الرقص و”التنقيز” عند ذكر الله تعالى!!
هوية بريس – طارق الحمودي
تشهد الأدلة النبوية والآثار السلفية بأن ذكر الله تعالى مظنة وموضع للسكينة والهدوء، ولم يعرف عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا السلف الصالح أنهم رقصوا أو تمايلوا عند الذكر، خلاف ما عليه الصوفية المتأخرون من رقص مع الذكر أو السماع للأشعار الملحنة في الزوايا، ولهم في ذلك أدلة غالبها ضعيف ضعفا شديدا،وما بقي منها إما لا دلالة فيه أو أنه نوع من السفاهة في الاستدلال، كالاحتجاج باهتزاز جبل أحد حينما شعر بالنبي صلى الله عليه وسلم فوقه،فهل كان جبل أحد يرقص رقصا صوفيا.. وتستغرب من قول بعض الأكاديميين المتصوفة! المغاربة: “الرقص مع الذكر تعبير نبيل عن شعور أصيل”..!!! وإذا لم تستح فقل ما شئت…
تعد السكينة والطمانينة أساسا في الصلاة، عند قراءة القرآن وفي الركوع والسجود… وهي خير مواضع الذكر… فاللهم ثبتنا على سنة نبيك عليه الصلاة والسلام.
فاحذروا إخواني وأخواتي من أن يلبس عليكم أحد بدعوى أن النط والاهتزاز والقفز أثناء الذكر سنة نبوية، فهي طريقة ابتدعها السامري لليهود كما ذكر الطرطوشي المالكي، وقد نصت عليها كتب اليهود مثل ما جاء في سفر المزامير عندهم: “سبحوا بحمد اسمه رقصا، وله إيقاعا وطبلا!”.
وفيه أيضا: “سبحوا بحمده نفخا في الصور، سبحوا بحمده إيقاعا على الأوتار،سبحوا بحمده رقصا وطبلا،سبحوا بحمده إيقاعا وزمرا،سبحوا بحمده بالصنوج المدوية،سبحوا بحمده بالصنوج المجلجلة!”.
ولا يزال يهود الحسيديم على ذلك كما رأيته عند الدكتور جعفر هادي حسن في كتابه القوي “اليهود الحسيديم، نشأتهم تاريخهم عقائهم وتقاليدهم”، وهي من الكتب التي كان شيخنا محمد بوخبزة حفظه الله وشفاه وعافاه نبهنا قديما على الفائدة من قراءتها.. وكذلك فعلت.. والله المستعان.
فالسكينة السكينة عند ذكر الله أيها المسلمون والمسلمات.
اللهم لا تعذبنى بما فعله السفهاء منى
نقل القرطبي عن أبو بكر محمد بن الوليد بن خلف المعروف بأبي بكر الطرطوشي (451هـ – 520 هـ) فقيه مالكي، صاحب كتاب سراج الملوك في سلوك الملوك أنه سئل عن قوم يجتمعون في مكان فيقرءون من القرآن ثم ينشد لهم الشعر فيرقصون ويطربون ثم يضرب لهم بعد ذلك بالدف والشبابة هل الحضور معهم حلال أم حرام ؟ فقال : مذهب الصوفية أن هذه بطالة وجهالة وضلالة وما الإسلام إلا كتاب الله وسنة رسوله , وأما الرقص والتواجد فأول من أحدثه أصحاب السامري لما اتخذوا العجل , فهذه الحالة هي عبادة العجل , وإنما كان النبي صلى الله عليه وسلم مع أصحابه في جلوسهم كأنما على رءوسهم الطير مع الوقار والسكينة , فينبغي لولاة الأمر وفقهاء الإسلام أن يمنعوهم من الحضور في المساجد وغيرها ولا يحل لأحد يؤمن بالله واليوم الآخر أن يحضر معهم ولا يعينهم على باطلهم . هذا مذهب الشافعي وأبي حنيفة ومالك وأحمد بن حنبل رحمهم الله تعالى انتهى .
اللهم لا تعذبنى بما فعله السفهاء منى يارب
ذهب أبي لصلاة الجمعة في أحد المساجد، فوجد جماعة من القوم يقرؤون البردة ويصفقون في المسجد، وهذا من أغرب الأمور، هل هذه سياسة جديدة لوزارة الأوقاف أم ماذا؟