الدخول المدرسي.. مختص تربوي: لابد من “مجانية” المستلزمات الدراسية في المؤسسات التعليمية

07 سبتمبر 2024 16:27

هوية بريس-متابعات

اعتبر حسن عديلي، عضو لجنة التعليم والثقافة والاتصال السابق بمجلس النواب، أن الدخول المدرسي سيشكل امتدادا لمعاناة الأسر مع الغلاء الذي استشرى منذ سنتين، وقال إن الأسر المغربية وخاصة ذات الدخل المحدود تعيش ظروفا صعبة على مستوى مواجهة متطلبات الحياة بالنظر الى الارتفاع المهول للمواد الاستهلاكية دون استثناء كالمحروقات والمواد الغذائية والخضر والفواكه.
وأوضح عديلي في تصريح لموقع حزب العدالة والتنمية، أن الدخول المدرسي لا يشذ عن هذه القاعدة بالنظر الى ما يروج من أخبار حول الزيادة في مستلزمات الدراسة، وأضاف أن محطة الدخول المدرسي تأتي بعد محطات اجتماعية ودينية تستنزف جيوب المغاربة كعيد الأضحى والعطلة الصيفية، حيث عانت الأسر ذات الدخل المحدود، وبالتالي فلا شك أن الدخول المدرسي عنده أثار على جيوب المواطن، ينضاف الى ذلك القرار الحكومي بتوقيف العمل بالبرنامج الذي دام لسنوات طويلة جدا وهو البرنامج الملكي “مليون محفظة”.
وأبرز عضو لجنة التعليم والثقافة والاتصال السابق بمجلس النواب، أن هذا القرار الحكومي فيه عدد من الإشكالات، من بينها أن هذا البرنامج لم يكن يستهدف تحديدا الفئات الضعيفة، ففي المستوى الأول كان التلاميذ يستفيدون جميعا بدون استثناء من محفظة كاملة، ثم باقي المستويات يستفيدوا من بعض اللوازم.
اليوم يضيف عديلي، كون الحكومة تريد أن تدخل هذا البرنامج في منظومة الدعم المباشر هذا فيه إشكالات متعددة، بالنظر إلى أن الكلفة التي حددت ما بين 200 و300 درهم للتلميذ الواحد هي كلفة هزيلة جدا بالنظر الى الكلفة الحقيقية للمحفظة والتي يقدرها البعض في المستوى الابتدائي ما بين 400 و 500 درهم.
وعلى صعيد آخر، اعتبر أن معيار ما يسمى بـ “المؤشر” هو متفلت ويطرح إشكالات متعددة، فاليوم يستفيد الشخص أو الأسرة من مبلغ 500 درهم ثم تقطع عليه بجرة قلم في الشهر الموالي لأنه اشترى دراجة نارية أو هاتف، وبالتالي عدد من الأسر التي ستجد نفسها لا تستفيد لا من برنامج مليون محفظة أو ما يسمى بالدعم يقول عديلي.
وكشف المتحدث نفسه، أنه من الناحية الفلسفية حين تطرح مبادرة مليون محفظة، هي ليست مبادرة ذات بعد اجتماعي وإنما هي مبادرة رمزية بمعنى “أننا نعطي قيمة للعملية التربوية ونتعامل معها كعملية تنموية، كون التعليم يساهم في التنمية وهو مستقبل المجتمع ومستقبل المواطن، ولذلك لا يشترط أن يكون الانسان ضعيفا أو ينتمي لأسرة هشة وإنما التفاتة رمزية تهم الجميع”.
واسترسل “اليوم لما ندخل هذه المبادرة إلى منظومة الدعم بمعنى أننا ننظر إليه كقطاع اجتماعي غير مربح استهلاكي مثل الدقيق المدعم والاعلاف للماشية نعطي 200 درهم لشراء الكتب لذلك فهذه الفلسفة لا تضع الأمور في نصالبها الحقيقي”.
ويرى المتحدث ذاته، أن الخدمة المدرسية ليست خدمة اجتماعية بل خدمة تنموية، والتلميذ هو إطار المستقبل ورجل الغد، إذن هذا استثمار في المستقبل وهذا الأخير لا ينبغي أن ننظر إليه من الزاوية الاجتماعية، مشيرا إلى أن الكثير من المنظومات التربوية في الغرب تدعم قضية مجانية المستلزمات الدراسية حيث يجد التلميذ مستلزماته ووزرته، وهذا دليل على أن المسؤول الحكومي ينظر الى التعليم كقطاع استراتيجي تنموي.
وقال إنه كان ينبغي أن تفكر الحكومة في معالجة اختلالات برنامج مليون محفظة لا أن تدمجه في برامج الدعم الاجتماعي، معتبرا الإقدام على هذا الأمر فيه قصور في تصور الحكومة للفعل التربوي بصفة عامة.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M