الدولة تقدم كل إنجاز على أنه تفضل منها على المواطنين والمواطن تطبع بهذه الثقافة

هوية بريس – متابعة
كتب الدكتور إدريس الكنبوري “قالت وزارة السياحة إن عائدات السياحة لهذا الموسم ارتفعت بنسبة 9 في المائة مقارنة بالعام الماضي، بينما المناطق السياحية المعروفة في المملكة تعاني من تراجع إقبال السائحين عليها مقارنة بالسنوات الماضية.
والأرقام مثل هذه في المغرب تشبه تقريرا يقول لك بأن إنتاج الثروة في المغرب لهذا العام ازداد بنسبة 30 في المائة، بينما التقرير يتحدث عن ثروة عزيز أخنوش مثلا”.
وأضاف الباحث المغربي في منشور له على فيسبوك “ولكن كيفما كانت الأرقام فلا يمكنها أن تغطي الواقع. اليوم عشرات الفيديوهات تنتشر لمعاربة فضلوا قضاء عطلتهم في إسبانيا أو البرتغال أو تركيا، وهم يتحدثون عن واقع مختلف تماما عن واقع بلادهم من حيث التعامل المتحضر ورخص الأسعار وجودة الخدمات”.
وتابع الكنبوري “فصل الصيف في المغرب أصبح فصل النهب المنظم منذ سنوات طويلة، ولكنه يزداد توحشا كل عام”، مردفا “الحكومة التي ظلت صامتة على الغلاء الفاحش طيلة السنوات الماضية دفعت المواطن إلى رفع الأسعار بطريقته الخاصة كما تفعل الحكومة، لأن الناس تقلد حكوماتهم كيفما كانت. فالمواطن منذ أن يخرج من بيته وهو يواجه الابتزاز، بدءا من الرادارت في الطريق مرورا بمرآبات السيارات التي توجد بها عصابات، وصولا إلى الشقق الغالية الثمن والخدمات السيئة والمطاعم التي تضاعف أسعار الوجبات مرات عدة كأنها تعطمك من ثمار الجنة”.
وأوضح الكنبوري “لقد تطبع المواطن بثقافة الدولة، فالدولة تقدم كل إنجاز على أنه تفضل منها على المواطنين، وهو ما يفعله المواطن في الإقامات الفندقية أو المطاعم حين يتعامل مع المواطن على أنه شحات لا زبون يؤدي الثمن مقابل الخدمة”.
أما الفوضى فحدث ولا حرج، يضيف الكنبوري “فقد أصبح بعض أصحاب السيارات وكأنهم يشربون بول الحمير، يقفون أينما طاب لهم، ولا يحترمون الأسبقة، ويطلقون أبواق السيارات بدون موجب وفي كل وقت. وفي أي لحطة تنزل من السيارات لأخذ خبرزة بدرهمين تجد في انتظارك لصا يرتدي سترة يطالبك بدرهمين”، مردفا “البلدان ليست الطرقات والملاعب والرادارات القوية فقط، بل السلوك المدني”.
كما أكد الكنبوري، أن حقيقة “بعض هذه الممارسات مقصود، ويعد جزءا من السياسة المتبعة، لأن هذا النهب المنظم بين المواطنين وسيلة للإلهاء، وأسلوب ذكي لهروب الدولة من مسؤولياتها تجاه بعض الفئات الاجتماعية التي تحول اهتمامها إلى جيوب المواطنين كمصدر للرزق”.
وفي آخر منشوره، كتب الكنبوري “الطريق إلى التمدن طوبل جدا، هذا بالنسبة لمن بدأوا فيه، أما بالنسبة لمن لم يبدأوا بعد مثلنا فهو أطول، هذا إن كنا نفكر فيه”.



