السنة الأمازيغية: خلفية بيغن وسفر الملوك.. والمرأة اليهودية!

30 يناير 2025 18:00

هوية بريس – أحمد ويحمان (*)

مع كل محاولة لنقد الأساطير المفبركة التي تروج لها بعض الحركات الأيديولوجية المرتبطة بالمشروع الصهيوني في بلادنا والمنطقة، تظهر الردود التي تكشف مدى هشاشة البناء الفكري لهذه السرديات التي وصلت، رغم اهتراء أسسها، مستوى من الانطلاء على كثير من الناس، وحتى على القرار الرسمي، غير معقول.



في مقالنا السابق، قمنا بتفكيك أسطورة ما يُسمى بـ”السنة الأمازيغية”، وبيّنا بالأدلة العلمية والتاريخية زيف الادعاء القائل بأن هذه المناسبة مرتبطة بانتصار الفرعون الليبي؟ الجزائري؟ الأمازيغي؟ شيشناق على الفرعون المصري رمسيس الثاني.

وقد كشفنا هذا الزعم الذي يرقى إلى مستوى الفضيحة العلمية بإظهار أن رمسيس الثاني توفي قبل ميلاد شيشناق بأكثر من قرنين، وهو ما يجعل السردية محض خيال لا علاقة له بالوقائع والأحداث التاريخية ومحاولة تسلل فاشلة لأسطرة التاريخ وتسخيره في المخططات الاستعمارية والمشروع الصهيوني في المنطقة .

لكن ما أثار الانتباه في الردود التي تلقيناها، وهي كثيرة جدا، ليس فقط الإصرار على ترويج هذه الأسطورة، بل التناقضات الفاضحة التي وقع فيها المدافعون عنها. فبدلاً من تقديم دلائل علمية تدعم ادعاءاتهم، لجأوا إلى تغيير السرديات والانتقال بين روايات متهافتة لا تصمد أمام أبسط قواعد المنطق.

وفي هذا السياق، برزت ثلاث ردود رئيسية كشفت مدى هشاشة الأطروحة/ الأسطورة والتهافت الكبير للمتهافتين:

1. التراجع عن سردية الانتصار على رمسيس الثاني واللجوء إلى الادعاء بأن شيشناق كان فقط فرعوناً أمازيغياً.
2. محاولة إيجاد تاريخ بديل للتقويم، بالعودة إلى أحداث أخرى مثل انتصار “ميسرة المتغري” وبناء الدولة البورغواطية.
3. ادعاء أن الأمازيغ هم أصل البشرية وأن تاريخهم يمتد إلى 113 ألف سنة !!!

ومن الملفت أن هذه الردود كلها ارتكزت ، بشكل مبرمج، على مرجع واحد مشترك عند المدافعين عن هذه الأسطورة؛ هو “سفر الملوك” في التوراة أهم كتاب ديني عند اليهود، رغم أن موقف هؤلاء من الدين والفكر الديني معروف، إذ يعتبرونه فكر غيبي ولا علاقة له بالعلم لا يعتمد ولا يعتبر في البحث العلمي، بل و بلغ الأمر ببعضهم تجاوز كل الخطوط الحمر في التعامل مع النص المقدس، لكن فقط عندما يتعلق الأمر بالإسلام !!!

ومن الملفت في هذه الردود كذلك الالتجاء، كما العادة، إلى الكذب والاختلاق والتضليل وقلب الحقائق والتشهير وتوظيف وإقحام إسم الملك وإسم ولي العهد مرة أخرى للتهديد !!!

إن كل هذه الردود بقدر ما تعكس من هستيريا، بقدر ما تعكس انعدام التماسك الفكري وانفصال هذه الأطروحات عن الحقائق التاريخية والأدلة العلمية، وهو الذي يفسر كل تلك الهستيريا بعد افتضاح الأساس الخرافي الذي بنوا عليه أسطورتهم أمام الناس واستشعارهم للخطر من انهيارها .

