السويد: أسوأ موجة جفاف تجبر المزارعين على ذبح مواشيهم
هوية بريس – وكالات
أسوأ موجة جفاف تضرب أرياف السويد فلا شيء نجا من عواقب شحّ المياه، ممّا بعث الخوف والفزع في قلوب المزارعين، حتى المواشي اضطرّ مربّوها إلى ذبحها خوفا من أن تنفق عطشا وجوعا.
المزارع جاكوب غوستافسون (47 عاما) في نورتيليي شمال ستوكهولم عبّر عن خوفه من حالة الجفاف التي تمرّ بها بلاده مؤكدا أنها الأسوأ منذ ما يزيد عن ستين عاما.
وقد سُجّلت في جنوب السويد أعلى درجة حرارة منذ أكثر من مئة عام بحسب معهد الأرصاد الجوية. لذلك وضعت أجهزة الإطفاء في حالة تأهب. علما وأن رجال الإطفاء أخمدوا في ستوكهولم ما بين “عشرين وثلاثين حريق” في محيط العاصمة، بينما تمتد الحرائق حتى الدائرة القطبية الشمالية.
وبعد فرنسا وإيطاليا والنرويج، وضعت البرتغال الجمعة طائرتين جومائيتين بتصرف السويد. وقد ابلغت الآلية الاوروبية للدفاع المدني التي طلبت السويد في بداية الاسبوع مساعدتها، باستعدادها “لإرسال رجال ومعدات برية” أيضا.
كما وضعت بولندا الجمعة حوالي 140 رجل اطفاء و44 آلية تحت تصرف السويد لمكافحة الحرائق.
وهذا الوضع دفع ملك السويد مارل السادس عشر غوستاف الذي يمتلك مزارع ونادرا ما تصدر عنه تصريحات، إلى أن يعبر عن دعمه لكل الذين تضرروا من الحرائق”.
وتشهد السويد وجاراتها الدنمارك والنروج وفنلندا، حاليا ارتفاعا كبيرا في درجات الحرارة تشير توقعات الى انها لن تتوقف.
احتياطات الشتاء
لم تعد المزروعات والأعلاف للحيوانات تنبت بسرعة. واوضح غوستافسون وهو يفحص نباتات بالكاد تجاوز طولها العشرة سنتمترات “عادة في هذه الفترة من السنة يصل ارتفاعها” أضعاف ذلك.
وتقول زوجته آنيت التي تعمل معه في تربية حوالي مئة بقرة حلوب انهما باتا يستخدمان احتياطات الشتاء “لابقاء القطيع على قيد الحياة”.
واوضح جاكوب وقد بدا عليه القلق “حاليا علينا علف الأبقار في الداخل. كل الاحتياطي من علف الشتاء يوزع حاليا ولا شىء ينبت حاليا، لا أعرف كيف سنمضي هذا الشتاء”.
والحليب هو الهم الأول لهذا المزارع مع نقص المياه، لان العلف الذي يوزع قبل اوانه -مثل ذاك المستورد من المانيا وبولندا- “ليس الافضل للتغذية”.
وقال جاكوب آسفا “انها لا تنتج الكمية التي آمل فيها من الحليب”.
شراء اللحوم السويدية يعوض المزارع خسارته
اضطر نقص الأعلاف بعض المزارعين السويديين الى إرسال أبقارهم الى المذابح.
وقال اتحاد المزارعين السويديين “نحتاج الى سنوات لنستعيد نوعية (الزراعات) وحجم القطعان”، محذرا ايضا من حرائق الحقول مع اقتراب موسم الامطار.
وأكد ناطق باسم الاتحاد اتصلت به وكالة فرانس برس “انها اسوأ ازمة للمرزاعين السويديين منذ أكثر من خمسين عاما”، موضحا ان “الخسائر تقدر حتى الآن باكثر من ملياري كورون سويدي (194 مليون يورو”.
أما عائلة غوستافسون، فتقدر ما فاتها من ارباح بما بين “مئتي ألف و250 ألف كورون”.
لمواجهة هذه الازمة غير المسبوقة، يدعو المزارعون التجار الى “بيع منتجات سويدية” والمتسوقين الى “شراء منتجات سويدية”.
وقال اتحاد المزارعين السويديين “إذا اشترى الزبائن منتجات سويدية وخصوصا لحوما، يمكنهم انقاذ الطلب في السوق ومساعدة المزارعين على الحصول على دخل معقول”، حسب “مونت كارلو الدولية”.
منذ عقدين ونحن نعاني في الجنوب من الجفاف وشح المياه والمراعي ، ونحن نلاحظ ذلك عيانا هنا، ولا أحد يرشد او يمد يد المساعدة من الدولة للتخفيف من حدة التغير المناخي الذي تبدت اثاره اولا في الجنوب المغربي، حيث تخلى أغلب الناس في القرى عن مواشيهم وحتى مزارعهم الصغيرة بسبب ذلك، اغلب الشباب هاجروا الى المدن أو حتى الى خارج البلاد للاستمرار والتغلب على هذه الحالة ،