السلب والنهب بالقنيطرة.. فوضى تنذر بخطر كبير
هوية بريس – نور الدين درواش
استفاق الرأي العام المغربي اليوم على ما تناقلته وسائل التواصل الاجتماعي من فيديوهات وصور توثق لظاهرة الهجوم على التجار -بأحد الأسواق الأسبوعية بالقنيطرة- وأخذ بضائعهم عُنوة وبالقوة والخطف والنهب؛ ما حدا بالتجار إلى الفرار حرصا على نجاتهم مخلفين بضائعهم وسلعهم وراءهم عرضة للناهبين.
وتم ذلك كصورة احتجاجية على الغلاء الفاحش الذي عرفته السلع الاستهلاكية عامة والخضر على وجه الخصوص حتى ذكر بعض المراقبين أن صندوق الطماطم بلغ 300 درهم بالجملة في السوق نفسه.
وتعليقا على ما جرى أقول:
1- لقد حرم الله تعالى أخذ أموال الناس بغير حق مهما كانت الدوافع والأسباب،ونهى عن الغَصْب والنهبة والخيانة، ووبَّخ مَن فَعَل ذلك، وجعل له عقوبة شديدة فقال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلاَّ أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ ﴾ [النِّسَاء: 29].
وقال: ﴿ وَلاَ تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ [البَقَرَة: 188].
وعن أبي هريرة، عن النبي – صلَّى الله عليه وسلَّم – قال: “مَن كان عِنده مظلمةٌ لأخيه فليتحللْ منها، فإنه ليس ثَمَّ دينار ولا درهم، من قبل أن يُؤخَذ لأخيه مِن حسناته، فإن لم يكن له حسناتٌ أُخِذ من سيئات أخيه، فُطِرحت عليه” رواه البخاري.
2- لا يجوز التعرض لمال المسلم بالإفساد أو الإتلاف أو الإضاعة ومن الخطإ الترويج لذلك والدعوة إليه وتزكيته عبر وسائل التواصل على أنه مظهر بطولي أو تصرف رجولي أو مظهر احتجاجي مقبول قال تعالى :(وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) [الأعراف: 85].
وعن أبي هريرة: أنَّ رسول الله – صلَّى الله عليه وسلَّم – قال: “كلُّ المسلِم على المسلم حرامٌ: دمُه، وماله، وعِرْضه” رواه مسلم.
3- الاحتجاج على الغلاء لا يكون بأخذ مال تاجر هو بدوره يعاني من فحش هذا الغلاء ومضاربة من فوقه من التجار.
4- على التجار أن يتقوا الله في المواطنين وأن يبتعدوا عن المبالغة في رفع الأسعار والمضاربات والاحتكار وقد أمرت الشريعة بالتيسير والتسهيل وطلب الربح اليسير دون العنت والمشقة على الناس وبخاصة في أوقات الغلاء والأزمات بل جعلت هذا بابًا عظيمًا من أبواب الرحمة والإحسان، قال صلى الله عليه وسلم: “رحم الله رجلاً سمحًا إذا باع، وإذا اشترى، وإذا اقتضى” أخرجه البخاري.
5- إن من أسباب تتابع البلاء على الناس بانتشار الوباء ثم انقطاع المطر وغلاء الأسعار؛ كثرة الذنوب والمعاصي ومعلوم أن الذنوب تسبب هلاك الحرث والنسل، وتسبب انتشار الفساد في البر والبحر قال تعالى: ( ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ) [الروم: 41].
وقال – تعالى -: ( وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ ) [الشورى: 30].
فذنوبنا ومعاصينا وتفريطنا في الحقوق والواجبات من أعظم الأسباب التي جلبت لنا هذه المصائب، فما نزل بلاء إلا بذنب ولن يرفع إلا بتوبة، فارتفاع الأسعار ورُخصها بيد الله تعالى، فمن صفاته جل وعلا أنه يبسط ويقبض، ويرفع ويخفض، ومن ذلك أنه يبسط الأرزاق ويُكثرها، فترخص أسعارها، ويقبض الأرزاق ويقللها، فترتفع أسعارها، فإذا كانت الأسعار بيد الله سبحانه، هو المتصرف فيها كما يشاء، فعلى العباد أن يعلِّقوا قلوبهم بالله ويتوبوا إلى الله تعالى فهو القائل: ( وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ) [الأعراف: 96].
6- إن تحديد الأسعار في كثير الأحيان يرجع لمعادلة العرض والطلب، فكلما زاد العرض ونقص الطلب؛ هبطت الأسعار. وكلما زاد الطلب ونقص العرض ارتفع الثمن، وكل بضاعة خفف الناس من الإفراط في الإقبال عليها أو تركوها فإن مآل ثمنها للاعتدال أو الهبوط، والعاقل لا يتمنى الهبوط الكبير لأسعار البضائع بما يعود بالضرر على التجار أو المنتجين أو الفلاحين لأن هذا سيسبب ازمة مضاعفة في مستقبل الأيام بعد ترك الإنتاج او الزراعة أو الاستيراد جراء الخسائر المتتابعة وهذا مشاهد فكل نزول فاحش في الأسعار لا يعقبه إلا الارتفاع الأشد فحشا والندرة للبضائع في السوق.
وإنما ينصح بتخفيف الإقبال على كل غال نسبيا، أو استبداله بما يمكن من البدائل.
جاء في تاريخ دمشق لابن عساكر والحلية لأبي نعيم أنه قيل لإبراهيم بن أدهم: إن اللحم قد غلا، فقال: أرخصوه: أي لا تشتروه.
7- كما يجب على المسؤولين -كل حسب تخصصه- التدخل العاجل لمنع هذه الفوضى التي تنذر بشر خطير على المجتمع كله، هذا من جهة.
ومن جهة أخرى العمل على كل وسيلة يتم بها الإسهام في محاربة الارتفاع المهول للأسعار ومنع الاحتكار ومنع المضاربات والرفع الفاحش للأسعار.
والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.
صراحة السرقة ونهب أموال الغير حرام ولكن البدي أعظم الشفارة كاتبدى من سوق الجملة الخضرة كايبعها الفلاح بالخطية والسماسرية تايبعو فيها 3 ولا 4 ديال المرات وعاد العشار والمواطن هو اللي هاز الدقة والدولة واقفة كاتفرج راها الفوضى غادي تبدا تسمعنا هنا وهناك وعلى الدولة التدخل الفوري ولا الله يستر غادي يبدى شي تاياكل شي
الحوت كايتباع شحال من مرة عاد تاياكلو المواطن بالغلا ولا ماتايلحقوش علاش هاد الظلم وصحاب الفلوس تايتفرجو