في هذا المقال، سنحاول الرد على بعض هذه المزاعم، ونوضح كيف أن محاولات الدفاع عن أسطورة “السنة الأمازيغية” تكشف عن أزمة عميقة في الخطاب الإيديولوجي الذي تتبناه بعض الحركات المرتبطة بالأجندة الصهيونية ومشروعها في بلادنا والمنطقة لنشر الفتن والحروب والتقسيمات وضرب الوحدة الوطنية في كل الأقطار المغاربية وفي مقدمتها المغرب .

كما أننا سنكشف عن فضيحة أخرى تفضح الملعوب كله من خلال شهادة شاهد عيان ، وهو باحث أمازيغي جزائري يميط اللثام عن أن “امرأة يهودية” هي من حسمت اعتماد ما يسمى التقويم الأمازيغي على أساس أسطورة ” الفرعون الأمازيغي شيشناق “، رغم تحفظ ناشط أمازيغي مغربي !

ولنتوقف عند بعض الردود وارتباكاتها وتناقضاتها ومسخرتها .

1. التقويم “العصيدي” : شيشناق لم يعد منتصراً على رمسيس الثاني!

عندما فضحنا، علميا، الأساس الخرافي لأسطورة ما يسمى ” السنة الأمازيغية” لم يجد أحمد عصيد ما يحاجج به غير محاولة التراجع عما روجه الدعاة ” الأمازيغ ” من أساطير

انتصار الفرعون الأمازيغي شيشناق على الفرعون المصري رمسيس الثاني لأن هذا الأخير متأخر عن الأول بما يزيد عن قرنين ونصف من الزمان . لكنه بدل أن يعترف بالفضيحة دخل، كعادته، في مواصلة الكلام في أسطرة التاريخ بدعوى أن ” أحمد وايحمان يتحدث بتشنج كبير عن رأس السنة الأمازيغية، قائلا إنها مجرد خرافة لا أساس لها في التاريخ.

والحقيقة أن ما قاله وايحمان متأخر جدا عن الوقائع والدراسات العلمية الحديثة، حيث ما زال يكرر أخطاء قديمة لا أساس لها في الخطاب حول رأس السنة الأمازيغية اليوم، ومن ذلك حديثه عن “انتصار” الملك شيشنق على الفرعون المصري واعتلاءه عرش مصر سنة 950 قبل الميلاد، بينما لا أحد يقول هذا الكلام في عصرنا هذا …”.

وإذن فعصيد يقر بأن هناك ما يسميه ” أخطاء قديمة ” وأنه ” لا أساس لها في الخطاب حول رأس السنة الأمازيغية *اليوم* ” ، اليوم ؛ أي بعد انفضاح الكذبة الكبيرة التي شكلت أساس خرافة ” السنة الأمازيغية ” أما قبل اليوم فنعم ! ثم يأتي ويقول بأنه لم يعد أحد يقول هذا الكلام الآن !

طبعاً لا يمكن لأحد أمام العلم وتبين الحقائق أن يقنع الناس بالخرافات والخزعبلات وبالمستحيلات .. فمن سيقبل بخرافة انتصار شيشناق على رمسيس الثاني والحال أنه مات قبل ميلاده بأزيد من قرنين ونصف ؟!

عصيد، لأنه صعق بالفضيحة وحجمها وآثارها في المجتمع، وخصوصاً وسط النخبة، لم يكتف بالمقال، فانبرى لتسجيل فيديو نشره في قناته، ثم بفيديو ثان … ليفند ب ” العلم ” !!! وبالتهديد المبطن بإقحام إسم الملك كما عادته . وقبل التوقف عند ” البحث العلمي” كما طبقه عصيد لمواجهة الفضيحة، دعونا نتوقف عند جانب من تفاعل أحد النشطاء الحداثيين الحاضرين في ساحات وشبكات النضال الأممي، وهو يساري في قيادة الحزب الشعبي الاشتراكي المصري عبد المولى إسماعيل عطية ( وقد كان في وقت ما من المعجبين بخطاب عصيد ” الحداثي ” قبل اكتشافه على حقيقته .) .

