السياسة الأهلية في ناحية مراكش في 1927م (2/1)

هوية بريس – ذ.إدريس كرم
اتسمت سياسة السكان الأهلية في منطقة مراكش عام 1927 بإنجازات سياسية هامة وتقدم إداري ملحوظ، سنتاول تباعا:
1- نتائج العمل السياسي الذي أدى إلى إخضاع القبائل الجبلية المنشقة، المستقرة في المنطقة.
2- المشاكل السياسية المختلفة التي نشأت على مستوى الجبهة المنشقة في منطقة مراكش، والتدابير المتخذة لحلها.
النتائج السياسية
تقديمات:
اعتبارات عامة:
بقيت منطقتان منشقتان في جنوب غرب منطقة مراكش، إحداهما تضم سلسلة من القبائل التي تقطن سفوح الأطلس الكبير، وتمتد بين الساحل من إيمنتانوت إلى تارودانت، عبر بيكودين غربا، وتلك الممتدة من مراكش إلى تارودانت عبر تزينت شرقا.
أما المنطقة الأخرى التي تضم قبائل اتحاد إيدا-أُتَنَان فتمتد على سلسلة جبال وعِرة، تعبُرها سفوح جبال الأطلس، وتتكاثر في الطريق الواصلة بين إيمنتانوت وأكادير، عبر بيدوغين، وواد يَاسِين شرقا، والطريق الساحلي الواصل بين موكدور، وأكادير إلى الغرب.
لطالما عاش سكان هاتين المنطقتين -الَّلتَيْن سرعان ما انعزلوا- في أعماق وديانهم، التي يصعب الوصول إليها، في تمرد هادئ، يترددون على أسواقنا، ويرسلون عمالهم للعمل في مواقع البناء لدينا، وبعض أبنائهم للانضمام إلى صفوف جنودنا، لكنهم رفضوا بعناد التنازل عن استقلالهم، ليَلا يخضعوا للقانون، ولتكاليف المخزن.
منذ تأسيس محميتنا ووصولنا إلى مراكش، لم يفعل لمْتوكي والكُنَدافي شيئا لإحضار جماعات “لَفِّهِمْ” في هذين المكانين، للتوبة والنَّدم، بل واصلوا سياستهم القديمة عمليا مع هذه التحالفات، والتي سمحت لهم من خلال التدخل في نزاعاتهم، بالحفاظ على نفوذ حقيقي عليهم، دون الإنجرار إلى حل بالقوة، من شبه المؤكد فشله في هذه المناطق الصعبة، ومن المناسب أيضا، الاعتراف بوجود هذه الجماعات المنشقة، في منطقة نفوذ كبار قيادنا.
لاستعادة النظام في الأطلس الكبير، تم توضيح موقف هذه الأخيرة تجاه الحماية، التي كلفتهم ببث الأمن في أعالي الأطلس، وترسيخ وضع الأخيرين تجاة الحماية، مما منحها دورا رقابيا مهما، سعت جاهدة إلى ترسيخه، عند إدا-أُتَنَان، بشكل خاص، حيث يسيطر شعور عنيف بالإستقلال في هذه المنطقة، وذكرى والخضوع العابر الذي حصل لهم مع السلطان العظيم مولاي الحسن، قبل خمسة عشر عاما، الذي لم يعْبر جبالهم إلا مرة واحدة مع حركاته، لم تعد سوى ذكرى.
بين عامي 1912 و 1927 لم يسجل أي تقدم يذكر في إخضاع هاتين المنطقتين اللتين -علاوة على ذلك- لم تُظهرا أي عدوان خارج حدودهما، وقد حرصتا من خلال معارضتهما السلبية على عدم لفت انتباهنا إليهما.
دفعتنا الحوادث العديدة التي وقعت في الأشهر الأولى من عام 1927 بين القبائل المنشقة الخاضعة للمراقبة السياسية لموقعنا في إيمنتانوت فجأة، إلى توجيه اهتمامنا نحو قبائل الإقليم الشرقي، وفي أقل من ستة أشهر، أدت الحوادث إلى استسلام جميع هذا الإقليم تباعا.
