الإعلام هو السلطة الخامسة -كذا يقولون- إن لم يكن صاحب السلطة المطلقة والباقي خدم له وتبع، فالإعلام هو الذي صار يصنع البشر ويصنع التاريخ.
لكن للأسف؛ إعلامنا منحط مبتذل لا يصنع إلا التفاهة والوقاحة والعنف، إعلام يربي على العقوق؛ عقوق الوالدين، وعقود المعلمين، وعقوق المسنين.
إعلام يجرئ الصغير على الكبير، والجاهل على العالم، والخائن على الأمين، والكاذب على الصادق، والسافل على الفاضل، ويقلب الحقائق؛ فيضع الشريف ويرفع الوضيع، ويلمع المشبوه ويلطخ النقي الطاهر.
إعلامنا جرأ الناشئة على القيم وعلى الحرمات والشعائر، ففقدت الناشئة البوصلة وصارت كالحمر المستنفرة لا يقيمون للفضيلة وزنا، ولا يحملون للدين هما ولا يرعون عن تدنيس المقدسات وارتكاب المحرمات، يفعلونها بجرأة وسماجة وقساوة جبين.
ودونكم الحموضة والتفاهة والميوعة التي تعرضها قنوات -ويا لها من قنوات- وفي شهر رمضان -الشهر الفضيل- حيث تصفد الشياطين ويضعف تأثيرها على من بقي في قلبه مثقال ذرة من إيمان، لكن شياطين الإنس يقومون بالمهمة بهمة عالية وإبداع ربما يغيب عن شياطين الجن.
إن معروضا على التلفاز مثل “راس الدرب” أو “السوحليفة” -وبئس الاسم والمسمي والممثل والمخرج وكاتب السيناريو- في وقت اجتماع الأسر بكبيرها وناشئها على مائدة الإفطار، لتدرك ما الرسالة التي يبغون أن تصل، والقيم التي يردون أن يربوا عليها الناشئة وتتكون على أساسها الأسر، حيث الميوعة والوقاحة، وسوء الخلق وقبح الكلام، وعقوق الوالدين وإهانة المعلمين…، وهلم جرا مما صرنا نعايشه في الواقع المر سلوكات وممارسات تؤثث كل الفضاءات، وآخر ذلك حادثة أستاذ خريبكة وتلميذته المشاغبة، ومنها العدد الغفير، في مدارس صارت تعيش تحت رحمة أخلاق الإعلام الداعر والشارع المتفلت، وصار عنوان التربية والتعليم أشبه بكذبة أو خيال أو وهم يعيشه المجتمع بمسؤوليه وأسره وأطره..
إن ما جرى في خريبكة وقبلها، وما وثقته الكاميرات وما لم يوثق، وما سيأتي بعد ما هو إلا تغذية راجعة وتأثير لإعلام منحط ساقط (قسم 8 ومدرسة المشاغبين…) يريد أن يصنع أجيالا منحطة تافهة، حتى لا تقوم لهذه الأمة قائمة.
إن التلاميذ اليوم في الجملة لم يعودوا يحملون للأستاذ قدرا من الاحترام والتقدير، والأستاذ الذي يجدون فيه الفرصة سانحة للسخرية والإهانة لن يرحموه أبدا، حتى يصاب بالجنون أو الأمراض المستعصية، وأما انضباطهم عند بعض الأساتذة فتلك منة من الله، مع شيء من قوة الشخصية التي لو افتقدها الأستاذ صار لقمة سائغة للمشاغبين أصحاب ثقافة (راس الدرب) و(السوحليفات)، بل ويتجرأ عليه حتى الدراويش والظرفاء، وإنها لمعاناة لا يعلم حجمها إلا الله ومن يعانيها من بعض الأساتذة كان الله في عونهم.
إن إفساد الإعلام وإفساد التعليم ومن تم إفساد الأسرة مع ضرب القدوة وتحطيمها، في مقابل تلميع التافهين والتافهات من حتالات البشر، كفيل بأن يغرق الأمة في براثين الجهل والتخلف والدونية وزد ما شئت من هذا القاموس. وتلك هي توصيات أعداء الأمة يقوم بتنفيذها الخونة من أبناء جلدتنا وعروبتنا.
إنه إن لم تتدخل الألطاف الإلهية فإن قادما لا يبشر بخير لهذه الإرهاصات البادية للعيان.
سؤال: ألا يخرق المخرج مدونة الشغل بتأجيره لطفلة لم تتجاوز 15 سنة أم أنها الفكاهة الساخرة حتى من القوانين والأعراف؟؟
بوركت حبيبنا الغالي
والله إعلامنا سبب رئيس فيما نعيشه من تدني الأخلاق وضياع القيم
جزاك الله خيرا.