الشقيري الديني يرد على أبي حفص في إنكاره لعذاب القبر
هوية بريس – أحمد الشقيري الديني
ثلاثة أدلة ساقها الأستاذ رفيقي في نقضه لعقيدة”عذاب القبر ونعيمه” في شريطه، وهي:
أولا: القرآن إنما يتحدث عن نوعين من العذاب، عذاب في الدنيا وعذاب يوم القيامة، ولا حديث فيه صريح عن عذاب القبر..
ثانيا: العذاب لا يكون إلا بعد الحساب، والحساب يكون يوم توضع الموازين القسط ليوم القيامة..
ثالثا: كثرة الأحاديث النبوية في موضوع هذه العقيدة لا يفيد إلا الظن الذي لا تثبت به العقائد لأنها أحاديث آحاد، وتفسير انتشارها يعود في أغلب الظن لوجود سلطة سياسية لها مصلحة في تخويف الناس من أجل التحكم في المجتمع..
مقدمة أصولية في الرد على رفيقي:
يزعم الأستاذ رفيقي في شريطه بموقع الميزان حول “عذاب القبر ونعيمه” أن العقائد لا تتبث بطريق الآحاد، ولابد أن تكون مبسوطة في القرآن، وهذه مسألة خلافية تحتاج إلى تفصيل، لكن مجمل ما ذكر فيها أنقله ملخصا من كلام العلامة الحسن ولددو الشنقيطي، إذ يفول:
خبر الآحاد أربعة أنواع لدى أهل الحديث:
– القسم الأول منه: المستفيض، وهو الذي يقترب من المتواتر، والفصل بينهما شاق وهذا تثبت به العقائد بدون خلاف.
– القسم الثاني: المشهور وهو الذي رواه عدد في كل طبقة لا يزيدون على العشرة، ولا ينقصون عن الثلاثة أو الأربعة.
– ثم يليه العزيز وهو الذي انفرد به في طبقة من الطبقات اثنان أو ثلاثة.
– ثم يليه الغريب وهو الذي انفرد به واحد في طبقة من الطبقات في أي طبقة من طبقاته.
وهذه الثلاثة اختلف فيها الناس هل تقتضي القطع أم لا، فذهب جمهور الأصوليين إلى أن خبر الآحاد إذا كان مشهوراً أو عزيزاً أو غريباً لا يقتضي القطع، وذهب المحققون منهم إلى أنه يقتضي القطع إن احتف بالقرائن التي تدل عليه. وذهب آخرون إلى أنه يقتضي القطع مطلقاً، وروي هذا عن جمهور أهل الحديث..
والقول الصحيح أن أخبار الآحاد إن احتفت بالقرائن اقتضت القطع، ويمثل لذلك أهل الحديث بما يرويه مالك عن نافع عن ابن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنه يقتضي القطع لما احتف به من القرائن، وعلى هذا الخلاف اختلف في الاستدلال بأخبار الآحاد في العقائد.
* والعقائد تنقسم إلى قسمين ما يطلب فيه القطع وهو أصول العقائد والديانات، وما لا يطلب فيه القطع وهو تفاصيلها، كتفصيل صفات الله سبحانه وتعالى ونحو ذلك، فتفاصيل الصفات على الراجح لا يشترط فيها القطع، ولذلك يقبل فيها أخبار الآحاد، فيمكن أن تثبت صفة لله عز وجل بخبر الآحاد ويمكن أن يثبت له الاسم بذلك.
أما الأمور القطعية والأصول أصول الديانات فلا بد فيها من القطع، فعلى القول بأن خبر الآحاد يفيد القطع مطلقاً فلا إشكال في ثبوتها بذلك، وعلى القول بأنه يفيد القطع إن احتف بالقرائن فكذلك مثل ما رواه البخاري في الصحيح أو رواه مسلم في الصحيح حتى لو كان غريباً أو عزيزاً، فإنه احتف به من القرائن ما يقتضي القطع به، وإن شرط فيها القطع فإنه لا يؤخذ فيها بخبر الآحاد، وحكمنا بالصحة على ما في الصحيحين لا يقصد به القطع عند الأصوليين وإنما يقصد به القطع عند المحدثين فقط..
قلت: وأحاديث عذاب القبر ونعيمه من جنس المستفيض،وكثير منها في الصحيحين، ولها شواهد من آي القرآن كما سنبينه إن شاء الله.
المقدمة الثانية في الرد على رفيقي، في تناقضه، إذ يزعم في شريطه عن “عذاب القبر ونعيمه” أن القرآن لم يتحدث إلا عن نوعين من العذاب، عذاب في الدنيا وعذاب في الآخرة..!
