الشعب المغربي “الملحد” يرفض زيارة الشيخ عبد الكافي ومظاهرات مليونية تجتاح البلاد

هوية بريس – مصطفى الحسناوي

“سخط عارم وعريضة دولية”، هكذا عنون أحد الصحافيين خبرا نشره بأحد المواقع الإلكترونية، معلقا على زيارة الداعية المصري الدكتور عبد الكافي، وهو يعلم جيدا أنه لاوجود لأي سخط، بله أن يكون عارما، والعريضة التي سماها دولية، لاتصل حتى لمستوى أن تكون محلية، والغالب أن صاحبنا أراد فقط إثارة الانتباه أو إيهام جهة ما، بأن المغاربة يرفضون حضور هذا الداعية، ولايرحبون به.

هؤلاء هم من يعطي الدروس للإسلاميين، في السماحة وتقبل الآخر، وينصحونهم بالابتعاد عن الانغلاق والكراهية، ويشنعون على بعضهم حين يرفضون قدوم حامد عبد الصمد أو سيد القمني أو غيرهم.

الحداثي والملحد والاستئصالي المغربي، يقوم بكل ماينكره على الإسلامي، لك أن تتخيل وتطلق العنان لفكرك، وتتصور كل تلك الاتهامات التي يكيلها أمثال هؤلاء لمخالفيهم من الإسلاميين، أبصم لك بالعشرة أنهم يقومون بها ويبيحونها لأنفسهم، ولنا في ماقام به يونس قنديل خير مثال، مع العلم أن الإسلامي لايمكنه أن يفعل تلك الفعلة النكراء التي قام به التنويري الاول في العالم العربي والإسلامي، أمير منظمة مؤمنون بلاحدود.

في مقال سابق لي عن التصوف السياسي، أنكرت على أمثال هؤلاء كيلهم بمكيالين في التعامل مع الإسلام السياسي أو مع السلفية من جهة، وتعاملهم مع الصوفية من جهة اخرى، وكان انتقادي منصبا على انتقاد إحجام الحداثيين على انتقاد الجوانب المظلمة والخرافية والمتخلفة في التصوف، فرد بعضهم السبب هو أن الصوفية لاتدعو إلى القتل، فكان جوابا غريبا، يعني إذا كانت تدعو إلى الجهل والخرافة لابأس، هل لأنكم تريدون قطيعا جاهلا مخرفا يسهل لكم اقتياده واستغلاله، هل هذا هو السبب؟ أم أن المال الإماراتي هو السبب؟

طيب لماذا إذن تشنون مثل هذه الحملات على أمثال عمر عبد الكافي وغيره، مع أنهم لايدعون لالقتل ولالتفجير، ستقولون أنكم تحاربون أفكارهم المناقضة للعقل، هذا نفسه ماطلبناه منكم في التعامل مع الصوفية، حاربوا أفكارها وأسسها الداعية إلى الخرافات واللامنطق واللاعقل.
الغريب ان هؤلاء الذين ينصبون أنفسهم متحدثين باسم المغاربة اجمعين، مثل صاحب هذا الخبر، لا أثر لهم في الواقع لاوجود لهم في الشارع لاتمثيلية لهم في الأحزاب لابصمة لهم في الجمعيات، لايستطيعون تجميع مائة مغربي حولهم، ومع ذلك ينصب نفسه قائدا للمغاربة ومتحدثا باسمهم، بل ويكذب عليهم حين يكتب مثل هذا الهراء: “سخط عارم”.

ربما هو تعويض نفسي، عن التهميش الذي يعانيه هذا الفكر وهذه الإيديولوجية، وعدم نجاح أي تجربة من هذه التجارب التي تصطدم مع هوية المغاربة.
للتوضيح: لم أستمع قط لعمر عبد الكافي، قد يكون مجموع مااستمعت له لايتجاوز خمس دقائق متفرقة من فيديوات متفرقة طيلة حياتي، لايعجبني أسلوب الوعظ والإلقاء، خاصة إذا كان بالطريقة التقليدية، شخص يلقي عليك توجيهات وتعليمات فيما ينبغي لك فعله ومالاينبغي، هذا الأسلوب لايجذبني ولا أستمع في حياتي كلها لأمثال هؤلاء، يجذبني أسلوب النقد والتحليل والتفكيك والنقاش والتفاعل.

لكن من باب أن شريحة مهمة من المغاربة المسلمين أرادوا أن يستمعوا له ويستضيفوه في انسجام تام مع معتقد البلد ودينها الرسمي واحتراما لقوانينها، لايمكن لشرذمة منبوذة، لاتمثل إلا نفسها، ان تمارس وصايتها وتفرضها، بهذا الشكل الفج على الأغلبية الساحقة من المغاربة، وتتدخل في معتقداتهم وأذواقهم واختياراتهم وضيوفهم، لأن هذه وقاحة وقلة حياء وديكتاتورية وتسلط واستبداد متستر بلباس الحداثة والعقلانية، متسلح بأدوات الصحافة والفكر والثقافة ومختبئ وراءها، لن نسمح به، يكفينا الاستبداد الذي فتحنا أعيننا عليه.

كل التضامن مع الصديق الصحافي الذي خيب المغاربة ظنه، وأقترح عليه صيغة أخرى لخبره، أكثر جاذبية وإثارة، يمكنه أن يستفيد منه في القادم من أيامه:

“سخط عارم وسط الشعب المغربي الملحد، ومظاهرات مليونية يومية واحتجاجات للمغاربة شيبا وشبابا نساء ورجالا، تعم الأزقة والشوارع، وعصيان مدني يشل الحركة الاقتصادية للدولة المغربية العلمانية بسبب اعتزام بعض المسلمين الذين لايشكلون حتى أقلية، استضافة داعية مسلم ليحدثهم عن الجنة والنار والصلاة والصيام والأعمال الصالحة وغيرها من الأفكار الخرافية المتخلفة المناقضة للعقل، التي تؤمن بها شرذمة من المسلمين، وعريضة دولية من مثقفي العالم الأول والثاني والثالث، تضامنا مع الشعب المغربي الملحد، ضد شرذمة من المسلمين تعتزم استضافة داعية ليحدثهم عن الجن والملائكة، ضدا على هوية وقيم ومعتقدات الشعب المغربي الملحد، الذي لايؤمن بالأديان وخرافاتها”.