الشعر يصدح.. لَــبَّــيْـكَ يَــا رَسُــولَ اللهِ ﷺ
هوية بريس – شعر: محمد بن علي زنداك الـدشيري
ويستمر التفاعل الكبير من طرف بعض النخب المغربية مع قضية طعن أستاذة متقاعدة كانت تدرس الفلسفة في الجناب الشريف لرسولنا الكريم صلى الله علبه وسلم، حيث قام الشعر كالعادة بواجبه في الدفاع عن النبي العظيم أسوة المؤمنين، فجادت قريحة الشاعر الفقيه محمد بن علي زنداك الدشيري، من مدينة أگادير بإبداع هذه القصيدة بعنوان:
قُلْ لِلْقَمِيءِ الشَّانِئِ السَّبَّابِ
تَبَّتْ يَدَا الْمَخْذُولِ كُلَّ تَبَابِ
ابْلَعْ لِسَانَكَ كَيْ تُزِيلَ سُمُومُهُ
مَا قَدْ عَرَاكَ الْيَوْمَ مِنْ أَوْصَابِ
وَتُبِيدَ أَوْرَامَ الضَّغَائِنِ وَالْجَفَا
فِي بَطْنِكَ الْمَزْهُوِّ بِالْأَثْوَاب
فَتُفِيقَ مِنْ سُكْرِ الْغَوَايَةِ لَحْظةً
لِتَرَى عَوَارَكَ دُونَ أَيِّ حِجَابِ
كَمْ كنْتَ تَزْعُمُ دُونَ أَيِّ تَرَدُّدٍ
أَنَّ انْتِسَابَكَ كَانَ لِلْآدَابِ
فَهَل اكْتَشَفْتَ الْآنَ بَعْدَ تَعَمُّقٍ
فِي الْبَحْثِ أَنَّ الشَّتْمَ مَحْضُ صَوَابِ
أَنَّى يَضِيرُ رَجِيعُ قَيْئِكَ لَوْ تَعِي
تِلْكَ السَّما يَا حَضْرَةَ الْمُرْتَابِ
مَهمَا بَصَقْتَ بِقُوَّةٍ نَحْوَ السَّمَا
يَرْجِعْ لِوَجْهِكَ يَا لَسُوءِ مَئابِ
بَشِّــرْ لَكَاعِ بِمَا يَسُوءُ فَلنْ تَرَى
إِلاَّ النَّدَامَةَ فَهيَ أَيْسَرُ بَابِ
نبِّئْتُ أَنَّ طُمُوحَ نَفْسِكِ أَنْ تُرَى
فِي جِيلِهَا ذَنَبًا مِنَ الْأَذْنابِ
تَحْكِينَ جَهْلًا كُلَّ فِعْلٍ شَائِنٍ
فَكَأَنَّكِ الْقِرْدُ الذِي فِي الْغَابِ
ثَكِلَتْكِ أُمُّكِ هَلْ رَضَعْتِ بِثَدْيِهَا
هَذَا الْخَنَا وَلَؤُمْتِ فِي الْأَصْلاَبِ
إِنِّي لَأَعْجَبُ مِنْ وَقَاحَتِكِ الَّتِي
قَدْ حَيَّرَتْ حَقًّا أُولِي الْأَلْبَابِ
قَالُواْ حَبِلْتِ وَذَاكَ بَعْضُ وَحَامِهِ
وَقَدِ اشْتَهَيْتِ فَوَاكِهَ الْأَلْقَابِ
فَهَذَيْتِ جَهْراً بِانْتِقَاصِ الشَّمْس ِكَيْ
تَبْدُو كَـلَيْـــلٍ حَالِكِ الْجِلْبَابِ
أَنّى لِحُمْقِكِ أَنْ يُصِيبَ دَوَاءَهُ
فِي جَوْفِ بَيْتٍ مُوحِـشٍ وَيَـبَابِ
شَيْطَنْتِ كُلَّ النَّاسِ يَا بِنْتَ الْهَوَى
فَأَزَحْتِ عَنْ بَلْوَاكِ كُلَّ نِقَابِ
* * * * *
خَيْرَ الْأَنَامِ أَلاَ تَرَى مَا مَسَّنَا
مِنْ دَاعِرِينَ مُخَنَّثِي الْآرَابِ
