الشواطئ المغربية وسؤال الأخلاق
هوية بريس – عبد الصمد إيشن
يسجل موسم الاصطياف بالمغرب حوادث وظواهر عديدة تحيلنا على مرجعيات أخلاقية غير التي نهتدي بها ونلتزم شرعيا وقانونا بها. فلا نتحدث عن الترفيه والسباحة وازدهار السياحة ومختلف مظاهر النمو الاقتصادي المسجلة خلال هذا الموسم، بل الأمر يتعلق بمظاهر المخدرات والانحراف والتسكع والانحلال الأخلاقي بالشواطئ والمدن الشاطئية بالمغرب.
فلا تكاد تزور أحد الشواطئ المغربية حتى تقف على شبان يدخنون أو يتناولون المخدرات، أو تسمع تارة الكلام النابي وتارة ترى اللباس المخل في صفوف المصطافين، بل أحدنا سيظن أننا في إحدى الشواطئ الأوروبية لا المغربية.
لا يمكن بطبيعة الحال لأي عاقل أن يقبل بشواطئ تدنس بممتهني الفساد أو متعاطي المخدرات بكل أنواعها أو بكل الفئات العريضة التي تطبع مع الكلام النابي والسلوكات الغير الأخلاقية جهارا نهارا.
وأنا أشاهد أحد التصريحات الصادمة لأحد الآباء المغاربة، توقفت عند تعبير له يقول فيه: “لم أعد قادرا على ترك ابني ذي 14 سنة من عمره، يذهب مع أصدقائه للشاطئ المجاور لحينا وغير البعيد عنا، أنا جد خائف من أن يتناول المخدرات أو يطبع مع مظاهر الفساد الأخلاقي”.
هي شهادة حزينة في حق شواطئنا المغربية، إذ عوض أن تكون متنفسا لائقا بأسرنا وتجمعاتنا المحترمة، نجد من خربها بجهله وفساده وقلة تربيته. بل الأمر الخطير هو لما تجد أصحاب هذه الظواهر الشاذة يتصرفون كأنهم على حق ويملكون الورقة البيضاء لفعل ما يخطر على بالهم دون حسيب ولا رقيب.
نعم نجد في كل الشواطئ دوريات للأمن تجول ذهابا وإيابا على طول الشاطئ، لرصد حالات متناولي المخدرات أو الحالات الشاذة، لكن هل تكفي دورية أو دوريتان لضبط مئات وآلاف المصطافين في الشواطئ المغربية. ما نحتاج له هو سلطة الضمير وسلطة الإيمان والالتزام بمرجعيتنا الإسلامية سلوكا وأخلاقا، قولا وفعلا.
أظهر فيلم وثائقي على إحدى القنوات الفرنسية أجواء فصل الصيف في جزيرة “موريس” الواقعة في عرض المحيط الهندي، أن انتشار المخدرات والدعارة والشذوذ الجنسي هو جزء من العروض السياحية التي تجلب بها الجزيرة السياح الأجانب بالآلاف. ولما عرضت الكاميرا مشاهد ما بعد منتصف الليل من الفساد الأخلاقي ومظاهر التفسخ والشذوذ الجماعي، قلت هل هؤلاء هم الذين كانوا بالأمس القريب مجرد مصطافين عاديين يستمتعون بنسمات البحر.
الجواب طبعا، هو التأكيد. والمستخلص من التصوير السابق هو إن لم نجد سبيلا في المغرب لضبط شواطئنا ومحاربة كل الظواهر الشاذة وتطبيق المسطرة القانونية على المخالفين، فإنه بالتأكيد سنجد أنفسنا عرضة للضياع بل سنفقد أبناءنا في مسارات مجهولة لا يعلمها إلا الله، نتيجة تساهلنا وتهاوننا في بداية الطريق.
سؤال الأخلاق في موسم الاصطياف لم يعد مجرد وعظ أخلاقي بل هو جزء من استثمارنا كمغرب في رأسمال لامادي حقيقي، اسمه تشبث المغاربة بدينهم، مرجعيتهم الصلبة في القيم، انتظام واتزان شعب كامل. وهذا ما سيمنحنا بدون شك مراكز قوة في الاقتصاد والتنمية وفي السياحة بطبيعة الحال.
مقال جميل .يصف واقعنا الحالي في الصيف نتمنا من السلطات ان تتعزز المراقبة لأن الشباب فريسة سهلة للوقوع في الويلات