سعدنا اليوم ونلنا الشرف كما نلناه أكثر من مرة في هذا الصرح العلمي بحضور المحاضرة العلمية للعلامة الدكتور محمد الروكي حفظه الله الذي نهلنا شيئا من معين علمه ولم يزدنا هذا الارتواء إلا عطشا.
كانت محاضرة عن “الدلالة اللغوية وأثرها في اختلاف الفقهاء”، قيمة ماتعة أبرز فيها العلاقة الوطيدة أو كما سماها الدكتور اليزيد الراضي: العناق الشديد بين العلوم الشرعية وعلوم اللغة العربية، كما ذكر بعض مظاهر أثر اللغة العربية في الخلاف والتي لخصها في الإجمال، الحقيقة والمجاز، الاشتراك اللغوي، القراءات القرآنية، اختلاف وجوه الإعراب، غرابة اللفظ ثم العموم والخصوص.. إلى غير ذلك.
كما أشاد العلامة بجهود أمازيغ سوس في خدمة العلوم الإسلامية منذ القديم وأبرزها اللغة العربية وقوة تمسكهم بها بالتأليف والتصنيف والتدريس ونبوغ علماء منهم في ذلك وغيره..
وفي الأخير نبه إلى ثقل المسؤولية الملقاة على كاهل طلبة كلية الشريعة باعتبارهم هم أمل الأمة بالنهوض بالعلوم الشرعية وكذلك باللغة العربية ودراستها دراسة أصيلة من منابعها.
وفي ختام المحاضرة التي كانت برحاب ملحقة كلية الشريعة تارودانت-الجشتيمية، ألقى قصيدة {يا أهل سوس} من نظمه وشرفنا بإلقائه ولأول مرة، ثم كان تكريمه بعد ذلك.
قال -حفظه الله- في قصيدته:
يا أهل سوس لكم في القلب مستندُ***من المحبة يرسي أصلها وتِدُ
يا أهل سوي لكم مني مكاشفة***عن سر قلب لكم بالحب يتَّقِدُ
وتارودانت اذا ما جئتُها دمعت***عيناي شوقا اليها فهو مُتَّقيِدُ
القلب يرقص من أعماقه طرباً***من حبها حين أغشاها وأستندُ
يا أهل سوس لكم في الدين منزلةٌ***قد دونتها بألطاف التراث يدُ
ان الأمازيغ من أجدادكم نهضوا***في الدين وباللغة الفصحى وما قعدوا
فامضوا على سنن منهم ولا تهنوا***فَهُم الى سنة المختار قد عمدوا
سيروا عليها قد اصطفت قلوبكمُ***لا يفتننكم على نهجها أحدُ
فالخير من سنة المختار ملتمَسٌ***عضوا عليها كما عضُّوا وقد سعِدُوا
لا خير في خلف قد شذَّ عن سلفٍ***ولا اذا والد أزرى به ولدُ
وسالف العهد من سوس قد اتضحت***به المحجة فاستوصوا بما عهدوا
