الشقيري الديني يرد على هرطقات أبي حفص عن الدين والدولة والحريات الشخصية
هوية بريس – أحمد الشقيري الديني
في ندوة أمس التي نظمتها حركة “ضمير” يتهم محمد رفيقي أبو حفص حركات الإسلام السياسي بالعمل على معارضة الحريات الفردية (وهذا حق)، مشددا على ضرورة تدخل الدولة وفق القانون وليس الدين لحماية حقوق الآخرين..!
السيد رفيقي لم تكن له الشجاعة الكافية لانتقاد إمارة المومنين والمجالس العلمية والمجلس العلمي الأعلى باعتبار الشأن الديني محفوظا لهذه المؤسسات..
ثانيا لم تكن له الشجاعة الكافية لنقد النصوص الدينية القطعية التي تحرم العلاقات الجنسية خارج إطار الشرعية وتحرم الشذوذ الجنسي وتحرم الخمر وتحرم الإجهاض وتحرم العري والأكل جهارا نهارا في رمضان..إلخ
وهذه الدائرة الضيقة هي التي يحتك فيها الدين بدعاة الحريات الفردية، بينما هناك مجال واسع يتقاطعون ويتعاونون فيه..
ثالثا العلمانية التي يدعو لها السيد رفيقي أليست تزعم أنها محايدة تجاه الأديان ؟!
فها هي تتدخل في الشأن الديني تأويلا و تعطيلا..!
وستتدخل أيضا في شعائر الأذان والصلاة والصيام كما فعلت في تونس/بورقيبة وفي تركيا/أتاتورك ..
رابعا هناك مجتمع محافظ يرفض هذه الدعوات ويعتبرها انحلالا وفسادا أخلاقيا، ويعتبر حق الجماعة مقدم على حق الفرد عند التعارض، والديمقراطية تقتضي ألا تفرض أقلية متغربة مشروعها بقوانين ملزمة، بل عليها أن تقنع المجتمع بهذا المشروع أولا ثم تبحث لها عن أغلبية حداثية في المجالس التشريعية غير مزورة لسن مثل تلك القوانين..
غير هذا سيبقى الضمير الجمعي للشعوب الإسلامية مرتبط بدينه وسينزع نحو التمرد على تلك القوانين متى كانت متسلطة وسيتحين الفرص لإسقاطها، إذ سيعتبرها اعتداء على حريته في الاختيار وليس العكس كما يعتقد دعاة الحريات الفردية التي نشأت فلسفتها في سياق غربي مختلف..
وسيتمترس هذا الوعي الجمعي بالحركات الإسلامية المدافعة عن حريته الدينية التي اغتصبها أولئك، وبالتالي ستعود تلك الحركات للساحة الفكرية والسياسية والدعوية في سياق تدافعها مع حركات تغريبية تبعية ممولة من جهات أجنبية.