هذا مقتطف من كلمة الشيخ العلامة مصطفى بنحمزة تعقيبا على محاضرة العلامة اليزيد الراضي حول موضوع خدمة الأمازيغ للغة العربية والإسلام التي عقدت بمركز البحوث والدراسات بوجدة، فرغها الأستاذ امحمد رحماني:
“تاريخ الأمازيغ جزء من أمتنا في الغرب الإسلامي، هذا الغرب الإسلامي الذي أبدع في جهات شتى بلغات متعددة ولكن كان الداعي والباعث هو خدمة الإسلام وتوثيق عرى المحبة، فلم يكتب كاتب في الشرق ولا في الغرب بقصد تفكيك وحدة المسلمين أو إلغاء انتماء هذه الأمة لدينها، ولذلك يبقى أن هذه الكتابات أفادت الأمة الإسلامية كثيرا.
حضرت دورة من دورات المجلس العلمي الأعلى بمدينة الحسيمة وذيل هذا اللقاء بيوم دراسي حول الثقافة الإسلامية وماضي منطقة الريف وصلتها بالعلم، فمنطقة الريف كانت مليئة بالعلماء وما ألفه هؤلاء الأفذاذ الرجال الكبار من علماء الجهة كان شيئا عجيبا جدا، وأن المذهب المالكي في الحقيقة عرف في تلك المنطقة وترعرع في شمال المغرب إبان إمارة بني صالح التي كانت لها هذه الاهتمامات والتي تعد جزءا من تاريخنا العلمي الذي يحتاج إلى أن ننقب عنه، فالناس يكتبون عن تاريخهم العلمي ويحرصون على إظهار الرموز التي تشير إلى وجودهم العلمي السابق؛ فالأوروبيون اليوم يحيلون المصطلحات التي تشير إلى حضورهم إلى الأكاديميات من أجل تسجيلها وتعريف العالم بها، وأمتنا هذه لا يمكن أن يلغى تاريخها الطويل العريض والعميق بقول قائل أو دعوى مدع، بل لابد أن يعرف أن أمتنا هذه ثقيلة بمجدها وبرسوخها، هذه الكتابات الأمازيغية نرجو أن تعرف النور وأن يعرف بها على نطاق واسع، ومن لم يكن يعرف ما يمثل هذا الجناح من العلم والمعرفة فهو لا يعرف شيئا، فهذه الكتابات وهذه المصادر في حاجة إلى التجلية والرجوع إليها وأن يشتغل بها الباحثون وطلاب العلم الجادون من أجل أن يبرزوا هذا الوجه المشرق لأمتنا المسلمة في هذا الجناح من العالم الإسلامي“.
بارك الله في الشيخ العلامة بنحمزة وفي تلميذه الشيخ امحمد رحماني الذي طالما نجده منافحا ومدافعا عن شيخه الكريم حفظهما الله وبارك فيهما