الخوض مع الخائضين مصيبة كبرى
هوية بريس – مصطفى الجامعي
نموذج دعاني لتتبع ما يكتب وما يقال وردود الأفعال فيما يخص الضجة الكبرى التي أحدثتها تافهة من التافهات بالمغرب.
كثير من التافهين الذين لا قيمة لهم تذكر ، صارو نجوما وأبطالا وأخذوا أنظار أمة بأكملها وشغلوها عن مصيرها بتفاهاتهم وتفاهة التافهين ممن إنشغلو بنشر تفاهاتهم ونفاياتهم.
فدفعني فضول الإطلاع إلى البحث عن صفحتها بالفيسبوك التي ادعى مجاهدو الوهم أنهم أوقفوها أو أغلاقوها بسبب تبليغاتهم ، لكن الأمر كان مجرد مناورة منها حين ادعت أخيرا أنها تتعرض مع عائلتها لتهديدات من المتطرفين مما جعلها تغلق حسابها وتتراجع من الخوف عن تصريحاتها المسيئة للإسلام وفي نفس التعليق الذي تدعي فيه التراجع عن تصرفاتها تستهزئ بطريقة أخرى.
طبعا هي أستاذة الفلسفة التي لا تعرف كيف تخط كلمة خالية من الأخطاء اللغوية ومع ذلك تسهر على تعليم أبناءنا،
وقد نشرت تدوينتها الركيكة على الصورة وهي تعلق على فيديو للمدعو “الشيخ وسيم” الذي يقدم خدمات مجانية لأمثالها بخرجاته الشاذة التي سمعت عنها من قبل ولم أشاهدها إلا في صفحتها وهي فعلا مثيرة لأن فأس الهدم داخلية ،
ومما يدعو للعجب أن مثل هذه النماذج تسترزق من جيوب ضرائب الشعب المغربي ،
وتطعن في معتقده ودينه ليل نهار ولا من يوقف هذا الإستخفاف بأمة بأكملها .
هل الدولة عاجزة أن توقف مثل هذا الخرق الواضح للقانون في مثل هذه التصرفات التي تتنافى مع حرية التعبير الذي يتمترس وراءها كل حثالة من الحثالات لبث سمومه وشغل الناس وتمزيقهم ؟!
فحرية التعبير لا تعني أبدا أن تسب أو تشتم أو تستهزئ بدين أمة أو رموزها أو مقدساتها ،
ومن خلال تتبعي للضجة إنقسم الناس إلى ثلاثة أقسام .
1 قسم نزل إلى الحضيض وتقمص عباءة الدفاع عن الإسلام وعن نبيه مستعملا سلاح التهديد والوعيد والدعشنة والسب والشتم بأقبح وأنبى العبارات ظانا أنه يقدم خدمة للإسلام وهو في الحقيقة أكبر مسيء مما يقدم به خدمة مجانية لمثل هذه الحثالات وهم لا طائل من ورائها غير تشفي الأعداء من حالنا .
2 وقسم سكت غير مبال ولا آبه بما يحدث
ومن بينهم الذين ترفعو عن الخوض فيما لا طائل من ورائه وهو مجموعة من العلماء المغاربة الأجلاء الذين تعرضو بدورهم لحملة شرسة من الإنتقاد من الفريق الثالث الذي كان يرى في نفسه المدافع الأول عن الإسلام .
3 القسم الثالث المتزن بعض الشيء كرس حملته الشرسة في نقده اللاذع للعلماء وللدولة والمسؤولين واعتبر سكوتهم خذلانا للدين ، دون أن ينظر إلى الواقع والتأثيرات المحيطة والأبعاد والمئالات .
4 القسم الرابع من العقلاء والعلماء والدعاة الذين دافعوا بالكلمة السديدة في غير تفريط ولا إفراط نصحو ووجهو وبينو ولم يسبو أحدا ولم يطعنو بل دعاوا الجهات المختصة لإيقاف هذا التسيب بإرادة القانون والعدالة .
وكختام لجولتي حول ظاهرة انتشار الملحدين والطاعنين في الإسلام ، فإن هذه الظاهرة لم تخرج للواقع من فراغ وإنما هي ظاهرة وراءها ما يغديها مما علق في التاريخ الإسلامي من التحريف وسوء الفهم لرسالة الإسلام مما فتح شهية منظمات يهمها إثارة الشبهات حول الإسلام .
ووراءها تقصير كبير من علماء المسلمين في الإجابة عن تساؤلات الشباب حول ما يثار حولهم من شبهات تصدهم عن دينهم أو تهز من ثوابت إيمانهم.
وعليه أدعو العلماء والباحثين لخلق مرصد للرد على الشبهات ولدراسة أسباب إنتشار الإلحاد بين المسلمين ، وليكون منصة توجه الشباب توجيها صحيحا يتماشى مع وسطية الإسلام المنشودة .