الدكتور محمد الروكي يشرع في شرح كتاب «بداية المجتهد ونهاية المقتصد» بمسجد الإمام مالك بمدينة سلا
هوية بريس – عادل العوني
السبت 20 فبراير 2016
غير بعيد عن المسجد الذي أوقف فضيلة الشيخ يحيى المدغري عن الخطبة فيه بسبب حديثه عن المصائب التي قد يرسلها الله تعالى على بعض عباده رحمة بهم لعلهم يرجعون، تم بحمد الله وتوفيقه ابتداء شرح كتاب من كتب الخلاف العالي وهو كتاب بداية المجتهد ونهاية المقتصد لأبي الوليد ابن رشد الحفيد (ت 595هـ) للعلامة فضيلة الدكتور محمد الروكي بمسجد الإمام مالك بسلا، وبيوم الجمعة 19 فبراير 2016. وكأن الله تعالى يعوض المسلمين بهذا البلد بباب خير، ويقول للعلمانيين إن أردتم إقفال باب من أبواب الخير فتحنا لهم أبوابا مشرعة لاحبة من الخيرات. فالخير في الأمة مستمر لا ينقطع مهما كاد له الكائدون ومهما تربص به المتربصون.
ومما يثلج الصدر هو إسراع طلبة العلم لهذا المجلس وإقبالهم عليه زرافات ووحدانا، من أماكنة مختلفة، من داخل مدينة سلا وخارجها، بوجوه متهللة، وأعناق مستشرفة، وقلوب خاشعة، ترجو رضوان ربها ثم الإفادة من علم الشيخ حفظه الله.
فقد كان عرسا علميا حقا وصدقا، تتنزل فيه السكينة وتغشى أهله الرحمة وتحفه الملائكة، ويذكرهم الله تعالى في الملأ الأعلى.
ومما زان هذا الحفل تنوع الحاضرين بين شباب وشيب، رجال ونساء، طلبة علم وأساتذة وعوام الناس، كل ينهل حسب علمه ومعرفته، ولن يعدم الجميع الأجر والفائدة.
إنه جهاد العلم يا سادة، فرض الوقت؛ ألم يقل ربنا جل وعلا مخاطبا نبيه صلى الله عليه وسلم: “فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا” [سورة الفرقان 52]، قال المفسرون الضمير في “به” يعود على القرآن الكريم، قال الطبري في تفسيره (19/281):”… جاهدهم بهذا القرآن جهادا كبيرا، حتى ينقادوا للإقرار بما فيه من فرائض الله، ويدينوا به ويذعنوا للعمل بجميعه طوعا وكرها. والجهاد بالقرآن تحفيظا وتفسير، وبكل العلوم المنفجرة منه لغة وفقها…
لهذا أهيب بالعلماء أن يحيوا سنن السلف الصالح في تعليم العلم ومدارسته بالمساجد، لهي والله صمام أمان هذا البلد من كل زيغ وانحراف من طرفي النقيض العلماني المتحلل الذي يغيظه رجوع الناس لدينهم، ومن الغالي المتشدد المتنطع الذي يشوه صورة جمالية الإسلام.
كما أهيب بطلبة العلم أن يلتفوا حول العلماء ويعمروا هذه المجالس، لتستمر سلسلة صلة رحم العلم، ويأخذ الآخر عن الأول؛ فأنها من وسائل حفظ الدين، وجهاد المنافقين.
والحمد لله رب العالمين.