الروح والريحان في وفيات أهل زماني من الأعيان

22 مارس 2025 01:34

هوية بريس – محمد زين العابدين رستم

توفي يوم 16 من شهر رمضان من عام 1446 للهجرة النبوية الشريفة الشيخ حجازي محمد يوسف المشهور بأبي إسحاق الحويني المصري الأصل القطري مهاجرا ووفاة وهو المحدث المعاصر المشهور بحذقه لهذا الشأن في هذا العصر ولقد طلب هذا الفن من شيوخه في مصر. وغيرها ولازم الشيخ حافظ الوقت محمد ناصر الدين الألباني ورحل إليه في مهاجره في بلاد الشام وأعجب به الشيخ وذكره في بعض ما كتبه فوصفه بالصديق الفاضل واعتد بتصحيحه ونظره لبعض الحديث.. وهو كان لا شك من أنجب تلاميذ الشيخ الالباني وأشدهم تأثرا به في منهجه في التصحيح والتضعيف..

وبالجملة فلم يخلف الألباني تلميذا أعظم أثرا في الحديث مثله تصحيحا وتعديلا ودفعا للشبه وانتصارا للسنة.. ولقد بلغ الشيخ الحويني في الحديث هذا المبلغ لوحده ولمشايخه وليس لأنه كان صاحب شواهد علمية فإن ذلك كله في ميزان العلماء الراسخين لا يساوي شيئا ما لم يكن مقرونا بمحبة هذا الشأن: دأبا فيه ونبوغا فيه وجدا ومثابرة..

وكتب الشيخ الحويني شاهدة بما قلناه وهي لمن مارسها وطلب هذا الفن بنية صالحة توقفه على أن الشيخ كان يجري في مضمار من سلف من الأماجد الكبار كابن حجر والسخاوي والسيوطي وغيرهم في المشرق والمغرب.. ومن أشهر هذه الكتب إسعاف اللبيث بفتاوى الحديث والمنيحة بسلسلة الأحاديث الصحيحة وبذل الإحسان بتقريب سنن النسائي أبي عبد الرحمن وتنبيه الهاجد إلى ما وقع من النظر في كتب الأماجد ومثل النبال بمعجم الرجال وغير ذلك من الكتب السائرة بين العلماء..

ولقد كان الشيخ ذا فصاحة وبيان ناصع لحفظه المتقن للحديث… قويا في بدنه أيام شبابه وكهولته جميلا وسيما ذا عناية بمظهره الملازم للسنة… ورزق الشيخ قبولا عند الشباب فمن رٱه أو استمع إليه أحبه ودخل قلبه… وتأثر به لحجته الناصعة وبيانه الرقراق المشرق…

ولقد عرفه شيخنا العلامة محمد بوخبزة التطواني المغربي ووقف على منزلته في العلم من مصنفاته التي حرص على اقتنائها …وتناهى إلى الشيخ الحويني حال شيخنا بوخبزة فكان دائم السؤال عنه وطلب منه الإجازة فأجازه شيخنا وأنعم بها عليه وكاتبه بذلك واتصل الشيخ الحويني بشيخنا في مهاتفة معروفة من الديار الإسبانية.. ورحل شيخنا بوخبزة إلى الحويني فزاره في أيام كهولته في مصر في كفر الشيخ وقص شيخنا علينا خبر ذلك في حديث عجيب غريب… ولقد عرفت الشيخ الحويني من كثرة ما كان يذكره شيخنا بوخبزة ثم رأيته مرارا في كهولته في برامج في الفضائيات المعروفة الناس والندى والرحمة.. فكانت دروسه في فقه الحديث من كتاب الرقائق من صحيح البخاري …

وكان الشيخ يسرد للحديث من حفظه كأنه يقرؤه من كتاب ثم يمر عليه شارحا بشرح يخلب الألباب ولسان فصيح وبيان شاف مع دقة وتحرير وتنقيح.. ولقد ابتلي الشيخ الحويني بأخرة في بدنه فأقعد ولزم كرسيا متحركا.. ومع ذلك فلقد كانت همته في العلم عالية ونفسه تناطح عوالي الجبال..

وتوفي رحمه الله مغربا عن وطنه ..ولا شك أنه في هذا الزمان من بين العلماء الراسخين والمحدثين الثقات المسندين وحفاظ الكلمة النبوية المبرزين.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
13°
15°
الإثنين
15°
الثلاثاء
17°
الأربعاء
17°
الخميس

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M