الشرق الأوسط يحترق..!

الشرق الأوسط يحترق..!
هوية بريس – د.أحمد الشقيري الديني
كأي جسم غريب يرفض الشرق الأوسط زراعة الكيان الإسرائيلي الغريب في قلبه رغم مرور ثمانية عقود على عملية الزرع، الغريب كيف يمكن أن تعيش إسرائيل وسط محيط من العداء، فهي محاطة من جميع الجهات بدائرة من الدول العربية التي دخلت معها في حروب سابقة، وبعد الدائرة العربية تحيط بها دائرة أوسع من الدول الإسلامية المعادية لطبيعتها العدوانية؛ والسؤال: هل يوجد عاقل يبحث عن الاستقرار والطمأنينة وسط جيران يعادونه ويبادلونه المكر والكيد والعدوان؟!
نعم إسرائيل سعت للاندماج في هذا المحيط من خلال آلية التطبيع، لكنها لم تنجح لإن شعوب المنطقة ترفضها لأسباب عدة على رأسها سببان:
الأول : العدوان الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني والذي بلغ أوجه مع محاصرة شعب غزة منذ 17 سنة والذي اشتد خناقه بعد السابع من أكتوبر.
الثاني : تجربة مصر والأردن مع التطبيع التي لم تستفد منها شعوب تلك الدول والتي كشف مسؤولوها عن ألوان من المكر والخديعة التي طبعت سلوك اليهود مع المسلمين عبر التاريخ.
نحن إذن إزاء جسم غريب أراد الغرب الصليبي التخلص منه بعد تجربة قرون من العيش المشترك الذي لم يفض لتعايش سلمي بين الغرب والأقلية اليهودية..!
إذن فقد تم التخلص من اليهود من خلال زرعهم إبان الاستعمار البريطاني في قلب المجتمعات العربية والإسلامية..
اليوم يعيش العالم على إيقاع انفجار هائل في المنطقة سببه الرئيسي العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة وعلى إيران وسوريا واليمن ثم اليوم على قطر..
وعندما سئل أحد المسؤولين الأمريكيين عن مغزى استهداف قطر وهي دولة حليفة للولايات المتحده الأمريكيه؟! كان جوابه مستفزا مليئا بالإهانة إذ يقول (الولايات المتحدة الأمريكية ليس لها حلفاء في المنطقة، بل دول خاضعة) يعني أن الأنظمة العربية تخضع للإملاءات الأمريكية وتبتز دولها الغنية لتدفع مليارات الدولارات للخزينة الأمريكية..!
اليوم تمعن إسرائيل في العنف ضد الفلسطينيين بما تحضر له من اجتياح لاحتلال مدينة غزة، وضد الأمة الإسلامية بما تحضر له من استعدادات لهدم المسجد الاقصى وذبح بقراتها الحمراء في ساحته..!
فإلى متى يتفرج العالم و المسلمون خاصة على هذه الهمجية الإسرائيلية التي لا تقيم وزنا للقانون الدولي ولا للقيم التي جاءت بها الديانات السماوية ؟!
الشرق الأوسط مقبل على انفجار هائل، إما من خلال طوفان شعبي يجرف الأنظمة العميلة أو من خلال تحالف ثلاثي تقودها تركيا بتحالف مع سوريا وقطر..!
وعندها تتحقق النبوة التي قال فيها محمد صلى الله عليه وسلم فيما رواه البخاري وغيره ( أُعدُدْ ستًّا بين يدي الساعةِ : مَوتي ؛ ثم فتحُ بيتِ المقدسِ ، ثم مُوتانِ يأخذ فيكم كقُعاصِ الغنمِ ، ثم استفاضةُ المالِ حتى يُعطَى الرجلُ مائةَ دينارٍ ، فيظلُ ساخطًا ، ثم فتنةٌ لا يبقى بيتٌ من العربِ إلا دخلَتْه ، ثم هُدنةٌ تكون بينكم وبين بني الأصفرِ ، فيغْدرون ، فيأتونكم تحت ثمانينَ غايةً ، تحت كلِّ غايةٍ اثنا عشرَ ألفًا)..
فهذا الحديث يخبر بأن الغرب النصراني سينقض الهدنة التي بينه وبين الدول الإسلامية ويأتي بجيش عرمرم قوامه مليون جندي،ومعلوم أن أهل الكتاب يؤمنون إيمانا جازما بهذه المعركة المشتركة ويسمونها في كتبهم وعقائدهم معركة (هيرميجدون) وهي كلمة تتكون من مقطعين (هر) بمعنى جبل، ومجدون هو سهل أو واد يوجد في فلسطين.
تداعيات هذا الانفجار ستكون وخيمة على العالم كله لأن منطقة الصراع تمثل الشريان الاقتصادي والطاقي للغرب.
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.