من ناحية أخرى، دفعنا الإفتتاح الوشيك لميناء أكادير، إلى مشكلة تقليص نفوذ إيدا-أُتَنان فرُّوا، حيث امتدت الفخذات إلى أبواب أكادير نفسها.
كان تقليص نفوذ إيدا-أتَنان محل دراسة لمدة خمسة عشر عاما، باعتباره الحل الوحيد الممكن، ولكن ظهرت ظروف غير مواتية، سمحت بالنظر في حل سلمي للمشكلة، بالوسائل السياسة البحتة، وقد تكللت جهودنا بالنجاح التام، فقد جاءت إدا-أتَنان إلى المخزن في أربعة أشهر، دون إطلاق رصاصة.
خضوع القبائل ومجموعات بؤر الشرق
سكساوة………… 2.230 ضوء
ادويران الجبل….. 200 ضوء
إدا أُمحْمود………. 1.000 ضوء
آيت امْحمد أُموسى، وآيت برحيل
وآيت اشْعَيْب دَمْسِيرا….. 700 ضوء
إدا أُأَزال……………… 800 ضوء
كودْيُمِين الجبل…….. 750 ضوء
إيجانتين ( إيكهارا)…….75 ضوء
إيدا أُمْساتُوك………400 ضوء
تِيكُوكا…………………200 ضوء
نقرأ في l,afrique francaise 1923/p369 شهر أكتوبر الظروف التي دفعت الأعضاء الرئيسيين في هذه المجموعة إلى الاستسلام سنذكرها لاحقا.

في ماي 1927 بمناسبة إعلان تسوية النزاع، أو التدخل لدى الإقامة العامة، وقد تم ذلك من قبل شخصية بارزة من منشقي سكساوة، فعقد اجتماع في إمنتانوت من قبل أعيان مهتمين، استدعوا من أجل التفاهم.
استغل عمر السكساوي زعيم إحدى المجموعات الثلاث المنشقة لسكساوة، هذه الفرصة للظهور في إيمنتاوت مع كامل جماعته، والتأكيد بحضور مندوب عن المقيم العام، على خضوعه المطلق للمخزن، ورغبته في أن يكون تحت مراقبتنا المباشرة، عندما نتمكن من إعادة النظام لسكساوة.
أما المجموعتان الأخريتان من سكساوة، اللتان كانتا متعارضتين سابقا، فقد واجهتا هذا الحدث، الذي يجُرُّ المخزن للمنطقة، تصالُحاً على الفَور، وهاجمتا فخذة السي عمر السكساوي، واجتاحوا مواقعها.
رد فعل جانب المخرن، جاء بمساعدة امْخَزْنِيِّينا المساعدين المدربين حديثا، وتهديد طَيَرَانِنا، فكان هجوما مضادا ناجحا، وقد استغل بسرعة، وحكْمة، من قِبَل مصلحة الإستعلامات بشيشاوة وإيمنتانوت، حيث تم حل الأزمة في غضون أيام قليلة، من خلال العرض المنظم في 22 يونيو بإيمنتانوت من قبل الجنرال هوري، قائد ناحية جماعات سكساوة، ادويران، إدا-أُمَحمود، فخذة المنشقين لدمسيرا، جاءت لطلب الأمان.
الحركة المحدودة الآن بسكياوة انتشرت بسرعة للقبائل المنشقة المجاورة، الذين رأوا نجاح مؤيدينا “بَرْطِزا”، فاهْتَبَلُها فرصة رائعة، سانحة، للتحرر من وصاية امْتُكا الثقيلة، وحملوا السلاح أيضا، ولكنهم سَارُوا إلى جَنْبِنَا.
القصور -القلق-
لمتوكي في هذه المسألة، سمح لنا بإعطاء ترضية لهذه الساكنة من خلال الاتفاق على إعطائهم الأمان، وإمكانية اختيارهم لرئيس يقودهم، ووضعهم تحت مراقبتنا المباشرة، وهذه صيغة جديدة، تخالف ما يسمى بسياسة القياد الكبار، ودرس قاس لمتُوكا، بما في ذلك الانتهاكات التي ارتكبها الخلافاء الذين اختارهم، تبع هذا النجاح الكبير في غشت، استسلام الفخذات المنشقة في دَمْسِيرا، وإدا أُمْحَمَّد، الذين قُدِّموا للجنرال هُورِي، الموجود وقتها في جولة عند إدَا أُمْحمّـد الذين طلبوا منه الأمان.
