الريسوني يرد على آيت يدر قبل 12 سنة.. دفاعا عن نواقض الوضوء
هوية بريس – عبد الله المصمودي
كتب الدكتور أحمد الريسوني مقالا تحت عنوان “دفاعا عن نواقض الوضوء” قبل 12 سنة (12/5/2006)، وأعاد نشره اليوم في موقعه الإلكتروني، ردا على القيادي اليساري محمد بنسعيد آيت يدر، في دعوته للقيام بثورة دينية على غرار ثورة البروتستانت بدل أن يبقى الإسلاميون متشبتون بنواقض الوضوء، لأن هذا تخلف.
وكتب النائب الأول لرئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، والقيادي في حركة التوحيد والإصلاح:
“دفاعا عن نواقض الوضوء
منذ أيام قرأت حوارا صحفيا مع أحد السياسيين الفضلاء والمناضلين القدماء. وقد تحدث هذا الزعيم السياسي المغربي عن نظرته إلى الحركة الإسلامية المغربية، ما لها وما عليها، ودعاها إلى القيام بثورة دينية ذاتية على غرار الثورة التي قام بها البروتستانت في دينهم المسيحي، ثم قال حفظه الله:أما أن يبقى الإسلاميون ـ واللفظ له ـ متشبثين دائما بنواقض الوضوء فهذا تخلف.
وقد أثارني هذا التصريح لعدة أسباب:
1- ما علاقة نواقض الوضوء بالتخلف؟
2- كثير من الناس يختارون نواقض الوضوء للتعبير عن التهكم والتحقير، للدعاة أو للفقهاء، أو للحركة الإسلامية عموما، كما هنا.
3- ما معنى التشبث ”دائما” بنواقض الوضوء الذي على الإسلاميين أن يخرجوا منه؟
والظاهر من السياق أن الإسلاميين المتهمين بالتشبث بنواقض الوضوء هم بالدرجة الأولى أولئك المنخرطون في العمل السياسي أو لهم حضور ومزاحمة في الساحة السياسية وفي الشؤون العامة، وهؤلاء يعرف الجميع قضاياهم ومشاغلهم، ويعرف الناس أقوالهم وتصريحاتهم، ومطالبهم وبرامجهم… وحسب علمي، فليس في ذلك كله حرف واحد عن الوضوء ونواقض الوضوء. فما معنى دعوة هؤلاء لكي لا يبقوا “متشبثين دائما بنواقض الوضوء”؟ أم هي دعوة للتخلي عن الوضوء وتوابعه ونواقضه؟؟
ولأجل رفع الحيف والتحقير عن نواقض الوضوء، فإني أود أن أوضح شيئا من معناها ومغزاها، بما يتناسب مع مستوى السياسيين واهتماماتهم الرفيعة.
نواقض الوضوء ـ أيها السادة ـ تتلخص في ثلاثة هي:
1- أن يخرج من الإنسان المتوضئ شيء قذر وملوث.
2- أن يصيبه إغماء أو غيبوبة.
3- أن ينام نوما عميقا، وهو ”النوم الثقيل” كما تعلمنا في المدرسة.
ومعنى هذا ومغزاه هو أن الوضوء جاء ليطهر الناس مما يخرج منهم من قاذورات وملوثات، وليزيل عن الغائبين غيبوبتهم وما فقدوه من وعيهم، وليزيل عن النائمين غفلتهم ودوخة نومهم، ويعيد إليهم يقظتهم وانتباههم.
ولأن نواقض الوضوء هذه تقع وتتكرر في حياة كل الناس، فقد كان لا بد لهم من الوضوء المتكرر المستمر لحفظ نقاوتهم ونباهتهم.
ولا أخفي القارئ الكريم أنني حينما قرأت التصريح المذكور، قلت في نفسي: إن هذا الكلام نفسه هو أيضا من نواقض الوضوء. لأن مثله لا يصدر إلا عن صاحب غيبوبة أو نوم ثقيل. فما أحوج صاحبه إلى تجديد معرفته بنواقض الوضوء، وما أحوجه إلى تجديد وضوئه، لتجديد يقظته وانتباهه إلى الواقع من حوله.
أما الحركة الإسلامية، فأنا لا أخشى عليها من التشبث بالوضوء وبنواقض الوضوء، فهي منهمكة وغارقة في ما سوى ذلك. ولو كانت منهمكة في مسائل الوضوء وما جاورها لكانت محبوبة عند الجميع ومُرَحَّباَ بها عند الجميع.
ولذلك فأنا إنما أخشى عليها من التفريط في الوضوء ومن الغفلة عن نواقض الوضوء”.
1- وورد في الحديث عن رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليهوسلم أنه قال :”الطَّهُورُ شَطْرُ الْإِيمَانِ” رواهمسلم.
والحديث يدل على عظم فضل الطهارة من الأحداث والأخباث وأنه يعدل شطر الدين!
فمن ضيّع وضوءه فقد ضيّع شطر دينه!
2- لقد حذرنا – النبي صلى الله عليه وسلم -تحذيرًا بليغًا من فتنة النساء، فقال: ( ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء )متفق عليه.
وقال: ( إن الدنيا حلوة خضرة، وإن الله مستخلفكم فيها فينظر كيف تعملون، فاتقوا الدنيا واتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء) رواه مسلم.
إن حب الدنيا، والاقتراب من قصر الرئاسة أو من السلطان، وفتنة النساء، هذه الأمور كلها يمكن أن تؤثر على كثير من الرجال، فيغيرون من قناعاتهم ومبادئهم فيسقطون في الأوحال، وإن كانوا من قبل من أهل المبادئ والاستقامة! وقليل من الرجال من يثبت ويخرج سالما من الامتحان!
قال تعالى: “من المؤمنين رجالٌ صَدَقوا ما عاهدوا الله عليه، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا” ، سورة الأحزاب 23.
وشيخنا الريسونى يحذر الحركة الإسلامية من ولذلك فأن الشيخ الريسوني يحذر الحركة الإسلامية من التفريط في ( الوضوء ومن الغفلة عن نواقض الوضوء ).
ومن الأحاديث الخطيرة في هذا التفريط قوله صلى الله عليه وسلم: «بَادِرُوا بِالأَعْمَالِ فِتَنا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ. يُصْبِحُ الرَّجُلُ فِيْهَا مُؤْمِناً وَيُمْسِي كَافِراً. أَوْ يُمْسِي مُؤْمِناً وَيُصْبِحُ كَافِراً. يَبِيعُ دِينَهُ بِعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا»، رواه مسلم.
جزاكم الله خيرا ..
لعل المقاصدي لم يضع يده على الداء في تصريح السياسي .فنواقض الوضوء بمفهومها السياسي وقد تكون ناقضة للوضوء فعلا بمفهومها الإخلاقي .فالسياسة لا أخلاق لها .ونواقضها للوضوء هي ممارسة الكذب .ومن أخلاق المسلم أن يتجنب الكذب والكذب إذا أخل في المفهوم الأخلاقي يندرج تحت عنوان نواقض الوضوء المسوح به سياسيا للغرر بالمواطنين وهو محرم شرعا .أما نواقض الوضوء عند الفقهاء من لا يجد الماء يتيمم ويصلي .أما الكذب لا يطهره لا ماء ولا تراب .فهو جرم محض ..ولعل المقاصدي لم يذرك مفهوم نواقض الوضوء عند السياسي .ونواقض الوضوء عند سادتنا الفقهاء والمحدثين .