السواد والبياض
هوية بريس – بلال التليدي
أن تكون واقعيا في تحليل الوقائع التي تجري ببلدك، معناه الاضطرار الى دعوة القارئ مشاركتك تشاؤمك. البعض يدعونا للتفاؤل، لنشر ثقافة الامل، لعدم السقوط في العدمية، لتجنب اللون الاسود. لكن كيف نستجيب والمؤشرات كلها تعاكس رغبتنا او ميلنا نحو التفاؤل، هل نلغي الواقع لمجرد العواطف، ام نلتزم الوقائع ونخالف ذواتنا وما تامله وترجوه وتتمناه نفوسنا؟
سينتقدنا البعض، وينسب منهجنا الى اشياء قائمة بالنفس. نقبل منهم وصفنا بادواء نفسية، نقبل منهم حتى ان يصفونا بالمرض. نصبر على اذاهم، فنحن مرضى لا يهم. لكن، هل تغير الواقع بوصفنا بذلك؟ هل تغيرت وضعية الصحة والتعليم والرياضة والسكينة والكرامة ووسائل العيش؟
ماذا ستكسب حين ترتد اعين المعتدلين فتصير لا ترى الا السواد؟ هل تتهم بالوقوع في دائرة العدوى وهم الذين حددوا مواقعهم والمسافات بينهم وبين غيرهم؟
ماذا ستكسب من ذلك سوى ان تغطي على الواقع وتخلق بيئة العداء الواسع؟ وتحول المعتدلين الى متطرفين والشرفاء الى خونة؟
الوقائع مؤلمة في سياسة الداخل، ولا شيء يبعث على الأمل.
محاربة الفساد هنا وهناك سياسة مهمة، لكن مفعولها جزئي في ظل جمود المقاربة.
المغاربة يتطلعون لتغيير جوهري في المقاربة، تغيير يقوم على اقالة الفاشلين، واشراك الاكفاء، وتتبع الاداء، والقيام بالمتعين لتصحيح الانحراف كيفما كان الثمن