الخطاب المتعلمن حول الإسلام نتيجته المنطقية المساس بإمارة المؤمنين
هوية بريس – متابعات
اعتبر د.إدريس الكنبوري أن الحملة من أجل تغيير مدونة الأسرة بدأت تتبخر سريعا.
وأضاف المحلل السياسي في منشور له على الفيسبوك “فقد كشفت جلسة الأسئلة الشفوية بالبرلمان أن فرقاء الحكومة تسير عكس مواقف الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة وزير العدل عبد اللطيف وهبي الذي وضع بيضه كله في سلة الجهة الأخرى؛ ليجد نفسه وحيدا.
وهبي ساعد خصومه على نفسه؛ وعاونهم في خطة عزله سياسيا؛ إذ بدا أنه اطمأن إلى الصمت الحكومي وصمت الأطراف الأخرى فبدأ يصوب في كل اتجاه؛ واندفع بقوة غير هياب؛ حتى أعطى الانطباع بأن المغرب صحراء خاوية وأن شوارعه لا يتجول فيها سوى الحداثيون..
لكن ما قام به وهبي لا علاقة له بالوعي السياسي؛ فالمفروض في أي رجل سياسي عندما يضع قدميه في الحكومة أن يترك الدين في مقر الحزب؛ لأن إمارة المؤمنين هي الوحيدة التي لديها الحق في الكلام في الدين؛ وكان عليه أن يستفيد من عبد الإله بنكيران الأكثر فهما لهذه المعادلة بين الدين والسياسة في المغرب.
فرغم أن حزب العدالة والتنمية يعلن أنه ذو مرجعية إسلامية إلا أن بنكيران عندما وصل إلى رئاسة الحكومة أعلن بوضوح أن الدين بيد أمير المؤمنين؛ فأعطى بذلك مثالا لرجل الدولة الذي يفهم الأمور؛ وإذا كان هذا حصل لحزب ذي مرجعية إسلامية تشترك في نقاط عدة مع إمارة المؤمنين فما أدراك بحزب يعلن مرجعية علمانية؟”.
وأضاف الكنبوري “جزء مما يسمى النخبة السياسية بحاجة إلى فهم خصوصية المغرب وطبيعة مؤسساته؛ والدليل هذا التسيب الذي نلاحظه في مواقف بعض الأطراف؛ حتى وصلنا إلى التشكيك في الثوابت عندما تحدث عنها وزير في الحكومة قبل أيام فانتفضت ضده بعض الجمعيات النسائية رافضة الحديث عن الثوابت؛ مع أنها تعرف بأن من الثوابت إمارة المؤمنين؛ ألا يؤكد هذا ما نقوله دائما؛ أن الخطاب المتعلمن حول الإسلام نتيجته المنطقية المساس بإمارة المؤمنين؟ ورحم الله الإمام الغزالي الذي قال “الدين أصل والسلطان حارس؛ فما لا أصل له فمهدوم وما لا حارس له فضائع”.