يقول اليساري الحداثي المصري في تعليق على مقال عصيد الذي يرد فيه علي :
” أنا مصري وأعرف تاريخ بلادي جيدًا . وفي الحقيقة أنت في البداية، يا سيد عصيد ومن لف لفك، كنت تروج لخرافة انتصار شيشنق على رمسيس الثاني رغم الفارق الزمني بين الاثنين 329 عامًا بالتمام والكمال.

وعندما أتضح لكم زيف ما تدعونه تراجعتم عن هذه الفرية وعدتم في ثوب جديد بحديثكم الآن عن شيشنق، رغم كونه مصري ولد في مصر ودُفن على الطريقة الجنائزية المصرية، وأتحداك أن تأتي ببردية واحدة تدعي ما تقول.”

القيادي اليساري الحداثي المصري سبق أن دخل في نقاش مع عصيد وكتب بشأن تهافته مقالاً بتاريخ 11 يناير 2021 بعنوان :

  • حداثيون جدد.. في ثياب ماضوية… أحمد عصيد نموذجاً

مما جاء في المقال الذي ناقش عصيد وحواره مع الصحفي المصري حامد عبد الصمد:

“… أحمد عصيد… الذي أخذ يكرر تلك الخرافة [خرافة أمازيغية الفرعون شيشناق] وتحدث عن حرف التيفيناغ الذي يمتد – حسب قوله – إلى أربعة آلاف سنة، والذي انقرضت أمامه كل الحروف الأخرى، ومنها المصرية القديمة وليس الفرعونية كما ذهب في رأيه… يدعي في الترهات اللاتاريخية، التي لا سند لها من العلم ولا من الأركيولوجيا، أن “السنة الأمازيغية” تمتد من تسعمائة وخمسين سنة قبل الميلاد، لحظة اعتلاء الملك “شيشنق” الأمازيغي – حسب ادعائه – “عرش مصر”.”

من القضايا الجادة التي ناقشها السيد عبد المولى إسماعيل عطية أيضاً في ما وصفه “ترهات عصيد اللاتاريخية” و “… ادعاؤه أن حرف التيفيناغ الذي كتب به الأمازيغ منذ أربعة آلاف عام – حسب تعبيره – لم نجد له أثراً لدى “شيشنق” في كل البرديات والجداريات التي تدون كل ما يتعلق بحقبة “شيشنق”…”

ومن هنا تساءل الكاتب الحداثي المصري:

“فمن أين إذن جاء عصيد بتلك الخرافة المتعلقة بالتقويم الأمازيغي؟ وهو الذي لا يكل ولا يمل من تقديم نفسه كحداثي يؤمن بالعلم ويرفض الخرافة؟”

إن الأمر بسيط، يجيب السيد عطية، ويضيف أن “المسألة تكمن في المنهج الذي يتبعه عصيد ومن لفّ لفّه، وهو المنهج التوراتي الذي يحاول أن يعيد صياغة الحاضر بربطه بمثيولوجيا لا علاقة لها بحقائق التاريخ، بهدف تثبيت أوضاع جديدة على الأرض تغذي نزعات عرقية شوفينية، تماماً كما ادعى بيجين أن اليهود هم من بنوا الأهرامات، ومن ثم نجد الجامع المشترك بين دعاة الخرافة، مهما ارتدوا من مسوح الحداثة، هو استخدامهم منهجاً ماضوياً ميثولوجياً يحاول أن يزيف حقائق التاريخ لأسباب ومآرب أخرى.”

هذا عن خلفية هذا “العمل”، أما الأسباب والمآرب الأخرى التي لم يسمّها المناضل الحداثي المصري فهي التي سنسميها نحن هنا، وسنقدم مع هذا المقال بعض الأدلة القاطعة عنها، وسنرفقه ببعض المستمسكات من الصور ما دام هؤلاء يتحدون عن تقديم المعطيات والأدلة .

