الدورة الثالثة لأولمبياد المقاصد.. دورة الدكتور محمد مبارك جميل
هوية بريس – متابعة
الثلاثاء 24 نونبر 2015
تشكل مبادرة -أولمبياد المقاصد- باعتبارها عنوان مسابقة بحثية وطنية في علم المقاصد الشرعية؛ ورشا علميا رائدا يحاول الانتصاب بقوة أمام -النظر في مقاصد الشريعة الإسلامية- ليشبعها بحثا وتحليلا وتجديدا، ومفتاحا لمعالجة امتداداتها في شتى المباحث العلمية النظرية أو التطبيقية المتصلة بالفكر المقاصدي.
من خلالها يسعى مركز التجديد للبحث العلمي المنبثق عن منظمة التجديد الطلابي فرع أكادير، لأن تكون رافدا حيويا لإحياء البعد الوظيفي لمقاصد الشريعة وتنمية شقها الدراسي والتنزيلي، بناء على رؤى منهجية أكاديمية من شأنها الإثراء والإغناء، نحو تشكيل قواعد مقاصدية تجيب عن أسئلة الواقع الشديد التقلب بما يناسبه ويلائمه.. إذ تتمثل مقاصد المبادرة ضرورة، في السعي إلى دراسة الآليات العلمية الاستراتيجية لمختلف القضايا والمواضيع من خلال تفعيل قواعد المقاصد الشرعية لتستأنف عملها في عمق تحليلها، ثم من خلال الانبناء المنهجي القويم المتفرع عنها.
فإذ يشكل التراث العلمي الضخم، الذي تمتلكه أمتنا وتتميز به مجالا حيويا للدراسة المقاصدية تحقيقا وتحليلا أو نقدا يجعل استيعاب مضامين هذا التراث وفهمها وإعادة بناء وصياغة صوابها، ينسجم ومشروع إعادة بناء الأمة وتوحيدها، لا يشكل حاجزا علميا بيننا وبين الكرع المباشر من الكتاب والسنة ؛ كان من تمام الصواب أن تكتمل رؤيتنا نحو الالتزام بجملة من المنطلقات المنهجية على نحو متكامل، تتجلى في التحليل والاستيعاب، تأسيسا على الكم الهائل من التأصيلات المتنوعة والغنية.
وقد ارتأى المركز خدمة لهذه الأهداف، التنسيق مع مواقع بحثية وأكاديمية لها باع طويل في الحرص على الدراسات العلمية للفكر المقاصدي خصوصا، والمباحث العلمية المرتبطة بالشريعة وما يتصل بها عموما، اختار منها رسميا: –مركز المقاصد للدراسات والبحوث ومركز الدراسات الفقهية والقانونية والاقتصادية- في أفق مأمول لإشراك مراكز وطنية ودولية أخرى. كما كان من تمام التنسيق بعد مراكمة امتدت لسنتيين مثلت ريادة وانفتاحا على أفكار وصيغ جديدة، أن نسعى لفتح آفاق التباري في صيغ -وطنية-، محاولين إشراك الطلبة من مختلف جامعات ومعاهد وطننا العزيز، لنروم وضع برامج دراسية سنوية تكوينية، تأخذ بدراسة مباحث مختارة.
وتفتح الدورة الحالية، المحتفية بالعلامة الدكتور (محمد مبارك جميل*) -حفظه الله-، باب التباري والمنافسة على جائزة أولمبياد المقاصد في فروعها الثلاث (الإجازة، الماستر، الدكتوراه)؛ أمام الطلبة والباحثين في موضوع {المقاصد والمعاملات}، باعتباره عنوانا مألوفا ووسما شائعا، يكاد يكون مستهلكا عند كثير، لكنه معرض تجلية وإيضاح، ومسائله لا تزال تكتنفها كثير من العمومية والغموض والإبهام، وبخاصة ما يتعلق منها بفقه المعاوضات، أو بربط الاجتهاد في المعاملات الاقتصادية والمالية بمقاصد الشريعة.
وجُعل الموضوع موضِعا للتحليل والتقويم والتوجيه، اعتبارا بما أثَّله لنا من التجربة والإنتاج العلمي، مما يمكن الباحثين من التنظير لآفاقه المستقبلية. وآثرنا أن يكون الإسهام في دراسة وتقويم مقاصد المعاملات بشكل يروم تقديم معالم شيقة ومثلى للبناء المقاصدي، من خلال ثلاثة محاور أساسية موزعة على فروع الجائزة كالتالي:
- المحور الأول: مقاصد الشريعة في علاقتها بفقه المعاملات.
- المحور الثاني: منهج فقهاء المالكية في استثمار المقاصد في مجال المعاملات.
- المحور الثالث: تجليات مقاصد المعاملات في كتب النوازل الفقهية.
(تتوجها أرضية علمية تحرص اللجنة على إعدادها وطرح أهم الإشكاليات الخادمة لمواضيعها، كما تحدد منهجية الدراسة وشكليتها، حرصا على الانضباط بالمنهج الأكاديمي المميز للمسابقة).
وتأسيسا على ما سبق، تركز نسخة هذه الدورة على تسليط آليات البحث المقاصدي على فقه المعاملات، في سعي إلى الشذ بالدراسة والإنتاج الرصين الضابط، عملا بجملة من الضوابط والمنطلقات الرئيسية.
ومراكمة للنتائج الطيبة للمبادرة، التي سعت من خلالها انطلاقا من نسختيها السابقتين اللتان احتفتا على التوالي بكل من العلامة الدكتور: أحمد الريسوني، والعلامة الدكتور: محمد الروكي -حفظهما الله-؛ فحص الكثير من المواضيع الهامة بواسطة دورات تكوينية موازية، مما شكل تفاعلا إيجابيا ترسخ بقوة عند كل محفل علمي، معلنا الثناء على صيغها وحجم قيمها المضافة… ولعلنا نسعى بقوة جدية إلى تأطير مجال البحث في علم المقاصد ليكون مجالا مزاحما للمجالات التي تمثل حاجيات الأمة الآنية والمستقبلية… اعتبارا بأهميته ومطلبيته الملحة في الحركة الاجتهادية المعاصرة، يفرضه تراخي آلة الاجتهاد الفقهي عن التفاعل الإيجابي مع قضايا العصر من جهة، وحجم التحديات التي تواجه حاضر الأمة ومستقبلها من جهة أخرى.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* رئيس المجلس العلمي المحلي لأكادير؛ أستاذ فقه المعاملات بكلية الشريعة آيت ملول.
– معلومات الدورة نوافيكم بها لاحقا بإذن الله.