اللبناني.
وتتحالف إيران في سوريا مع نظام الرئيس بشار الاسد، وتقدم له دعما عسكريا كبيرا بشكل مباشر وعبر مستشارين عسكريين ومجموعات مسلحة، مما ساهم في استعادة القوات السورية خلال السنوات الأخيرة مناطق كانت خسرتها لصالح مقاتلي المعارضة أو التنظيمات المتطرفة.
وفي اليمن -حيث تخوض السعودية على رأس تحالف عسكري حربا منذ أكثر من ثلاث سنوات- تؤيد طهران بشكل علني المتمردين الحوثيين الذين يقاتلون هذا التحالف، لكنها تقول إن تأييدها هذا ينحصر بالجوانب السياسية، نافية تهريب أسلحة لهم، كما أن الجماعات المسلحة الموالية لإيران في العراق تحظى بنفوذ كبير، وهي قريبة من الحكومة.
ويرى الأستاذ المساعد في الدراسات الدفاعية في “كلية كينغز” بلندن أندرياس كريغ أن “السعودية والإمارات ودولا عربية أخرى -بينها مصر- “تقود الدفع نحو “احتواء” إيران في المنطقة.
ويضيف أن السعودية توجهت أيضا نحو العراق “من أجل محاولة بناء علاقات والتعامل مع الميليشيات هناك”. وتابع “يمكن القول إن إيران في صلب القمة”.
ويشارك في القمة قادة ومسؤولون من 21 دولة عربية من أعضاء جامعة الدول العربية الـ22، وتغيب سوريا التي لا تزال عضويتها معلقة منذ أن اتخذ قرار بذلك قبل نحو سبع سنوات على خلفية تعامل النظام السوري بقسوة مع المظاهرات المطالبة بالتغيير في بداية النزاع.
وقال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان خلال زيارة رسمية لباريس هذا الأسبوع ردا على سؤال عن إمكانية انضمام بلاده إلى ضربات محتملة في سوريا “إذا كان تحالفنا مع شركائنا يتطلب ذلك فسنكون جاهزين”.
وبعد سنوات من المطالبة بتنحي الأسد بدلت السعودية من موقفها، وبدت على لسان ولي العهد الشاب مقتنعة بأن الرئيس السوري باق.
بقاء الأسد
ويوضح بيطار أن “القوى الإقليمية التي بدت في السابق مصممة على إسقاط النظام السوري -خصوصا السعودية وتركيا- قبلت الآن بالوضع الراهن وبأن الأسد باق”.
لكنه يضيف أن الإيرانيين “يدركون جيدا” بدورهم أن الأسد “غير قادر على تسيير الأمور وحده، وقد بدؤوا يقتنعون بأنه سيتوجب عليهم أن يتفاوضوا حول حدود نفوذهم” في سوريا.
إلى جانب التطورات السورية يمثل الوضع في اليمن والاتهامات السعودية لإيران بتأجيج النزاع فيه موضوعا رئيسيا على جدول أعمال القمة، خصوصا مع تصعيد المتمردين الحوثيين هجماتهم الصاروخية على أراضي المملكة.
وأعلن التحالف العربي الخميس أن القوات السعودية تمكنت من اعتراض صاروخ بالستي أطلق باتجاه المملكة غداة قيام المتمردين الحوثيين بمهاجمة السعودية بطائرتين من دون طيار وبثلاثة صواريخ بالستية.
ويأتي انعقاد القمة العربية قبل نحو شهر من نقل السفارة الأميركية إلى القدس في مايو/أيار المقبل، الأمر الذي تراه تل أبيب “تاريخيا”، في حين يندد به الفلسطينيون.
وتعتبر إسرائيل القدس بشطريها عاصمتها “الأبدية والموحدة”، في حين يطالب الفلسطينيون بأن تكون القدس الشرقية عاصمة لدولتهم المنشودة.
باطل
وجدد وزراء الخارجية العرب في اجتماع تحضيري للقمة في الرياض الخميس رفضهم الخطوة الأميركية، معتبرين أن قرار نقل السفارة يعتبر “باطلا” ويشكل “خرقا خطيرا للقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة”.
وينتظر من القمة أن تصدر إعلانا بهذا الشأن، إلا أنه من غير المؤكد ما إذا كانت الدول العربية ستتخذ خطوات فعلية لمواجهة هذا القرار أم أنها ستكتفي بالإدانة.