تبقى كلمة أخيرة عن “المناهج” و”البحث العلمي” المعتمد من طرف عصيد، وهو يرد علينا لدحض “خرافتنا” ولإثبات “علمية” أمازيغية الفرعون شيشناق، نختصرها في مرجعه وفيما قال واستنتج، انطلاقاً من مرجعه العلمي جداً، وهو الرافض بالإطلاق لأي شيء ديني للاستدلال العلمي !

أما مرجعه فليس شيئا آخر غير سفر الملوك في التوراة، كنص مقدس عند اليهود!!! أما ما قال واستنتج، بعدما قرأ من أحد إصحاحات سفر الملوك، فهو أن شيشناق عاصر نبي الله سليمان ملك بني إسرائيل !

فحتى هذا النص نفسه الذي استشهد به لم يرد فيه أي شيء عن أمازيغية شيشناق !!

فما معنى إقحام هذا النص ومحاولة الاستدلال به مع أنه لا يتضمن أي شيء له علاقة بالموضوع؛ أمازيغية الفرعون شيشناق؟!

إن هذا السؤال والجواب عنه له علاقة بما يتندر به المناضلون والنشطاء عن ما أصبح معروفاً بـ “منطق عصيد” الذي سبق وتحدثنا عنه، وسنعود إليه في مادة سمعية بصرية، بحول الله، قريباً.

وقبل الانتقال لمسخرة أخرى مع واحد آخر من مناولي الأجندة، لا يفوتنا تذكير عصيد بأنه لا يكف عن الدعوة إلى “تمغربيت” وضرورة القطع مع أي شيء يربطنا بالمشرق وبأننا مغاربة و… و…

فكيف تنسى وتعود لربط كل شيء بالمشرق وبالفرعون شيشناق الذي حكم مصر ومد حكمه، بعد موت نبي الله الملك سليمان، إلى فلسطين والشام أيام الملك ربعام بن سليمان؟!
فهل الفرعون شيشناق مشرقي أم مغربي؟! أم لا مشكلة مادام مذكور في التوراة ؟!

2. “التقويم الموري الكلابي”: انتصار ميسرة المتغري بديلاً عن شيشناق !

الارتباك والتناقض و “السنطيحة” في رد عصيد سيتكرر عند “المؤرخ” المدعي عبد الخالق كلاب ولكن بشكل أكثر مدعاة للسخرية. ففي سياق الاحتفاء بما يسمى “السنة الأمازيغية” شارك في ندوة بإحدى المؤسسات وعممها عبر فيديو، بالصوت والصورة، وقال، ضمن ما قال، بأن “التقويم الأمازيغي” بربطه بشيشناق غير موفق وأن البديل الصحيح هو اعتماد ما أسماه “التقويم الموري”! والذي يجب أن ينطلق ابتداء من السنة 122 هجرية ! سنة قتل الزعيم الخارجي ميسرة المتغري لعامل الأمويين بطنجة عبد الله بن عمرو المرادي ! .

خلال هذه الندوة، لم يكن يعلم كلاب بعد بانفضاح خرافة شيشناق وبالهزة التي تسببت فيها حلقة الصحفي حميد المهداوي حول السنة الأمازيغية. ولذلك، وهنا المسخرة، التجأ لتسجيل فيديو ثاني، بناءً على تعليمات نزلت عليه فيما يبدو وأرغمته على التراجع عما عممه في الفيديو الأول، قبل ساعات فقط، وضرورة الإسراع في العودة إلى سردية شيشناق!!!
أسطورة ما أسطورة؟! “وأين المشكلة؟! فالتاريخ كله أساطير!” كما قالت “المرأة اليهودية” كما سنرى مع الباحث إبراهيم تازغارت.

هكذا، وفي مهزلة سوداء، عاد “المؤرخ الموري” العجيب إلى لحس كلامه ونقض دعوته و”نظريته” التي طرحها وبدأ في تعميمها قبل ساعات فقط !!!

