الدكتور خالد الصمدي: التربية الإسلامية.. سوق الشغل، ومؤشرات التنمية!
هوية بريس – الدكتور خالد الصمدي
كثر الحديث عن علاقة التعليم بسوق الشغل، ومن ثم وقع الاهتمام بالمواد الدراسية العلمية والتقنية ذات الصلة بالعمران على حساب المواد التي لها علاقة ببناء الانسان، ومنها مادة التربية الإسلامية.
وكثيرا ما أسمع من بعض المدافعين عن حضور هذه المادة في المنظومة التربوية أن دورها الأساس يتمثل في تحصين التلاميذ ضد مظاهر التطرف والعنف وتزودهم بمفاهيم وقيم الوسطية والاعتدال، فيجيبهم آخرون إذن يكفي في ذلك الساعة والساعتان والدرس والدرسان، فهي كافية لمعرفة هوية الأوطان وتنظيم علاقة الناس الفردية بالرحمن، بل يمكن حذفها من بعض التكوينات التي لها علاقة بالتقانة والهندسة والعلوم، وتخصيص معظم الزمن الدراسي للمواد التي لها علاقة بسوق الشغل ومهن العمران.
حتى إذا ساد هذا الفهم، وانساق الناس وراء هذا الوهم نظروا من حولهم فإذا المحاكم قد امتلأت بعد أن كثرت الجرائم والنزاعات وانتشرت، وساد سوء التصرف في الممتلكات العامة فخربت، وخف الإتقان وقل الإخلاص في عمل الإنسان، وزاد الغش وغابت الأمانة في جل الحرف والمهن، واختلت شروط استقرار الأسرة وساءت العلاقات العامة.
واتضح للعموم أن تقدير ذلك بالكلفة المادية يعد بملايير الدراهم، وتأثير ذلك على مؤشرات التنمية مكلف جدا بالأرقام. فإذا ظهرت هذه الأعطاب في التنمية، انتبهوا متأخرين إلى ضعف مكانة مادة التربية الإسلامية في المنظومة التربوية.
إن تعزيز حضور هذه المادة الدراسية يكون بتجديد وتطوير برامجها ومناهجها لتقوم بدورها العقدي، ولتستجيب في نفس الوقت لمتطلبات سوق الشغل وتحقيق التنمية من خلال ترسيخ قيم الأمانة والنزاهة والإخلاص في العمل واحترام الوقت في جميع الحرف والمهن والمهام الإدارية والتدبيرية وجميع المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي تعطي المجتمعات الاستقرار والأمان، فهو الدور المحوري لهذه المادة التي يريد البعض أن يحصر دورها في فضاء المسجد لحظات بعد رفع الأذان.
إن تعزيز حضور هذه المادة في المنظومة التربوية لو تعلمون هو أكبر خدمة لسوق الشغل وأعظم استثمار في التنمية:
قال تعالى ” إن خير من استأجرت القوي الأمين ” صدق الله العظيم