قالت صحيفة “فايننشال تايمز” إن السعودية تفكر بإلغاء موسم حج عام 2020، وفي تقرير لمراسلها في الرياض قال إن المملكة السعودية تفكر ولأول مرة منذ إنشائها عام 1932 بإلغاء موسم الحج الذي يعد أكبر تجمع سنوي في العالم وعادة ما يجذب إليه حوالي مليوني حاج بعدما ارتفعت حالات الإصابة بفيروس كورونا إلى 100.000 حالة.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول بارز في وزارة الحج والعمرة قوله إن السعودية “تدرس الموضوع بهدوء ومن المتوقع أن تتخذ قرارا رسميا في غضون أسبوع”. وتتعرض السعودية للضغط كي تلغي الموسم الذي سيحل في نهاية شهر يوليوز بعدما قررت اليابان تأجيل عقد دورة الألعاب الأوليمبية هذا العام، إلى جانب إلغاء مناسبات عالمية أخرى بسبب وباء فيروس كورونا.
ومن المقترحات التي تناقشها السماح لعدد قليل من الحجاج أداء الشعائر بعد اتخاذ الإجراءات الوقائية الصحية اللازمة. وهناك فكرة لإلغاء الموسم بالكامل. وقال المسؤول: “كل الخيارات هي على طاولة النقاش ولكن الأولوية هي صحة وسلامة الحجيج”.
وفي الوقت الذي قامت به السعودية بتنظيم موسم الحج وسط أمراض وأوبئة مثل إيبولا وميرس إلا أن انتشار فيروس كورونا وعلى قاعدة عالمية يمثل تحديا أكبر. وبدأت الحكومة باتخاذ الإجراءات مبكرا لمكافحة الفيروس بعد تسجيل أول حالة في 2 مارس وفرضت قيودا على السفر وحظر تجول في عموم المملكة لشهرين، إلا أن الحالات بدأت بالتزايد بعد تخفيف القيود نهاية ماي. وتم الكشف عن 3.000 حالة في الأيام الستة الماضية، فيما سجلت 857 حالة في يوم الخميس. وشعائر الحج من المفترض أن تكون في شهر ذو الحجة الموافق 29 يوليوز- 4 غشت، وستكون الفترة الزمنية الباقية للتحضير للموسم قصيرة من ناحية ترتيبات السفر والسكن للحجيج.
وتحدد السعودية أعداد الحجاج من كل بلد حيث تحاول كل حكومة زيادة عدد حجاجها ذلك أن فترة انتظار البعض لتأدية الشعيرة التي تُفرض على المستطيع مرة في العمر قد تصل إلى 30 عاما. وتتمتع إندونيسيا بالحصة الكبرى لكونها أكبر دولة إسلامية من ناحية السكان وعادة ما ترسل حوالي 200.000 حاج، ولكن الحكومة الإندونيسية قالت إن حجاجها لن يسافروا هذا العام.
وقال وزير الشؤون الدينية الإندونيسي فخر الرازي: “في ماي قدمنا مقترحين، تخفيض نسبة 50% من عدد الحجاج أو الإلغاء. إلا أن السعودية لم تفتح الباب للحج أمام أي دولة حتى الآن” و”نتيجة لهذا لم يعد هناك وقت كاف أمام الحكومة لإعداد التحضيرات الأولية لخدمة الحجاج وحمايتهم”. وقالت ماليزيا يوم الخميس إنها لن ترسل حجاجا هذا العام. وكانت السعودية قد علقت نهاية أبريل العمرة بسبب وباء كورونا، وبعد شهر نصحت الحكومة المسلمين الذين يريدون الحج هذا العام عدم التعجل في التحضير حتى تقدم لهم توضيحات أكثر حول مدى وسعة الفيروس.
وكانت السعودية تخطط لتوسيع السياحة الدينية وزيادة عدد الزوار إلى 15 مليون بنهاية 2020. وتشكل عائدات الحج والعمرة مصدرا مهما للميزانية حيث تعود سنويا بـ 12 مليار دولار. ويعني إلغاء الموسم زيادة الضغوط المالية على اقتصاد ضرب بسبب وباء كورونا وتراجع أسعار النفط. وسيعاني أصحاب الفنادق وشركات السياحة الدينية في مكة والمدينة حالة تم إلغاء الحج لهذا العام.
ومهما كان القرار الذي ستتخذه السعودية فسيكون محفوفا بالمخاطر السياسية والاقتصادية في الداخل والخارج، وتقول ياسمين فاروق الباحثة في مركز كارنيغي: “لو مضوا في موسم الحج ولم يتغير الوضع بسبب كوفيد-19 فسيواجهون ضغوطا شديدة على النظام الصحي ونقدا دوليا وربما تعويضات” و”إذا قرروا إلغاء الحج فسيعاني الاقتصاد خاصة في المدينة ومكة”.