أما الفضيحة الأخرى، التي تكشف عن أنه تم استنفاره ضمن حملة “إنقاذ ما يمكن إنقاذه من الخرافة المنهارة”، فبناء ادعائه، (لتفنيد ما جاء في حوار ويحمان مع المهداوي بشأن كذب أسطورة شيشناق/ رمسيس الثاني) على كذبة أخرى تنسب لويحمان نفيه بأن سيدنا سليمان كان معاصراً لشيشناق، فكان أن أتى هو الآخر بسفر الملوك! ليقرأ منه وليستدل به كمرجع تاريخي لا يأتيه الباطل من بين يده ولا من خلفه!

فكيف ينطلق من مسلمة “معدومة” بلغة القانونيين، غير موجودة ليستنتج، انطلاقاً منها؟! ويحمان طيلة الحوار لمدة ساعة وفي مقاله المطول: “كلمات في أغيول أدرغال…” لم يرد على لسانه قط ذكر اسم “سليمان” أبداً !

فما هذا “البحث العلمي” وما هذه المناهج وما هذا المستوى الذي يراد تسييده في البلد من خلال أمثال هؤلاء الذين يتم ترميزهم، زوراً، بالألقاب والعضويات، غير المستحقة طبعاً، وفرض حضورهم في المحافل والمنتديات والمؤسسات كاليونيسكو.. ولا شك أن الجميع يدرك معنى حضور كلاب وأمثاله في “اليونيسكو اليوم”… واللبيب بالإشارة يفهم !

وقبل الانتقال إلى مسخرة أخرى أكثر عبثية وسوريالية، وجب التذكير باقتضاب بخلفية محاولة التسلل الأول ل ” المؤرخ الموري ” لتغيير التقويم الأمازيغي بتقويم أكثر أمازيغية ! هو “التقويم الموري البورغواطي “.

وسنكتفي هنا بشرح سريع، لمن لا يعرف من القراء من هم البورغواطيون و البورغواطية التي بدأ يدعو إليها كلاب، قبل أن يتراجع فورا ويعود، بإشارة من موقع ما، إلى سردية شيشناق !

البورغواطية هي نسبة إلى ” البورغواطيين” الذين أسسوا لهم إمارة في “بلاد تامسنا”، بين نهري أبورقراق وأم الربيع أيام الأدارسة والمرابطين، وهم من قتلوا زعيم الدعوة المرابطية، عبد الله بن ياسين … وكان قد تزعم حركتهم القائد الخارجي ميسرة المتغري ثم تولى بعد مقتله من سيؤسس إمارتهم على أسس جديدة وعقيدة جديدة نسخت كل شيء في العقيدة الإسلامية والمذهب الخارجي.. طريف بن شمعون هذا، الذي تنسب إليه مدينة “طريفة ” بإسبانيا، ادعى النبوة ولم ينكر على، محمد صلى الله عليه وسلم، بنوته ورسالته للمسلمين، وإنما بنى دعوته على الأطروحة التالية :

كل نبي بعثه الله بلسان قومه .. محمد بعثه الله للعرب بلسانهم؛ العربية .. أما أنا ف ” بربري= أمازيغ ” بعثني الله بلغة قومي البربر= الأمازيغ !

وهكذا سن شمعون عقيدة وتعاليم وطقوس وشريعة وأحكام جديدة وغريبة منها صوم رجب بدل رمضان وصلاة الجمعة الجامعة لكن يوم الخميس وإقرار عشر صلوات بدل خمس وتعدد الزوجات بدون اي قيد وتحريم الكذب بعقوبات أشد تصل للقتل وتحريم الآذان وتحريم أكل لحم الديك ( المؤذن الوحيد ) وأصدر كتابا “مقدسا ” بالبربرية الأمازيغية ينسخ القرآن ويحمل سور بأسماء مثل سورة الضفدع والديك … وأسماء لأنبياء بني إسرائيل ك يونس وأيوب … الخ .

