الدكتور الودغيري يعلق على استعمال لفظة “شَرعَنَ”
هوية بريس – متابعة
تحت عنوان “استعمال شَرعَنَ”، كتب عالم اللسانيات المغربي الدكتور عبد العلي الودغيري “لا أستسيغ استعمال المعاصرين الشائع لفعل: شَرْعَنَ يُشَرْعِنُ شَرْعَنةً بمعنى: شَرَّعَ وسَنَّ وسَوَّغَ وأسبَغَ عليه الشَّرعية والمشروعية وصفةَ الحق، ونحو ذلك. فهو ليس على مقاييس اللغة المعيارية الصحيحة. وزيادة النون فيه لا أعرف مصدرَها ومَأتاها، فهي غريبة متطفِّلة على المادة المعجمية الأصلية ( ش ر ع) بدون وجه”.
وأضاف الأستاذ الجامعي في تدوينة نشرها على حسابه في فيسبوك “إلا أن يكون شيئًا من العبث الذي يأتيه على عجلةٍ مَن لا بصيرة له بقواعد العربية وطريقة اشتقاق ألفاظها وتوليد الجديد المفيد منها، ولا وقت يجده لمراجعة كتب القواعد. ولاسيما أن زيادة هذه النون الغريبة في (شَرعَنَ) لا تفيد معنى جديدًا عما في (شَرَّع واشترَعَ)، وكذلك وجودها في (شَرْعَنة) لا يُضيف معنى جديدًا لما في (شَرعية)”، مردفا “وربما قاسُوا ذلك على بَرهَنَ بَرهنَةً، وبَلقَنَ بَلقَنةً، ونحوهما، ولكن لا وجه لهذا القياس الشعبي الذي عادة ما يلجأ إليه من لا خبرة له بطرُق القياس والاشتقاق الصحيحين فيُدخل في اللغة ما لا يجوز وما لا يصح، حتى إذا جَرَى على الألسنة فرضَ نفسه بقوة الغَلَبة وكثرة الاستعمال لا بقوة القانون الاشتقاقي والصرفي. وإلا فالنون في برهَن من البُرهان وفي بَلقَن من البَلقان، أي أنها جزء من بنية الكلمة. أما في شَرعَنَ فلا نون في مادتها الأصلية. والأَولَى -بل الصحيح- استعمال فعل اشترَعَ أو شرَّع، كما هو وارد في كل القواميس القديمة والحديثة والمعاصرة”.
وتابع الدكتور الودغيري “وقد أثير جدلٌ قديم حول استعمال برهَنَ، فقال بعضُهم لا يصحُّ، وأن صوابه: أَبَرهَ إِبراهًا، أي أتى بالبُرهان. ولكن جمهور المعجميّين والاشتقاقيّين ردُّوا هذا بأنَّ بَرهَن مأخوذٌ من (بُرهان) وهو لفظ قرآني (قُلْ هاتوا بُرهانَكُمْ). فانقطَع الجدال”.