الزائدة الدودية لها علاقة بطول العمر وليست عضوا عديم الفائدة
هوية بريس – وكالات
لطالما أثار وجود الزائدة الدودية -ذاك الجيب المتدلي من مدخل الأمعاء الغليظة- فضول العلماء، وتساءلوا عن فائدته، فما حقيقة هذا العضو؟ قد نكون وصلنا إلى الجواب أخيرا.
وفقا لدراسة نشرت في “مجلة علم التشريح” (Journal of Anatomy)، فإن الزائدة الدودية تمنح ميزة انتقائية، لأن وجودها يبدو مرتبطا بزيادة طول العمر، وذلك وفقا لتقرير للكاتبة فلورنس روزير في صحيفة “لوموند” (Le Monde) الفرنسية.
وقال منسق الدراسة إريك أوجييه دينيس، من المعهد الوطني للصحة والبحوث الطبية، إن “التهاب الزائدة الدودية يقلل من خطر الإصابة بالتهاب القولون التقرحي بنسبة 75%”، خاصة أن هذا الالتهاب يقوي جهاز المناعة، وبالتالي له تأثير وقائي”.
والزائدة عبارة عن عضو لمفاوي يستضيف العديد من الخلايا المناعية والخلايا الليمفاوية “بي” (B) و”تي” (T)، حيث “يتم تدريب هذه الخلايا للتعرف على الجراثيم المعوية ومستضدات الطعام والملوثات… لتكتسب ذاكرة تضع فيها المواد التي يجب تحملها أو التخلص منها”، حسب شرح إريك أوجييه دينيس.
بعد سن 25 أو 30 سنة تفقد الزائدة الدودية بشكل لاإرادي هذه الوظيفة التعليمية، وعليه يتساءل اختصاصي المناعة هل يمكن أن يكون لهذا العضو تأثير على طول العمر؟ وذلك قبل أن يتصل بميشيل لورين الذي قارن العديد من الأنواع حسب وجود الزائدة الدودية من عدمه لأكثر من 10 سنوات.
ويؤكد ميشيل لورين، مدير أبحاث بالمركز الوطني الفرنسي والمشارك في الدراسة، أن الزائدة ظهرت لأول مرة في الثدييات قبل 80 مليون سنة على الأقل. وخلال التاريخ التطوري، رصد على الأقل 16 ظهورا مستقلا لدى سلالات مختلفة من الثدييات، لكنه اختفى مرة واحدة فقط، وهذا التباين الواضح -حسب الباحث- يشير إلى أن الزائدة “تمنح ميزة انتقائية”، وهي توجد في أقلية من الأنواع المتباعدة إلى حد ما، مثل الكوالا والقندس وخروف البحر وخلد الماء والقردة العليا، إلا أنه لا يبدو أن الموائل والنظم الغذائية والتنظيمات الاجتماعية مرتبطة بوجودها.
وقد راجع المؤلفون بيانات 258 نوعا من الثدييات، 39 منها ذات زائدة دودية و219 منها بدون زائدة، ثم بحثوا باستخدام النماذج الإحصائية التي صممها الباحث جيريمي باردين، إذا ما كان لوجود الزائدة الدودية علاقة بأقصى طول عمر فعلي للأنواع التي تم النظر فيها.
احتياطي بكتيري
ووجد العلماء -حسب الكاتبة- أن “الثدييات ذات الزائدة الدودية، عند تساوي الكتلة، تتمتع بعمر أطول بنسبة 60% في المتوسط، مقارنة بالثدييات التي لا تحتوي على الزائدة الدودية”، كما يقول ماكسيم كولارد، المؤلف الأول للدراسة والمقيم في مستشفيات باريس بقسم جراحة الجهاز الهضمي.
وعند المقارنة، وجدت الدراسة أن عمر الماعز الذي لا يحتوي على زائدة يبلغ 22 عاما في الحد الأقصى، في حين أن الشمبانزي المكافئ له في الكتلة يعيش 59 عاما، كما أن الدب الأسود الذي ليس لديه زائدة يبلغ الحد الأقصى لعمره 34 عاما، في حين يعيش الغوريلا المكافئ له في الكتلة 60 عاما.
وحسب الدراسة، قد تفسر فرضيتا مكسب طول العمر بأن الزائدة الدودية تعزز تثقيف الجهاز المناعي المعوي، أو أن هذه الزائدة التي تقف على مدخل هذا الهيكل الضيق تتجمع فيها الكائنات معزولة عن محتوى القولون، ونتيجة لذلك يطول العمر الافتراضي، ليظهر أن هذا الجيب الصغير الملتوي -الذي كان ينظر إليه باستغراب- هو في النهاية شيء ثمين.
المصدر: الجزيرة.
المقال مفيد و يعرض دراسة إحصائية و دحض بعض المعتقدات الشائعة لدى المروجين لخرافة التطور حيث كانوا يدعون أن الزائدة الدودية لا عمل لها و هي بقايا تطورية. و نحن نعتقد أن خالق الإنسان و الحيوان حكيم عليم سبحانه “فارجع البصر هل ترى من فطور !”
و المقال ذكر ما يسمونه ب”التاريخ التطوري” باعتبار أن التطور ثابت لا شك فيه و إمعانا في الترويج لهذ الخرافة.