الشراكة مع “نيتفليكس”.. هل تُصلِح منتوجنا السينمائي؟!
هوية بريس- متابعة
تعيش الصناعة السينمائية المغربية عددا من المشاكل، بعضها متعلق بالوسائل والإمكانيات، وبعضها الآخر متعلق بالغايات والأفكار.
وإذا كان العرض السينمائي الحالي يروق بعضَ الميول ويستهويها، فإنه لا يرقى إلى ما تتطلع إليه فئات أخرى واسعة تريد للسينما أن تصبح جزءا من قضيتها الوطنية.
سينما الهوية، هذا النوع من السينما هو ما تحتاجه فئات واسعة من المغاربة، فأين الحل؟ وأي سبيل يجب اتخاذه لتعبر السينما عن قضايانا التاريخية والهوياتية؟
أسئلة وأخرى مطروحة على قطاع الثقافة ومسؤولي الشأن السينمائي بالمغرب، ويجب أن يكون الجواب عليه صريحا ومسؤولا، عاجلا وعمليا.
لا علم لنا بتصور وزارة الشباب والثقافة والتواصل لهذه القضية، ولا نتوفر على المعطيات الكافية للحكم على توجهها السينمائي قطعا وبإطلاق.
إلا أن بعض القرائن تطرح علامة استفهام كبيرة، ومنها استقبال محمد المهدي بنسعيد، وزير الشباب والثقافة والتواصل، منذ أيام، مسؤولين من “نيتفليكس” لمناقشة الشراكات المستقبلية بين وزارته والتطبيق العالمي الأكثر استخداما من طرف الشباب Netflix .
وفي ذات السياق، أفادت وزارة الشباب والثقافة والتواصل، على صفحتها ب”فيسبوك”، أن “هذا اللقاء سيساهم في تطوير الصناعة السينمائية بالمغرب وإنتاج الأفلام الوطنية وإعطائها إشعاعا وبعدا جهويا وعالميا”.
فهل يحُل “نيتفليكس” مشاكلنا وهناك من وصفها ب”فساد الغاية والوسيلة” معا؟!
هل يتحول هذا التطبيق العالمي العولمي، بين عشية وضحاها، إلى تطبيق يخدم القضايا الوطنية والخصوصيات الثقافية التي قيل إنها أُحدِث لتفكيكها وهدمها؟!
هل نعول في تحصين ثقافتنا الوطنية على تطبيق هناك من اتهمه بنشر الشذوذ الجنسي والفساد الأخلاقي والتفسخ القيمي واستهداف المسلمين بصور نمطية لتشويه الإسلام؟!
هل نحمي تدينَ المغاربة، اختياراتِهم الدينية والمذهبية، بالشراكة مع شبكة وجهت إليها أصابع الاتهام بازدراء الأديان؟!
السينما التي تصلح أحوال المغاربة، السينما التي تحمي دينهم وثوابتهم ولغتهم وثقافتهم الوطنية، السينما التي تجعل من الفن جزءا من قضاياهم الثقافية والسياسة، ليست حتما هي سينما الشذوذ الجنسي والانحلال الأخلاقي وازدراء الأدياء واستهداف المسلمين.
على مسؤولي قطاع الثقافة أن ينتبهوا، فالثقافة ليست أمانة فرد ولا أمانة جماعة أو فئة بعينها فحسب، إنها أمانة شعب، أمانة أمة ضاربة بجذورها في عمق التاريخ.