الشاطبي بين المقلدة والصحافيين
هوية بريس – د.رشيد بنكيران
بدأ الكلام المرسل بالشاطبي مقلدا وانتهى به صحفيا؛ أما من قال عن الشاطبي إنه صحفي شأنه كشأن من يكتب في الإسلاميات على جرائد اليوم فلا ينبغي أن يلتفت إليه، فأصغر طالب علم اليوم في الجامعات يعرف تفاهة هذا الكلام وسفاهة قائله وكذبه.
وإذا كان الأمر كذلك فالعقلاء لا يردون على الحمقى والسفهاء ومن سقطت عدالته، وخصوصا أن القائل لم يذكر شبهة قوية يخشى على طلبة العلم منها، بل كلامه كان مرسلا مثل زبانية إعلاميي السيسي المعروفين .
أما من قال عن الشاطبي إنه مقلد فإن كان يحكي عما أخبر به الشاطبي واختاره لنفسه في زمانه لمصلحة شرعية ترجحت لديه ـ وهي خشية انحلال عرى المذهب المالكي بل جميع المذاهب، وبالتبع الدين كله، وقد سبقه إلى ذلك الإمام المازري ـ قلت: فهذه مجرد حكاية من القائل وليس حكما على الشاطبي بأنه من أهل التقليد حقيقة ومرتبة.
وإن كان القائل يطلعنا على رأيه في المستوى العلمي للشاطبي وأن علمه لا يخرجه عن دائرة المقلدة فنحن أمام مقالة تضعنا أمام جهل مركب وواقع مختل.
فأما الجهل المركب فيتعلق بتحديد من هم المقلدة، وبالمكانة العلمية للإمام الشاطبي، وأما الواقع المختل فيتجسد في أن علماء هذا العصر قد اجتمعوا على تنظير مقلد ليصنعوا من نظريته تجديدا ونهضة.
وباختصار: إذا لم يكن الشاطبي من أهل الاجتهاد فهل يوجد مجتهد في هذا العصر!؟