إمارة البورغواطيين هي واقع تاريخي مغربي ودام لمدة طويلة ولم يقضي عليها إلا الموحدين أيام بن تومرت .. وهذا التاريخ البورغواطي ” الموري ” ! هو الذي يراد كلاب إحياؤه، أو بالأحرى يراد إحياؤه من خلال كلاب كهوية إضافية إلى” الهويات القاتلة” بتعبير أمين معلوف، في سياق الهوية المغربية الجديدة ” اليهودية الأمازيغية ” الجاري بناؤها على قدم وساق ” هذه الأيام ومنها خرافة ما يسمى ” السنة الأمازيغية” التي تحظى بكل هذه البهرجة الرسمية والدعائية المرعية من قبل دوائر التحكم وطنيا ، ودوليا بالتبعية .

3. “التقويم الأيلالي”: الأمازيغ أصل البشرية منذ 113 ألف سنة!

تتواصل المسخرة في مناقشة الدفع العلمي بخرافة ” السنة الأمازيغية ” بمداخلة أحدهم في فيديو لمدة تزيد عن ساعة ونصف للرد علينا، وهو المدعو رشيد أيلال .

ولعل البدأ به هو نفسه يكون أفيد لأن أمره يدخل في باب ما يكثفه المثل العربي البليغ؛ ” إذا ظهر السبب بطل العجب ” .

هذا الشخص الذي تم تسويقه في المدة الأخيرة بالإعلام و ” الاستعلام “طويلا، وحاول أن يسوق هو نفسه بهجومه، في إطار حملات الأجندة إياها، على الموروث الثقافي العربي الإسلامي هو فضيحة في ذاته . فطالما تم تقديمه في الحوارات التي تجرى معه على أنه ” مفكر كبير ” و ” دكتور ” وخبير … الخ ليتبين في النهاية أن مستواه المعرفي هو ” الشهادة الابتدائية ! حيث اعترف بنفسه، وبعظمة لسانه أخيرا، أنه ليس دكتورا وأنه تسرب وانقطع عن الدراسة في سن أربع عشرة (14) سنة !!!

هذا ” المرجع” الكبير زايد، وهو يرد على ويحمان، حتى على زملائه في الخرافة من أمثال عصيد و ” المؤرخ الموري ” وجاء ب”أطروحة” وأي أطروحة !!!

لكن قبل أن نأتي ل ” أطروحته ” هو كذلك، لا ينبغي نسيان أنه هو الآخر توقف عند الخيط الناظم لجوقة الخرافة . فقبل تقديم ” القيمة المضافة” التي جاء بها في الموضوع، توقف عند الإشارة للفرعون الأمازيغي شيشناق، وقرأ هو الآخر من سفر الملوك، بكتاب التوراة اليهودي، كل شيء مما قرأوه كلهم والذي تحدث عن شيشناق أو شيشناق ولكنه لم يقل أي شيء عن أمازيغيته ولا عن رمسيس الثاني الذي انتصر عليه !!! وهو ما يثير الدهشة عن الاستشهاد بهذا المرجع الذي لا يتضمن أي شيء عما يراد الاستدلال عنه .. أمازيغية الفرعون وانتصاره على رمسيس !

هذا عن خواء و ” خوار ” المناقشة .. أما عن عبقرية ” النظرية ” الأيلالية فهي في “إثباته” أن ” الأمازيغ هم أول جنس بشري في التاريخ ! ” وأن ظهور أول إنسان عاقل، وهو الإنسان الأمازيغي، فيعود إلى مائة وثلاث عشرة الف (000 113) سنة !!!

إن المرء ليحتار فعلا أمام هذا النوع من الناس كيف يحاول بناء أي نقاش معهم من منظور علمي وتاريخي، لاسيما إذا دخل معك في ترهات من قبيل ” إغود ما إغود “! الذي قال المؤرخ الأستاذ عبد الله العروي كلمته فيه وفي خلفياته في حينها .

