الدعم التربوي: أهميته مهامه
الحسين باروش
هوية بريس – الإثنين 07 دجنبر 2015
إن أهمية الدعم تكمن في مدى ارتباطه ارتباطا أفقا وعموديا مع المنظومة التربوية التعليمية بشكل عام، ومع التقويم بشكل خاص؛ فحينما نتحدث عن الدعم البيداغوجي، حينئذ نتحدث بالضرورة عن المتابعة والمصاحبة لركن من أركان المنظومة ألا وهو التقويم التربوي، وحديثي في هذا المقال هو عن الدعم البيداغوجي الذي يعتبر من الركائز الأساسية في تشخيص الأخطاء وفي دعمها، لكن المشكل يغفل عنه الكثير من المدرسين، بالإضافة إلى هذا المشكل هناك مشكل آخر فيما يخص سواء التقويم أو الدعم وهو أن الملاحظ في عمليات التقويم أو الدعم التي تكون داخل المدرسة المغربية لا تهتم إلا بما هو معرفي، ولا تعير أي اهتمام للصعوبات والمعوقات النفسية والمادية والاجتماعية للمتعلمين.
ذلك أنه لا يمكن أن نهتم ببعد واحد من شخصية المتعلم؛ حيث إن عملية التعلم تتحكم فيها كل الأبعاد المختلفة لشخصية المتعلم، ووسطه المادي والثقافي عامة؛ وعليه وجب خلق أشكال وإبداع طرق جديدة في التقويم وفي الدعم داخل مدارسنا، فبما أننا نربي المتعلم على أبعاد ثلاثة؛ تنمية المعارف، وتشكيل المهارات ثم ترسيخ القيم، فلا بد إذن من تقويم ودعم ينصب في قالب هذه العناصر التي يمكن من خلالها أن تساعد في إصلاح المنظومة التربوية وأطرها.
وليكن في علم الجميع أن للدعم أهمية قصوى في الرقي بالمتعلم وبالمنظومة ككل؛ فالدعم عملية لا تهتم بالصعوبات والتعثرات والأخطاء فقط، وإنما كذلك تراعي وتيرة التعلم لدى كل مجموعة من المتعلمين، وبقدر ما يولي عناية خاصة بذوي الصعوبات، فإنه يهتم بالمتعلمين المتوسطين، وبالمتفوقين حسب ما يلاءم كل فئة ويغني تجربتها، ويطور أداءها.
ولابد من الإشارة في هذا المقال إلى تعريف الدعم وأقسامه ولو بشكل موجز، حتى يكتسي صبغة العلمية:
الدعم: هو تقويم القدرات في نهاية دورة التعلمات.
المعالجة: هي تجاوز التعثر أثناء التعلم.
أما أقسامه فخبراء التربية يقسمونه حسب المنهج المعتمد لديهم وأولويته عندهم؛ واقتصرت في هذا على كتاب الدكتور العربي اسليماني “المعين في التربية” لإبراز الملامح والتقسيمات الكبرى للدعم وهي على الشكل الآتي:
الدعم الموازي: هو الدعم التكميلي الذي يستفيد منه المتعثر دراسيا، وهو ملزم بالحضور إلى قاعة الدرس، كأنشطة التلفزة المدرسية والبرامج التربوية.
الدعم الداخلي: هو الدعم الذي يقدمه المدرس للمتعثرين داخل القسم في شكل أنشطة داعمة ووفق خطة دقيقة.
الدعم الخارجي: دعم يتم خارج الحصص النظام كالدروس الخصوصية والتمارين والفرض التي تنجز خارج البيت، والساعات الإضافية.
الدعم الفوري: دعم مباشر ينجز في شكل تدخلات لحظية صريحة من طرف المدرس داخل القسم خلال عملية التدريس، ومنه الإعادة والتوضيح والتصحيح.
الدعم المرحلي: يقصد به مختلف الإجراءات والعمليات الداعمة التي ترافق وتزامن الفعل التعليمي-التعملي خلال فترة معينة، دورة دراسة مثلا1.
وختاما فرسالتي لكل مدرس يريد أن يقدم العون لتلامذته، أقول له: “إياك وإياك أن تغفل عن هذا الركن القويم في العملية التعليمية التعلمية”؛ فهو يعالج المكتسبات السابقة، ويطور أداء المعلمين سواء المتفوقين أو الأقل درجة منهم، فلا بد وأن نعطي أهمية وأولوية للدعم البيداغوجي.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- “المعين في التربية”، للدكتور العربي اسليماني، ص:276/277.