وأخيرا بدأت المحادثات الأولى في نونبر مع مندوبي إِدا-أُأَزال، وانتهت في يناير 1928 بالقدوم إلى إيمنتانوت ثلاثة من القياد الرئيسيين لهذه القبيلة ومندوبيهم، لطلب الأمان، بعدما قبلت اجّْمَاعات جميع طلباتنا وهي: سداد الضرائب ابتداء من 1929 إنشاء تحديد لإقليمهم، تابع مبشرة لإدارة المراقبة وأرجئ البث في مسألة إعادة تنظيم القبيلة، ريثما تُجري مصلحة الشؤون الأهلية التابعة لنا بشيشاوة، تحقيقا ميدانيا.
كان لهذه النجاحات تداعيات فورية على ملحق أمزميز، أو قطاع المنشقين بأعالي جبال كيدموا، وأعالي واد نفيس، حيث بدأت كتْلتَهما تنهار تدريجيا.
سقوط سكساوة، توافق مع استقبال الجنرال هوري في يوليو ممثلين عن كل من: لونيكيتن وإملوان، وآيت كير، وأيت تيكسيت، وآيت كاسا، الذين حملوا له خضوعهم وقبولهم بشروطنا، وهي شروط مماثلة لتلك المفروضة على قبائل ملحق شيشاوة.
الرئيس الأساسي لمنشقي هذا الإقليم إبراهيم إِرُّو، قدم نفسه للجنرال هوري في 12غشت 1927.
في يناير جماعة الجَّناتين وهي فخدة متمردة من منطقة لغْبار (من أعالي واد نَفِّيس) والتي عادت للتمرد في أكتوبر 1926 وقت اغتيال المهندس كوتون، اتفقوا على تسليم المسؤولين عن اغتاله.
وأخيرا إيدا-أُمساتوك وتِكوكا وهما جمهوريتان صغيرتان، تائهتان في أعالي الجبال لم يخترقهما أي ممثل للمخزن في عزلتهما، أكدتا خضوعهما بنفسيهما من خلال سلطات ملحقة أمزميز، التي أوصلتهما إلى رئيس ملحقتنا في تارودانت، الذي سيتولى تنظيمها، في الأيام الأخيرة من شهر يناير 1928، وهكذا تم مَحْوُ الرقعة المنشقة بين الطرق الرابطة مراكش بتارودانت عبر تيزي امْعَاشو، من جهة، ومن جهة أخرى جهة تيزينتست، ومحو مخيم مكون من 7.000 خيمة، قد وصلت بشكل شبه تلقائي، لتخضع للحماية الفرنسية، ملتزمة بقانونها وقانون المخزن، مشترطة شرطا واحدا هو أن تخضع مباشرة لأوامرنا، دون أي وسيط، سوى قادتها الذين عينتهم، ووافقنا عليهم.
(هامش”1”:
في الأسابيع الأخيرة وقع الإخبار بنجاح جديد لعملنا السياسي، تمثل بخضوع آيت وادريم، ففي 29 يبراير قدم عدد من متمردي هذه القبيلة لسوق أربعاء آيت باها للقاء ليوطنا أولواكس رئيس مكتب استعلامات ابْيُوكْرا ويطلبوا الأمان من المخزن بعدما اختاروا الخضوع له، والهروب من طغيان واستبداد القايد الحسين أُعُمَر، ثم تبعهم إحدا عشر 11 فخْذَة من لَفّْ الحُسَيْن تضم 1.870 عائلة قدموا خضوعهم لنا، تلتهم ثلاث فخذات أخرى تضم 1.430 عائلة قدموا بدورهم خضوعهم.
