الدكتور زهير لهنا يكتب عن “البهدلة” في غزة

01 يوليو 2024 01:25

هوية بريس – د.زهير لهنا

في غزة، لا يكاد يمر يوم دون أن تسمع كلمة “البهدلة”، هذه الكلمة تُقال بحسرة، تحمل في طياتها صبرًا لا ينفذ وألمًا لا يزول.

الصبر على الحالة “غير اللائقة” التي أُجبر عليها المواطن وخصوصاً النازحين في الخيم، والحسرة على الأيام التي خلت والتي كانت تمنحهم بيت ودفئ وأمان، وأشد أوقات البهدلة التي أشاهدها يوميا هي الأوقات التي يذهب فيها الصغار والكبار للحصول على الماء، فكما يعلم الجميع أن الماء هو شريان الحياة، ولا حياة دونها، فمنذ ساعات الصباح الباكر أترقب هنا الكبار والصغار والرجال وربما النساء يسيروا حاملين أواني مختلفة الأحجام و الأشكال ينتظرون خزانات الماء الصالح للشرب في نقاط متعددة ومعروفة، يكون الطابور منتظماً أحياناً وأحياناً أخرى عشوائي، فالحاجة تخلق أحياناً بعض الفوضى.

في بعض المرات ينفذ الماء فيعود الغزي بالأواني الفارغة محملين بالكثير من الخيبة بعد ساعات انتظار طويلة والحزن يملأ قسمات وجوههم.

قد تكون صورة ‏‏‏شخص أو أكثر‏، و‏متحدث‏‏ و‏حشد‏‏

وأصعب المشاهد هو مشهد طفل لا يقوى جسده النحيل على حمل جرة مليئة بعشرة أو عشرين لترا، فتراه يحملها بصعوبة يمشي بضعة أمتار ثم يضعها على الأرض ليستريح. سعيد لأنه استطاع أن يحصل على الماء لكنه يتألم من ثقل هذا الماء الثمين.

هل يفكر أولئك الذين يفتحون صنابير المياه في بيوتهم كل صباح ليجدوا الماء يتدفق بسهولة؟ هل يدركون أن هناك أطفالًا يصارعون الحياة يوميًا للحصول على القليل من الماء، ويتحملون أعباءً تفوق قدرتهم؟

إن هذا المشهد اليومي والذي لا يعلم له الناس نهاية محددة يدخل في إطار السبيل إلى الإبادة الجماعية لأنه تم بفعل فاعل أصدر أوامره لتجريف وسائل إمدادات المياه لشعب أعزل، وقطع شريان الحياة و”البهدلة الكبرى” هي بهدلة من يرى ويعلم وربما يساعد.

فاللهم ارفع الظلم على عبادك وهون عليهم…

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M