الدعوة إلى تعزيز التعاون في مجالات المعرفة وتدبير المجالات البحرية الإفريقية

11 أكتوبر 2025 00:46

هوية بريس – و م ع

اختتمت، اليوم الجمعة، أشغال ندوة التعاون الإفريقي في مجالات الهيدروغرافيا وعلم المحيطات والخرائطية البحرية، المنعقدة من 8 إلى 10 أكتوبر الجاري بالدار البيضاء، بالدعوة إلى تعزيز التعاون في مجالات المعرفة وتدبير المجالات البحرية الإفريقية.

وفي كلمة بمناسبة اختتام هذه الندوة، التي نظمتها إدارة الدفاع الوطني والبحرية الملكية، تنفيذا للتعليمات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، أبرز الكونتر أميرال، محمد طحين، مفتش البحرية الملكية أن المشاركين، طوال أشغال الندوة، “أكدوا بوضوح وقناعة، على الضرورة الاستراتيجية لتعزيز التعاون في المعرفة وتدبير مجالاتنا البحرية، على الصعيدين القاري والدولي”.

واعتبر الكونتر أميرال، محمد طحين، أن التبادلات والمواضيع التي تمت مناقشتها مكنت من الخروج برؤية مشتركة تركز على أهمية ضبط المجال العلمي وتملكه.

وأضاف أن “اختتام هذه الندوة لا يعد نهاية لعملنا المشترك، بل يمثل بداية مرحلة جديدة تهم التنزيل والتكريس”.

وتابع أن الأمر يتعلق بـ”مرحلة من الالتزام المتبادل بالمشاركة المتواصلة والفعالة لخدماتنا الهيدروغرافية في مختلف اللقاءات في هذا المجال، على المستويات الإقليمية والقارية والدولية، لتعزيز صوت أفريقيا والدفاع عن هذه الرؤية المشتركة للسيادة والشمول وملكية المجال البحري”.

وفي السياق ذاته، أكد الأميرال أيو أولوجبود، مدير الخدمات الهيدروغرافية النيجيرية، على أهمية هذه الندوة باعتبار أنها تشكل منصة للتبادل حول التعاون الأفريقي في مجالات الهيدروغرافيا، وعلم المحيطات، ورسم الخرائط البحرية.

وأشار إلى أن هذه الندوة شكلت فرصة لتبادل الخبرات والمعارف، والانخراط في حوار معمق حول دور المعلومات في مجالات الهيدروغرافيا وعلم المحيطات في الأمن البحري والتدبير المستدام للموارد البحرية.

كما أكد على أن الهيدروغرافيا تشكل عنصرا أساسيا في أي تنمية بحرية أو ساحلية وطنية.

من جانبه، عبر روي دا سيلفا، نائب الممثل الدائم لغينيا بيساو لدى المنظمة البحرية الدولية، عن شكره للمغرب على تنظيم هذه الندوة المهمة، مؤكدا أن التعاون الأفريقي في مجال الهيدروغرافيا وعلم المحيطات والخرائطية البحرية يتطلب رؤية مشتركة.

وأضاف أنه “من خلال هذا اللقاء، تمكنا من الاطلاع على أفضل ممارسات الدول الأفريقية الأكثر تقدما في هذا المجال، مثل المغرب ونيجيريا. سنتمكن من المضي قدما بدعم بعضنا البعض”.

عرفت ندوة التعاون الإفريقي في مجالات الهيدروغرافيا وعلم المحيطات والخرائطية البحرية، المنظمة في إطار رئاسة المملكة المغربية للجنة الهيدروغرافية للمحيط الأطلسي الشرقي، للفترة 2024-2026، مشاركة دول أعضاء وشركاء أفارقة في اللجنة الهيدروغرافية للمحيط الأطلسي الشرقي، بما في ذلك مصلحة الهيدروغرافية النيجيرية، ممثلة بالأميرال أيو أولوجبود، بالإضافة إلى ممثلين عن المنظمة الهيدروغرافية الدولية، والمركز الإقليمي لتوزيع الخرائط الإلكترونية، وممثلي الخدمة الهيدروغرافية والمحيطية للبحرية الوطنية الفرنسية.