لقد توقفنا في كتابنا المحاصر في مصلحة الإيداع القانوني منذ عدة شهور عند ” المناهج الجديدة للبحث العلمي” في الأركيولوحيا القائمة إبداع جديد هو ” بركة اليهود ” التي تسقط كميات هائلة من الأمطار بناحية طاطا لمجرد وصول بعثة علمية ” إسراييلية مغربي ” إلى عين المكان لإجراء ” الأبحاث العلمية ” هناك .
ونعتقد أن أمثال العلامة رشيد أيلال سيكون لهم ما يقولونه في هذا النوع من الأبحاث في تلك النواحي التي يقول عنها ” المؤرخ الموري ” وضيوفه في ؤبأنها مورية وأن جدران بقايا قرية تامدولت هي بقايا عاصمة “النبي صمويل ” !!.

4 – الحجج ..

لقد طالب بعضهم بحجج لإثبات ارتباط أجندتهم بالمشروع الصهيوني، والأدلة عما يثبت أية علاقة لهم بالصهاينة .. نقول لهؤلاء ” ما طلبتوا غير الموجود “. وقد فكرنا أن نمدكم بها هنا ثم قررنا، لاسيما وأنه سبق لنا تعميم الكثير الكثير منها، إرجاءها لمقال خاص وحلقة خاصة، بالصوت والصورة، قريبا ..

وسنكتفي ببعض الصور هنا للاستئناس، علما بأننا افردنا كتابا كاملا معززا بالوثائق والصور والمستمسكات، ولا يبقى إلا أن ترفع السلطات يدها وتكف عن محاصرته وحظره، عمليا، بتقنية عدم تسليم رقم الإيداع القانوني لنشره وتوزيعه على العموم ..

5. للذباب الإلكتروني: لسنا معنيين بالسباب والهراش

لقد توازى أيضا مع كشف فضيحة وخرافة شيشناق/ رمسيس الثاني حملة من الأكاذيب والسباب وقلب الحقائق تولتها جوقة من ” العطاشة” المتخصصين المكلفين بمهام التضليل وخلط الأوراق يتقدمهم أحد أدوات الضابط سيمون سكيرا وضابط الموساد سام بنشتريت و جاكي كادوش في ݣلميم ومناطق الصحراء الذي يتحدث، زورا، باسم ” حقوق الأمازيغ ” ..

لهؤلاء في الذباب الإلكتروني ولكل خطوط الوحدة 8200 الإسرائيلية نقول: نحن غير معنيين بمثل هذه الأساليب وتبادل السباب .. نحن يهمنا كشف خطط مشغليكم ومجنديكم الخطيرة كي يعي الشعب وقواه الحية هذه المخاطر ويتجند لمواجهته.

أما الاعيب وأساليب التهجم الشخصي والتشهير فهذا لا ينال منا أبدا و لا يغير أي شيء من الحقائق التي تم كشفها.

6 – الفرح ! عند أخنوش وجماعة البهرجة والتضليل .. وعند المنكوبين في جبال الحوز …!

من السخف الذي حاول التأمزغ المتصهين ان يداري به مصيبته بانكشاف فضيحته وانهيار خرافته عما يسمى “السنة الأمازيغية “، التجاؤه للتجييش على أساس استهداف الأمازيغ وعيدهم واستكثار الفرح على إمازيغن المساكين المهمشين المقصيين … الخ، ناسيا أن من يخاطبونهم أمازيغ هم الآخرون، لكنهم لا يقبلون استهبال إمازيغن بالبهرجة والتفاهة والخرافة . أما أفراح إمازيغن فهي أفراحنا وأتراحهم اتراحنا ..

فليفرح أخنوش والتأمزغ المتصهين والمسترزقون بالأمازيغية ما طاب لهم أن يسترزقوا ويغرفوا من المال العام على حساب فقراء إمازيغن .. أما هؤلاء فإنهم في بؤسهم في الجبال وما وراء الجبال .. وأما منكوبي زلازل الحوز، فإنهم لا يمكنوا أن يفرحوا لأن حكومة ” الأمازيغي جدا ” وجماعته ” ال ” إمازيغن جدا ” لا يهمهم ولا يصلهم أنينهم .. والذي يهمهم وفقط في الأمازيغية هو ما يمكن صرفه في الشبابيك وتسمين الارصدة .. وليذهب إمازيغن الجبال إلى جحيم جبالهم !