فِي كُلِّ حِينٍ يُبْدِعُونَ مِنَ الْأذَى
مَا قَدْ يُحِيلُ الْكَوْنَ مَحْضَ سَرَابِ
يَتَطَاوَلُونَ عَلَى الْجَنَابِ كَأَنَّهُ
مَا كَانَ أَقْدَسَ أَوْ أَجَلَّ جَنَابِ
لَمْ يَعْرِفُوكَ فَجَهْلُهُمْ شَرِسُ الْعَمَى
إِذْ لَمْ يَزَلْ فِي عُنْفُوَانِ شَبَابِ
أَنَّى لَهُمْ أَنْ يُبْصِرُوا النُّورَ الَّذِي
وَافَى وَقَدْ نَكَصُواْ عَلَى الْأَعْقَابِ
رَامُواْ لَهُ الْإِطْفَاءَ فِي الدُّنْيَا وَهُمْ
لَمْ يُبْصِرُوهُ بِأَحْقَرِ الْأَسْبَابِ
وَرَجَوْاْ بِذَمِّكَ يَا مُحَمَّدُ رُتْبَةً
عُلْيَا وَنَيْلَ الْمَدْحِ وَالْإِعْجَابِ
كَيْفَ السَّبِيلُ إِلَى التَّفَوُّقِ بِالْهَوَى
هَلْ يُرْتَجَى مَطَرٌ بِغَيْرِ سَحَابِ
الْعَجْزُ أَنْطَقَهُمْ بِكُلِّ قَبِيحَةٍ
وَالطَّيْشُ قَبْلُ وَلاَ كَطَيْشِ ذُبَابِ
لاَ يُنْكِرُونَ سِوَى الْحَقِيقَةِ إِذْ بَدَتْ
مَجْلُوَّةً لَمْ تَلْتَحِفْ بِضَبَابِ
مَا رَاعَهُمْ يَا سَيِّدِي إِلاَّ الَّذِي
حُزْتُمْ مِنَ الْأَنْصَارِ وَالْأَحْبَابِ
سَيَبُوءُ أَعْدَاءُ الْحَيَاةِ مُجَدَّداً
بِالْخِزْيِ قَدْ ذَاقُواْ أَمَرَّ شَرَابِ
الْعِزُّ لِلْإِسْلاَمِ فِيكَ مُؤَبَّدٌ
يَا مَغْرِبَ الْأَمْجَادِ وَالْأَحْسَابِ
سَتَظَلُّ لِلْإِسْلاَمِ حِصْناً فَلْيَمُتْ
بِالْغَيْظِ كُلُّ مُنَافِقٍ كَذَّابِ
حُبُّ الرَّسُولِ عَقِيدَةٌ لاَ تَنْطَفِي
بِقُلُوبنَا أَبَداً كَمَا الْأَصْحَابِ
فَأَرِحْ لِسَانَكَ يَا حَقُودُ وَأَيْقِنَنْ
(أَنَّا هُنَا نَحْيَا) لِيَوْمِ حِسَابِ
سَيَظَلُّ هَذَا الشَّعْبُ رَغْمَ أُنُوفِكُمْ
يَعْتَزُّ بِالْمِحْرَاثِ وَالْمِحْرَابِ
وَيْلٌ لِمَنْ قَدْ رَامَ يَوْماً رَدَّهُ
عَنْ دِينِهِ مِنْ سُنَّةٍ وَكِتَابِ
لَبَّيْكَ خَيْرَ الْخَلْقِ فَالْفُرْسَانُ قَدْ
هَبُّواْ بِرُمَّتِهِمْ لِفَصْلِ خِطَابِ
لَنْ يَتْرُكُواْ الْمَيْدَانَ تَخْلُو أَرْضُهُ
لِتَفَاهَةِ الْأَوْبَاشِ وَالْأَوْشَابِ
أَيُظَنُّ أَنْ نُخْلِيهِ لِلْغِرْبَانِ كَيْ
تَطْلِيهِ بِالتَّغْرِيبِ وَالْإِغْرَابِ
فَارْتَحْ رَسُولَ اللهِ إِنَّا هَاهُنَا
سَنَظَلُّ بِالْمِرْصَادِ لِلسَّبَّابِ
وَعَلَيْكَ مِنْ رَبِّي أَتَمُّ صَلاَتِهِ
وَسَلاَمِهِ يَا رَحْمَةَ الْوَهَّابِ
محمد بن علي زنداك الـدشيري – أكادير الجمعة: 6 شواب 1441هـ – 29 ماي 2020م.