شكل حفل اختتام هذه الندوة فرصة لتقديم سلسلة من المخرجات. وفي هذا الإطار، أجمع المشاركون على تشجيع عقد هذا النوع من اللقاءات بانتظام، بهدف تعزيز علوم الهيدروغرافيا والمحيطات والخرائطية البحرية في القارة الأفريقية، وخاصة في منطقة شرق الأطلسي.

وأكدوا أيضا على الدور الاستراتيجي للهيدروغرافيا كرافعة أساسية لضمان الأمن البحري، وتنمية الاقتصاد الأزرق، وتحسين الإدارة المستدامة للموارد البحرية، والحفاظ على البيئة الساحلية، ومواكبة سياسات التكيف في مواجهة آثار تغير المناخ.

من جهة أخرى، دعا المشاركون المنظمة الهيدروغرافية الدولية إلى مواكبة دول المنطقة، من خلال برنامج تنمية القدرات، بهدف تعزيز قدراتها في مجالات الهيدروغرافيا وعلم المحيطات والخرائطية البحرية.

كما اقترح المشاركون تنظيم بعثات خبراء مشتركة لتبادل المعارف والخبرات بين دول المنطقة في مجالات الهيدروغرافيا وعلم المحيطات والخرائطية البحرية، مبرزين أهمية إنشاء لجنة تنسيق وطنية في مجالات الهيدروغرافيا وعلم المحيطات والخرائطية البحرية، تماشيا مع توصية المنظمة الهيدروغرافية الدولية. وقد تمت الإشادة بالتجربة المغربية في هذا الصدد.

من جانب آخر، أقر المشاركون بالتداخل والترابط القائم بين الهيدروغرافيا وعلم المحيطات من أجل دعم سلامة الملاحة والإدارة المستدامة للمحيطات والاقتصاد الأزرق.

وفي هذا السياق، دعوا المنظمة الهيدروغرافية الدولية إلى دعم الدول الإفريقية في المنطقة من أجل إنشاء مركز تميز إقليمي للتكوين في مجال الهيدروغرافيا مخصص لتنمية المهارات في هذه المجالات، مع العلم أن المملكة المغربية ونيجيريا قد قدمتا مشاريع تكوينية في هذه المجالات للمنظمة الهيدروغرافية الدولية.

كما دعا المشاركون أيضا دول المنطقة إلى المساهمة في برنامج الخريطة العامة لقياس أعماق المحيطات (GEBCO) المشترك بين المنظمة الهيدروغرافية الدولية واللجنة الأوقيانوغرافية الدولية، وفقا لتوصيات المنظمة الهيدروغرافية الدولية.

وتمحورت أشغال هذه الندوة حول مواضيع تهم رهانات التعاون الإفريقي في مجالات الهيدروغرافيا وعلم المحيطات والخرائطية البحرية، حيث سلطت المناقشات الضوء على تقاسم التجارب الوطنية، مستشهدة بأمثلة من المملكة المغربية ودول شريكة أخرى، بالإضافة إلى عرض مشاريع هيكلية يقودها المغرب، من قبيل المبادرة الملكية الأطلسية ومشروع خط أنبوب الغاز نيجيريا -المغرب.

وتضمن البرنامج أيضا تنظيم زيارة استطلاعية على متن سفينة المسح البحري والخرائط “الدار البيضاء” التابعة للبحرية الملكية، من أجل تقديم أحدث جيل للمعدات وأدوات القياس المستخدمة في جمع وتحليل ومعالجة البيانات الهيدروغرافية والمحيطية، وبالتالي المساهمة في سلامة الملاحة والبحث العلمي البحري.

آخر اﻷخبار

التعليق


حالة الطقس
19°
19°
السبت
19°
أحد
19°
الإثنين
19°
الثلاثاء

كاريكاتير

حديث الصورة