**************

هذا كله من جهة، ونأتي الآن إلى تتمةٍ لخرافة ” السنة الأمازيغية” كما كشفتها شهادة لأحد النشطاء والباحثين الأمازيغ الجزائريين هو إبراهيم تازغارت .

7- “المرأة اليهودية” هي من قررت اعتماد الأساس الخرافي ل ” السنة الأمازيغية ” ؟

في محاضرة مسجلة بالصوت والصورة كشف الناشط والباحث الأمازيغي الجزائري إبراهيم تازغارت عن سر خطير يكشف الملعوب كله عن أصل خرافة ما يسمى “السنة الأمازيغية ” .

ومما جاء في محاضرة تازغارت ( وهي متوفرة رهن إشارة العموم على اليوتوب) أنه كان حاضرا في النقاشات حول ” السنة الأمازيغية” وتقليب الأراء والاجتهادات حول بناء رمزيتها بلورة سرديتها وأنه في هذا السياق حضر اجتماعا بالمغرب لتعميق النقاش ومحاولة الحسم في الصيغ النهائية . وفي هذا الاجتماع – بحسب تازغارت – تدخل ناشط أمازيغي مغربي ليعبر عن تخوفه من عدم متانة السردية الافتراضية؛ شيشناق / الفرعون الأمازيغي … فكان أن قاطعته ” باحثة يهودية ” – يواصل الباحث الجزائري – بقولها:
” وما المشكلة ؟! التاريخ كله خرافات وأساطير ! ” ..

وهكذا تم حسم النقاش في هذا الاتجاه !

وهكذا إذن جاءتنا السردية الخرافية .. وهذا ما يفسر مرجعية سفر الملوك في التوراة التي جاء بها كل الذين تكلفوا بالرد علينا، وكلهم كتبوا وقالوا عن الفكر الديني كفكر غيبي خرافي غير علمي، ما لم يقله مالك في الخمر كما يقال !!!

  • آخر الكلام

إن مسخرة الدفاع عن أسطورة “السنة الأمازيغية”، وردود مناصريها، تُبرز بشكل واضح الفجوة الكبيرة بين الادعاءات التي يتم تسويقها من طرف بعض الجهات المؤدلجة صهيونيا وبين الواقع العلمي والتاريخي. وتكشف عن الدور الخطير الذي تلعبه هذه الأساطير في تمرير أجندات سياسية وإيديولوجية تُهدد وحدة الشعب المغربي والمغاربي لنشر الفتن و الانقسام والصراعات و” هويات قاتلة “.

ولعل المثير للسخرية أن مروّجي هذه الأساطير، رغم تكرار رفع شعار “البحث العلمي”، لم يقدموا أي شيء من هذا القبيل، بل لجأوا إلى روايات وأساطير مفبركة، إلى جانب محاولات بائسة لليّ أعناق الحقائق.

وفي هذا الإطار، يصبح من الضروري التصدي لهذه الخرافات، ليس فقط عبر كشف زيفها، بل من خلال فضح خلفياتها الحقيقية المرتبطة بأجندة تمزيق وحدة الشعب المغربي وخدمة مشاريع استعمارية جديدة، سواء كانت بأدوات ناعمة كالثقافة أو عبر محاولات تزوير التاريخ لخلق واقع جديد يلغي الهوية العربية الإسلامية للبلاد لإحلال هوية جديدة مكانها هي: الهوية “اليهودية الأمازيغية ” !!! التي يبحثون لها عن الأساطير المؤسسة، تماما كما فعلوا في فلسطين: أرض بلا شعب لشعب بلا أرض .. شعب الله المختار .. المسجد الأقصى هو هيكل سليمان … الخ …

وآخر دعوانا أن اللهم اسق عبادك وبهائمك !
——————–
(*) باحث في علم الاجتماع والأنتربولوجيا.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M