“الشيخة”.. “المشاهد الساخنة”.. دفاعا عن الفنانين
هوية بريس – خالد مبروك
لا يمكن لأحد مشهور يتابعه الآلاف على مواقع التواصل أن يتكلم في الشريعة حتى يدرسها..
كثير من هؤلاء يغترون بمصطلح “مناضل” فيتجرأ على الكلام في دين الله بغير علم ولا هدى فيَضِل و يُضِل.
والذي لا أفهمه في بعض قولهم عندما يتكلمون في شيء حرام بالإجماع، هو قولهم: “أنا لا أفهم في الدين و لا أتكلم في الدين، ولكن الدين لا يمكن أن يحرم هذا الشيء لأنه شيء جميل بالنسبة لنا”!!!!
كيف لا تفهم في الدين وأنت تتكلم في الدين!!!؟؟
الأولى لك أن تسأل أهل التخصص وتخضع لعلمهم لا أن تبدي رأيك في المسألة المتفق على تحريمها وتبرر لنفسك ولغيرك فعلها..
الدين ليس لعبة أو لهوا، قال تعالى: “إنه لقول فصل وما هو بالهزل”.. تريد أن تلعب إلعب بعيدا عن الدين.
– كل من قال بأن فن التمثيل والغناء والرقص بالشكل الذي يعرفه الناس الآن حلال، فاعلموا أنه لم يكلف نفسه أن يختم القرآن الكريم تلاوة ولو لمرة واحدة في حياته، ولو فعل ذلك لوجد آيات بينات يفهمها أبلد العامة تحرم ذلك، ومنها:
1- قوله تعالى: “قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ،وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ۖ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ”.
هل يوجد تمثيل فيه غض البصر عن النظر إلى نساء متبرجات!؟
2- وقوله تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ”، أغلب الأفلام يصورون الممثلين يتناولون الخمور والدخان والمخدرات، وهذا حرام، وفيه دعوة المشاهدين بشكل غير مباشر لتعاطي المخدرات.
3- قوله تعالى :”مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلَا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ”، وهذه الآية تتحدث عن العلاقات غير الشرعية بين الرجل والمرأة، واتخاذ العشيق بغير عقد زواج.. وهذا حرام لكنه موجود بكثرة في الأفلام..
فهل قرأ القوم هذه الآيات ومثيلاتها في القرآن!؟؟
وأما قولهم إن هذا تمثيل فقط وليست الحقيقة!! فهذا كلام فارغ لا يقبله المنطق ولا العقل السليم.
كيف نصدق من يمثل يزني بأنه لا يزني!؟ من يمثل يدخن بأنه لا يدخن!؟ ومن يمثل يقبل ويضم امرأة أجنبية بأنه ليس هو من يفعل ذلك وإنما شخصية الفلم!!؟؟
هذا في الدنيا… أما أمام الله فلا ندري هل سيتجرأ ممثل ليقول لله بأنه ليس هو من زنا في المشهد السنمائي، وليس هو من قبل امرأة أجنبية في اللقطة!!؟؟ هل يظن أن الله تعالى سيصدقه!!؟؟
إننا نتكلم بدافع الغيرة على هذا الدين.. نحن كذلك نخطئ ونرتكب الذنوب لكننا لا نفرح بذنوبنا ولا ندعو أحدا الى فعلها.. وديننا بريء من أخطائنا.
وأما إنكار الأفلام والأغاني في العلن ومشاهدتها في السر فهذا ليس نفاقا كما يريد البعض تصويره للناس، بل هذا هو الأصل، نعم نطالب عموم المومنين بعدم مشاهدتها، لكن المؤمن معرض لارتكاب المعاصي.. ففي الحديث “كل ابن آدم خطاء” ولكن لا نجهر بالمعصية ولا نحبها ولا نحب أن تشيع في مجتمعنا، قال صلى الله عليه وسلم:” كل أمتي معافى إلا المجاهرين”.. وفي حديث آخر رواه الحاكم بسند صحيح: “اجتنبوا هذه القاذورات التي نهى الله عنها، فمن ألَمَّ بشيء منها فليستتر بستر الله”.
إن ارتكاب الذنوب والمعاصي في السر أهون عند الله من ارتكابها جهرا.. فنحن مع الأهون، خاصة وأننا لا نفرح بالمعصية ولا ندعو إلى ارتكابها ونندم بعد فعلها ندما شديدا، و في الحديث: “الندم توبة”.
وفي الختام أوجه كلمة محبٍّ مشفق للفنانين، بمراجعة الأدوار التي يقومون بها، واستحضار أنهم واقفون يوما، لا محالة، بين يدي الله تعالى، فسائلهم، فليعدوا للسؤال جوابا.
أيها الأحباب إياكم أن تفرطوا في دينكم، دينكم خط أحمر، حتى وإن ابتليتم بالمعاصي لا تتركوا الدفاع عن دينكم.