ليوطنا كولونيل ماراتوش الكومندار الجديد لناحية أكادير توجه لاستقبال مستسلمي آيت وادريم رسميا، وحمل معه في العودة لمقرة 25 من أعيان الخاضعين الممثلين لــ12.000 نسمة، وأخيرا في 8 مارس اسقبل ليوطنا كولونيل ماراتوش خضوع آيت موسى أُروكُّو ممثلة لخمس 5 فخذات وحوالي 500 عائلة، تحقق كل هذا فقط بالعمل السياسي) .
في الأسابيع الأخيرة، تَحقَّق نجاح جديد لعملنا السياس،
هذه النتيجة الرائعة التي تحققت بوسائل سياسية بحثة تجسد تكريسا مدويا للسياسة السخية التي ينهجها المقيم العام في المغرب.
إنها تسرف الجنرال ومسؤولي الشؤون الأهلية في منطقة مراكش، الذين أثبتوا جدارتهم في إنجاز هذه المهمة الرائعة.
اسَـتَـسَـلام قـبـيـلـة إيـد – أُتَـنـا ن
أدَّى الافتتاح الوشيك لميناء أكادير ومحيطه، والذي كان مخططا له، منذ أوائل عام 1927 إلى تقليص نفوذ قبيلة إيدا أُنتان المنشقة، التي تمتد قبائلها من أكادير باتجاه شمال شرق البلاد، مهددين الطريق الذاهبة من موكادور إلى أكدير، والتي تؤدي لبعض النقط، وسهل سوس، وطرق مراكش عبو واد يَسِين وبُوكِيدِين التي تهين عليها.
كان تحديا في الاتجاه الصحيح ذلك التفكير في فتح سوس دون تسوية هذه القضية المهمة أولا، والتي كانت على جدول أعمالنا للتهدئة منذ سنوات طويلة، تحديا للمنطق السليم، لكن الخمول المؤقت للمنشقين في إيدا-أُتَنان والحاجة إلى حل مشاكل أكثر إلحاحا في أماكن أخرى، قد أخر حل هذة المشكلة حتى الآن.
لطالما بُذلت محاولات عديدة لجذب إدا-أُتنان إلينا عبر الوسائل السياسية، باستخدام علاقات وجهائهم البارزين مع زعماء السكان الأصليين لقبائلنا الخاضعة، كانت قبيلة آيت تنكيرت تحت النفوذ السياسي لقادة حَاحَا، ومكتبنا للشؤون الأهلية، في تمنار، اافيسفاسن،
الموجود بأكادير، وآيت أُوأَزون، والتي عند لَمْتُوكِي.
أدَّى هذا الإجراء إلى علاقات وُدِّيَة، ووصول إدَا-أتَنان إلى أحواض بناء السفن لدينا كعمال، والأمن النسبي لأراضينا، وتواصلنا مع القبائل المجاورة لهذه الكنفدرالية، ومرور كُولُون سوس مرَّتين من غير حوادث سنة 1917 بقيادة الجنرال دولاموت، كما تم ترويض مجموعات مختلفة دون إحراز تقدم في استسلامها وإخضاعها لسلطتنا.
كانت إدا-أُتْنَان ما تزال في حالة نزاع، ولكن فخورة باستقلالها، الذي دام قرونا، والذي قاوم جميع محاولات أقوى السلاطين، لذلك ظلت بعيدة عن متناول تقدمنا، وظهر أن استخدام القوة ضدها هو السبيل الوحيد لإخضاعها.
نظرا للوضع السياسي لهذه المجموعة من القبائل المحاصرة من قبل قبائلنا الخاضعة، نتيجة التحضير المكثف الذي جرى على مدى 15 خمسة عشر سنة.
لكن يبدو أن العمليات العسكرية المخطط لها في هذه المنطقة ستتم دون صعوبات كبيرة، ومع ذلك ظلت هناك مخاطر التوغل القسري في بلد بالغ الصعوبة، قادر على حشد عدة آلاف من المقاتلين، بلد يمكن فيه لحفنة قليلة من الرجال المتعصبين، أن يُقدموا مقاومة جادة لتقدم كتائبنا ويُلحقوا بها خسائر فادحة، كان من الأفضل بالتأكيد محاولة أخيرة لإقناعهم.
