في الوقت الذي اختار فيه آلاف الشباب التوجه إلى منصات “مهرجان موازين” في كل ليلة منذ انطلاقه الأسبوع الماضي، لأجل الاستمتاع بساعات من الأنغام والرقصات، والهز والتمايل، والاختلاط الماجن ومآرب أخرى، ولو على حساب القيم والتحصيل الدراسي عند الكثير منهم؛
اختار شباب وفتيات قلوبهم متعلقة بالمساجد، وأفئدتهم تهوي إلى المصليات ليالي رمضان، أن يشمروا على سواعد الجد، وينظموا مبادرات وحملات لتنظيف المساجد وتهيئتها استعدادا لشهر رمضان، شهر الصيام والقيام.
نعم، شباب لم تغرهم نغمات الشيطان، ولا أثرت فيهم الدعاية الإعلامية لأكبر مهرجان في المغرب، لأنهم يعلمون أن الآخرة خير وأبقى وأن الدنيا زائلة بلذاتها، فكيف والأمر يتعلق بمهرجان للمجون والفسوق.
شباب استنشقوا نسائم شهر العتق من النار، فراحوا يعدون ويهيئون بيوت الرحمن لعباده..
شباب موقنون بالأجر العظيم لمن يقوم بهاته الوظيفة النبيلة، ويعلمون موقف النبي صلى الله عليه وسلم في المرأة التي كانت تقن (تنظف) المسجد، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: فَقَدَ النبي صلى الله عليه وسلم امرأةً سوداء كانت تلتقط الخِرَق والعيدان من المسجد، فقال: ((أين فلانة؟))، قالوا: ماتت، قال: ((أفلا آذنتموني؟!))، قالوا: ماتت مِن الليل ودُفنتْ؛ فكرِهنا أن نوقظك، فذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قبرها، فصلى عليها، وقال: ((إذا مات أحد من المسلمين، فلا تدَعُوا أن تُؤذِنوني)).
ولا أنسى في الأخير أن أشيد بجهود شباب وفتيات جمعية أيادي الخير التي أخذت على عاتقها “تنظيف بعض المساجد” طيلة السنة واجبا عليها، وهي تعمل لأجل توسيع دائرة نشاطها؛ فاللهم يسر أمر القائمين عليها، وكل من يحب مساجد الرحمن ويحب أن تكون نظيفة طيبة طاهرة.
الصور لشباب سلوي قام بمجموعة مبادرات لتنظيف عدد من مساجد مدينة سلا، وهذا الأمر ولله الحمد تعرفه عدة مدن مغربية بمبادرات شبابية.
اللهم اصلح شبابنا وردهم إليك ردا جميلا …
آمين