ثم ينتقل مباشرة إلى الزعم بأن العذاب لا يكون إلا بعد الحساب، ولا حساب إلا يوم القيامة..!
فكيف يزعم أن هناك عذابا في الدنيا ولا عذاب إلا بعد حساب ولا حساب إلا يوم القيامة..؟!
والذي أوقع الأستاذ رفيقي في هذا التناقض هو اعتقاده أمرا يحاول الاستدلال عليه من القرآن فلا يسعفه.
والحقيقة الجلية في القرآن أن هناك عذابا في الدنيا وعذابا في القبر وعذابا عند قيام الساعة وفي عرصات يوم القيامة، كل ذلك قبل عذاب النار، كما سنوضحه في الحلقة الثالثة، والله تبارك وتعالى ربط العذاب بإرسال الرسل وإقامة الحجة:(وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا) (وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليه القول فدمرناها تدميرا)..
وأحبتنا يسمي الله ذلك حسابا شديدا، وهو في الدنيا، كما في قوله تعالى:( وكأين من قرية عتت عن أمر ربها ورسله فحاسبناها حسابا شديدا وعذبناها عذابا نكرا، فذاقت وبال أمرها وكان عاقبة أمرها خسرا).
في الرد على رفيقي حول شريطه عن عذاب القبر:
أولا: ذكر القرآن عدة آيات في عذاب الله للظالمين في الدنيا قبل يوم الحساب، منها قوله تعالى: (فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنبِهِ ۖ فَمِنْهُم مَّنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُم مَّنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُم مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُم مَّنْ أَغْرَقْنَا ۚ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَٰكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ)
ثانيا: في عذاب القبر ذكر القرآن عدة آيات، منها قوله تعالى:(ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم وذوقوا عذاب الحريق)، فهذا حالهم عند الوفاة وهي أو منازل القبر.
ثالثا: عند قيام الساعة قبل الحساب،قال تعالى:(ياأيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم، يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وماهم بسكارى ولكن عذاب الله شديد).
رابعا:مباشرة بعد خروجهم من قبورهم يرون ألونا من العذاب قبل الحساب وقبل عذاب جهنم، قال تعالى:(ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى، قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا، قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى..) إلى أن قال سبحانه:( ولعذاب الآخرة أشد وأبقى)
لقد اقتصرت على آية واحدة لكل حال من أحوال العذاب قبل عذاب الخلود في النار، تفاديا للتطويل، وإلا فالقرآن مليء بهذه الأدلة.
أما زعمه أن الأحاديث الواردة في ذكر عذاب القبر إنما تلقفها الحفاظ من أفواه القصاصين الذين انتشروا في عصر الدولة الأموية، هذه الأخيرة التي لها مصلحة في تخويف الناس من أجل التحكم فيهم..!
وهذا تفسير غريب وعجيب، والرد عليه من وجوه:
أولا: الترغيب والترهيب بالجنة والنار موجود في القرآن والسنة لا ينكره رفيقي ولا أحد من المسلمين، بل ولا من أهل الديانات السماوية، فهو كاف للتخويف ولا يحتاج لاختراع نصوص عن عذاب القبر ولا غيره فهي بالإجماع دون عذاب النار شدة!
الوجه الثاني:الذين وضعوا علم الحديث وقواعده إنما كان هدفهم قطع الطريق على أمثال هؤلاء القصاص، ولهذا كانت شروطهم في قبول الحديث صارمة، فكانوا يقولون مثلا: فلان صالح لكن لا نأخذ عنه حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم..
الوجه الثالث: المتفحص لأحاديث عذاب القبر لا يجد فيها أي تطويع للعامة تجاه الأمراء لنقول هي من اختراع الدولة الأموية، بل هي أحاديث عن عذاب تارك الصلاة أو آكل الربا أو مانعي زكاة الفقراء أو الزناة والزواني أو الذي لا يسبرأ من البول أو من يمشي بالنميمة بين الناس أو الذي يكدس الأموال ويكنزها وفيه حديث الثعبان الأقرع الذي يأخذ بشدقي الذين يجمعون بين السلطة والثروة..!
فهي أحاديث صحيحة توجه المجتمع نحو التكافل وفضائل الأخلاق وحسن العبادات وإعطاء الفقير حقه من المال..إلخ
قضية العذاب شأن يخص الله سبحانه ،.ورونا غي كنصلو بطريقة صحيحة ادخل المساجد وستجد ان هناك من لا يعرف كيف يصلي وكون العذاب من الغيب يجب ان نؤمن به دون الخوض فيه واما اين ومتى وكيف ذلك من علم الله سبحانه.
وكذلك قول الله تعالى: { النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم القيامة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب}
الدعاء في التشهد الأخير في الصلاة “اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال “ما مدىصحته؟