أدرك الجنرال هوري خلال جولة في شتنبر لإدا أُومحمود، وهي مجاورة لإدا-أُتْنان والتي كانت تعاني بشدة من نفس صعوبات الإختراق، المهمة العسكرية الصعبة التي ستفرض على كولوناتنا، فقرر القيام بهذه المحاولة الكبرى، وأصدر تعليماته للكولونيل هانوط كمندا إقليم أكادير.
لا توجد ظروف أكثر ملاءمة لتكثيف عملنا السياسي غير الموجود في الواقع، هناك أولا التداعيات الكبيرة للضغوط التي تلقيناها منذ يونيو من؛ سكساوة، ادويران، دَمْسِيرا، وإدا أُمَحمود، بفضل شروط الأمان المُيَسَّرة للغاية، المقدمة للرعايا الجدد.
وأخيرا، وقبل كل شيء، هناك السياسة السخية المُتَّبعة عام 1927 في المغرب الغارق في بؤس غير مسبوق، حيث تغاضت الدولة الحامية عن مساعدته وتخفيف معاناته، من المصائب التي لحقت به.
وقد وجد المعارضون الذين جاؤوا يتوسلون شفقتنا، فوجدوا ملاذا في مراكز إيوائنا، وأخيرا في سوس، الذين أنهكتهم المجاعة طيلة خمس سنوات، بحيث صاروا مفتقرين لكل شيء -لا ينتظرون سوى الموت خلاصا- تمكنوا من الحصول على البذور اللازمة للمحاصيل التي تُبْنى عليها كل آمال الحصاد القادم، والتي ستُعيد الرخاء والحياة إلى منطقةٍ، أوْدى بها الفقر والمرض بحياة الكثيرين.

من دون إضاعة للوقت، بدأ استئناف البحث بحماس، عن حل لتهدئة المشكل من قبل جميع مساعدي الجنرال هوري، مدفوعين بتنافس كبير، ورغبة عارمة في النجاح.
شرع الكولونيل هانوت أُولَ محادثاته في شتنبر مع ممثلي فخذات آيت أُأَزو الشمالية بواسطة فقيه لسُوكَال الكبير، المعروف بمواقفه الإيجابية تُجَاه المخزن، ومع ذلك لم يتمكن من الحصول على موافقة كاملة من جميع هؤلاء الأعيان على مسألة حرية تنقل ضباطنا بين القبائل.
علاوة على ذلك، كانت آيت أُأَزن خاضعة للنفوذ السياسي لِمْتُوكة، وكان من الصعب توقع نتائج إيجابية من هذه الفخذة دون دعم هذه الأخيرة.
استُأنف العمل ضد آيت أُأَزون، لتستولي عليها مراكش، بعدما اتفق الكولونيل موريل القائم بأعمال كومندار المنطقة، مع القايد الشيخ امْتوكي، باستدعاء خليفة
هذا الأخير، على بوعبو السي بوسلهام، الذي كانت كلمته تحظى بتقدير كبير من قبل سكان جبال القسم الشمالي من إدا-أُتَنَان.
كان الجنرال هوري وقت استسلام السَّكساوين، قد وجه انتقادات لاذعة لهذا الخليفة بسبب تهاونه في هذه الظروف، فكانت هذه فرصة سانحة له لتعويضه لحظة ضعفه تلك، وإظهار تعلقه الصادق بالمخزن، إذ كان من المفهوم تماما أنه لن يُقبل أيُّ عون من امْتُوكة، دون أن يكون هناك ظهيرا يَأْذَن لفخذات إدا-أُتْنَان بالخضوع والاستسلام.
السي بوسلهام صرح بأنه سيحضر لنا آيت-أُأَزون، في نفس الوقت صدر أمر لكومندار إقليم أكادير عبر وسيط زاوية إيسوكال، وكوماندار ملحقة شيشاوة، عبر مركز بوكويين، لتكثيف عمليات تفكيك الكتلة المنشقة، لهذه القبيلة…. (يتبع 2/2).
ـــــــــــ أنظر:
la politique indigene dans la region de marrakech en 1927
(ص:123-126).



